رمضان ابو جزر يكتب : بالتصفيق …ميسي رئيس …عباس رئيس
لم يكن في مخيلتي ان نصل يوما الى هذا الامتهان و الاستخفاف بالعقول ان يتم تزكية رئيسا لحركة فتح في جلسة افتتاحية بحضور ضيوف شرف من جنسيات مختلفة و هم غير أعضاء في المؤتمر السابع الإقصائي الذي اقامه المنشقين في رام الله بالتصفيق و بالتصفيق فقط يتم القفز على كل الادبيات و الأصول و الاعراف الحركية و القفز على حقيقة الأزمة الكبيرة التي تعيشها الحركة و حالة هيستيريا داخل قاعة التصفيق قياما وقعودا و الخوف يعتري وجوه المؤتمرين و كل منهم يراقب جاره ان كان صفق ام لا و ان كان وقف ام لا ..
اذا كانت الرئاسات تأتي بالتصفيق فإن ميسي لاعب برشلونة قد حاز على لقب الرئيس مئات المرات بعدد الأهداف التي سجلها و بجماهير اكبر بكثير و جماهير حقيقية تدفع المال و الوقت و الجهد من اجل التصفيق لميسي و بالتأكيد جماهير ميسي ارقى بكثير من جمهور عباس المصفق الذي وصل الى رام الله على حساب عباس و ايضا يحلم بالعطايا و المناصب مقابل التصفيق ..
أسف لاني أشبه من يسعد جماهير بالملايين بمن هو سبب تعاسة شعبه و بتحدي فاقدي الأمل يستعدي شعبنا كلما سنحت له الفرصة .. هل يستحق صاحب التنسيق الأمني المقدس هذا التصفيق … و هل يستحق من يدين تلاميذ مدارس فلسطين بحمل السكاكين هذا التصفيق .. و هل يستحق عنوان الفشل و عدو ياسر عرفات و إرثه هذا التصفيق …و الأمثلة كثيرة التي تستدعي محاكمة عباس لا التصفيق له ..
ننتظر الأسوأ لان المسرحية تنتهي بالتصفيق و لكن الإخراج العباسي المبدع بدأ مسرحية طويلة من خمسة ايام بدأها بالتصفيق ..فبماذا سوف ينهيها .. هل بحفلة تنكرية ام بالرقص العاري للمخصيين ممن صفقوا بغباء على اعادة شرعنة الطاغية ليمارس عليهم أمراضه و ساديته لانه لن يكون ممثلا الا لهم لا لقواعد الحركة العريضة التي ترفضه و ترفض مصفقيه المعينين ( استثني القلة الوطنية الشريفة التي شاركت في مؤتمر المقاطعة ) و معظمهم لم يصفق برغم نظرات أمن عباس اليهم التي كأنها كانت تهددهم ..
ميسي انت مبدع و انا أصفق لك دوما عندما تبدع بإسعاد كل من يعشق موهبتك و لكنك لن تكون رئيسا يوما الا بصندوق و انتخاب بحرية و سرية و نزاهة . و عباس ليس رئيسا للحركة كوّن التصفيق في أعراف الانتقال الديمقراطي للسلطات ليس اُسلوب انتخاب و التصفيق لا يعطي شرعية بل إعجاب .. و الى المعجبين بعباس فليأخذوا صورا تذكارية معه و لكن اذا أرادوه رئيسا للحركة فعليهم ان ينتخبوه .
لن اجد عذرا لكل من شارك في هذه المهزلة حتى لاخوتنا الذين نحترم نضالاتهم و تاريخهم القلة من اصحاب الحق فعلا لعضوية المؤتمر على خلاف الغالبية المعينة بمقاييس عباس و زمرته المنشقة و لن اقبل باي مبررات و اعتذارات أراها في الطريق إلينا قريبا من الكثير منهم فكل شئ واضح وضوح الشمس …و يا طالب الدبس من …….العبس.
بقلم : رمضان ابو جزر
بروكسل – بلجيكا
اقرأ للكاتب :
تفجيرات بروكسل و الرواية الحقيقية…أين ؟