خاطرة رمضان برقي … طفلة أنت!

رغم ظنون من حولك بأنك رشدت ، يقتصر نظرك على موضع قدميك، تمارسين ألعاب الصغار، تختبئين خوفا من نور الشمس خلف لوح من بلور، تستترين من ضوء القمر فوق سطحه، ومن يحاول خطف دمياتك منك، ويحاول نصحك بأنك كبرت تكرهينه وتنتقمين منه، وتعودين لمحارتك، وتسكنين قوقعتك، وتسدلين ستائر عيناك عن البر، وتكتفين بأمواج البحر مطية، وتحسبين التأرجح سكون ..

طفلة أنت!

مالك والحب، لا تدع الحب، فقط اهتمي بدمياتك، فهي الوحيدة التي تستحق حبك الثمين، الذي لا يستحقه بشر ..

ما دمت رفضت الحب ، إذا اقبلى الرق، أوصيهم أن يبيعانك لمن يدفع فيك أكثر من غيره ..

بيعي جسدك ، بيعي قلبك ، بيعي عمرك ، ولكن حاولي أن تقبضين ثمن ذلك كله ، ترى هل سيعوضك أي ثمن؟!

هل ستتناسين جراحك بليال ساخنة مع من اشتراك ، كلا، سوف ترينه أنا ، في وجهه مرآة وجهي بها ، وجهي الذي حفظت تقاسيمه ، ونقشتيه على جداريات معابدك قديما،  وحلمت سنينا بالخشوع في محرابه ، ولكنك الآن ، ثرت عليه وكفرت به ، فهنيئا لك الاستقلال ، ومبارك عليك المروق ..

أو أصبحي أيما تحصي الأيام بانتظار الموت والخروج ..

ولكن ماذا سأخسر أنا؟!

لا شئ سوى عقدة من النساء ، كره للخبث والدهاء ، بعد عن أهل الكيد العظيم ، والتوبة والعودة لرب العرش العظيم، وفتاة من حور الجنة أفضل من كل النساء ..

طفلة أنت!

ووضعت خطأ بمصاف النساء ..

رمضان سلمي برقي
رمضان سلمي برقي

قاص مصري

اقرأ للكاتب :

عصفور عشق فتاة

شكرا للتعليق على الموضوع