محسن عقيلان يكتب :ألغاء صفقة الصواريخ الصينية تكتيك تركى مكشوف

اعلنت اللجنة التنفيذية للصناعات الحربية التركية منذ يومين الغاء عقد شراء صواريخ من الصين , و اكد الخبر مسؤول من مكتب رئيس الوزراء التركى احمد داود اوغلو لوكالة فرانس برس , وكان هناك اسباب لاختيار الصفقة و اسباب لالغائها   لكن ماهى الدوافع خلف المماطلة  واطالة امد تنفيذها  .

اولا : اسباب اختيار تركيا لمنظومة الصواريخ الصينية  بررتها تركيا فى حينها انها اقل من الشركات المنافسة بحوالى 600 مليون دولار حيث وافقت الصين عند سعر 3,4مليار دولار اى اقل من السقف المحدد للصفقة المقرر بسعر 4مليار دولار, بالاضافة الى ان الصين وافقت على انتاج 50% من الصفقة على الاراضى التركية بايدى محلية و الاهم هو موافقة الصين على نقل التكنولوجيا المستخدمة فى تصنيع المنظومة الى تركيا .

ثانيا :  اسباب الغاء الصفقة  ( الغاء غير نهائى ) بررت تركيا الغاء الصفقة بان الصين لم تف شرط نقل التكنولوجيا الى تركيا و معارضة حلف الناتو للصفقة من بدايتها خوفا من حصول الصين على الشيفرات السرية للمنظومة وايضا ان تركيا فى حلف الناتو و المنظومة الصاروخية الصينية تتعارض مع منظومة الباتريوت للحلف بالاضافة الى ان الشركة الصينية على اللائحة السوداء الامريكية  بسبب خرقها العقوبات المفروضة على ايران .

ثالثا : الدوافع خلف المماطلة  واطالة امد  الصفقة .

استغلت تركيا تلك الصفقة كورقة ضغط لعبتها لابتزاز الولايات المتحدة كورقة مطار انجيرلك التركى عندما منعت استخدامه من قبل حلف الناتو فى الضربات الجوية على داعش فى سورية و العراق  الى ان تم التفاهم مع الولايات المتحدة باستخدام المطار فى الضربات الجوية على ان تغض الولايات المتحدة الطرف فى ضرب مواقع حزب العمال الكردستانى ( pkk )  و تلميح الولايات المتحدة انها ستدرس انشاء منطقة عازلة  فى شمال سورية اما هذه الصفقة استثمرتها تركيا جيدا عندما وضعت مصالح الصين و الولايات المتحدة فى مواجهة مباشرة , فوافقت الصين على تخفيض سعر الصفقة الى اقل من المتوقع للسعر التركى المرصود مسبقا وهو 4مليار دولار  فكانت المفاجأة الصينية بان وافقت على  3,4 مليار دولار ووافقت على ورقة الابتزاز التركى بنقل التكنولوجيا للمنظومة الصارخية الى تركيا و ايضا الموافقة على صنع 50% من المنظومة على الاراضى التركية وفوق كل ذلك ماطلت تركيا و لعبت على عامل الوقت لاطالة امد التفاوض لكى تحصل من الولايات المتحدة  على المساعدة فى بناء المنظومة التركية محلية الصنع المتعثرة اصلا منذ عام 2008 و استغلت عضويتها فى حلف الناتو  للضغط كى تحاول  الولايات المتحدة  باى شكل  عدم انتقال شيفرات منظومة الباتريوت الى الايدى الصينية .

لكن الولايات المتحدة تعرف الاساليب التركية و تعرف ان هناك استغلال مواقف لكن تضع فى حساباتها ان  تذهب تركيا بعنادها  بشكل غير متوقع و تنفذ الصفقة و تضع الولايات المتحدة فى موقف محرج هى فى غنى عنه , اما الصين تصرفت بحكمة لاخر حد و هى تعرف ان تركيا تماطل  لانها استطاعت ان تجعل من منظومتها الصاروخية fd-2000 منافس لمنظومة الباتريوت و ان لم تشترها تركيا فهناك دول كثيرة سوف تسارع لشرائها , اما تركيا فكان التوقيت فى صالحها و استغلت التنافس الصينى الامريكى و احداث المنطقة الملتهبة  وان كان تكتيك مكشوف لكنها ادارته بشكل جيد لكى تحصل على منظومة صواريخ محلية الصنع بمساعدة حلف لا يملك الا الموافقة فى هذه الظروف الصعبة التى تمر بها المنطقة .

بقلم : محسن عقيلان

الكاتب :باحث فى العلاقات الدولية

شكرا للتعليق على الموضوع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *