ياسمين مجدي تكتب: هل ترضونها للعروس…إنها تتشوه
هل تعشق الشتاء عزيزي القارئ؟ فالغالبية العظمى منا تعشقه،فمن منا لا يحب برودة الجو،هطول الأمطاروالرياح العاتية التي تضرب الصدر بلا رحمة ولاهوادة،فكما يعتقد البعض المطر خير لكن عندما يهطل فجأة دون استئذان هذا هو الخطر
ناهيك عن المطر يا صديقي، فهل تعشق الأسكندرية؟ فمن منا لا يعشقها لا يعشق جوها فتنسى معه همومك ومشاكلك، تسرح في بحرها الصافي الأزرق الذي تسرح فيه بخيالك لأبعد مدى، فما بالك لو تنزهت يا صديقي في رحلة بحرية ما بين البحر بزرقته الصافية و السماء في ألوان الغسق الجميلة التي تتشابك معاً، ترى الشمس في وقت المغيب وهي تنصهر في أحضان البحر لتفارقنا إلى أماكن أخرى لكن نخشاه، نخشاه في ظلمته في ساعة الليل فيتشح بسواد السماء، نخشاه عندما يكشر عن أنيابه فنخاف من غضبه.
إنها الأسكندرية يا سادة،عروس البحر المتوسط تتجمل لملاقاة زائريها صيفاُ شتاءاً كأي عروس تتجمل يوم زفافها ولكن تراها في تلك الأيام حزينة بائسة عبوسة الوجه، فما أخطر أيام النوات التي تتسبب في قبح وجه العروس غرق الشوارع والبيوت الأصيلة، جعلها كالبرك والمستنقعات التي يغرق فيها المارة الذين لاسبيل لهم سوى السير على الأقدام لقضاء حاجاتهم.
لكن ما أجمل طيبة أخلاق الشعب السكندري الجميلة الذين وقفوا بجانب بعضهم البعض وتحلى بالصبر والإيمان لعبورتلك المحنة فكانوا النسيج الواحد التي تتضافر خيوطه الخيط بجانب الأخر فلا تستطع تفرقتها عن بعض لينتج عنها نسيج جميل كان بجانبهم حامي الحمى في الأسكندرية سيادة المحافظ الدؤوب الذي نزل بنفسه للشوارع الغارقة قام بالعمل على حل الأزمة في ساعات معدودة، لكن أراها حلول مؤقتة فنناشد بأن يكون هناك حلول جذرية حتى لا نرى تلك المناظر مرة أخرى و يعبس وجه العروس مرة أخرى ،من منا لا يحب احتساء الحساءات بأنواعها والشوكولاتة الساخنة لكن عندما يصل الأمر لتشويه وجه العروس ،لابد من وقفة حاسمة حيال مقالب القمامة التي توجد في الطرقات الصغيرة الداخلية التي لا ترى بالعين المجردة…إذن هناك خطر قادم لابد من التصدي الحازم.
اقرأ للكاتبة