في رثاء “المسناوي” عاشق مصر

نظمت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، اليوم الخميس، حفل تأبين للكاتب الصحفي والأديب والناقد السينمائي المغربي مصطفى المسناوي، الذي وافته المنية أثناء قيامه بتغطية أعمال الدورة السابعة والثلاثين للمهرجان.

رئيس المهرجان ماجدة واصف

رئيس المهرجان ماجدة واصف

وبدأت الدكتورة ماجدة واصف رئيس المهرجان، بالحديث عن علاقتها الوطيدة بالفقيد، سواء في باريس أو مصر أو المهرجانات السينمائية التي جمعت بينهما.

 سفير المغرب - رئيس المهرجان - المدير الفنى للمهرجان يوسف شريف رزق الله

سفير المغرب – رئيس المهرجان – المدير الفنى للمهرجان يوسف شريف رزق الله

ومن جانبه، أشار السيد محمد سعد العلمي سفير المملكة المغربية في مصر، إلى دور “المسناوي” في مسيرة الثقافة والفن، منذ السبعينيات، ككاتب للقصة ثم مهتماً بالسينما، في وقت متزامن مع ظهور نوادي السينما في المغرب؛ حيث وجد في السينما ما يرضي حبه للفن، مضيفًا للسينما من رؤيته كفنان ومبدع وكاتب مهتم بالرؤية وتفاصيل وأبعاد الصورة، وكل ما تختزله الصورة من خلفيات، وما تحمله من تداعيات.

وأضاف السفير المغربي: “من حبه للسينما أحب مصر، ومن حبه لمصر اتجه لحب السينما فهما شيئيان – في رأيي – مترابطان؛ فكل الذين عشقوا السينما وأحبوها أحبوا مصر التي عرفناها وأحببناها قبل أن نزورها، من خلال ما شاهدناه في الصورة التي حملتها إلينا السينما المصرية”، مؤكدًا  أن “المسناوي” كان عاشقاً لمصر وللشعب المصري.

واستدرك قائلاً :” عاشق لهذا البلد بكل ما تكتنزه من تراث حضاري وعمق ثقافي مكونه الإبداع والريادة في مختلف المجالات الثقافية والفنية”.

ونوه السفير المغربي إلى مغادرة “المسناوي” الحياة في توقيت “كان يمكن أن يعطي فيه ما يفرز تراكم خبراته، ووقوفه الدائم وراء السينما المغربية، بالدعم والرأي، والملاحظة الوجيهة، والفكرة المنيرة، واحتضان الأعمال الفنية المميزة”.

واختتم بقوله: “لم ألتق به في هذه الزيارة، وربما كان ينتظر أن نجتمع على مشاهدة فيلم من أفلام المهرجان، أو يؤجل اللقاء إلى ما بعد انتهاء الفعاليات، لكنه، وعلى غير العادة، غادر القاهرة من دون أن أعانقه العناق الذي اعتدناه”.

وشكر السفير المغربي إدارة مهرجان القاهرة السينمائي على مبادرتها الكريمة بتنظيم هذا اللقاء التأبيني، كما وصفه، وقال :”مبادرة نقدرها كامل التقدير في المغرب؛ فهي علامة مضيئة على الحب الذي يربط بين شعبي البلدين الشقيقين، ودليل على الوشائج القوية، والمشاعر الدافئة، التي تجمعنا في مثل هذه الأحوال”.

بدوره تحدث الدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة لشئون السينما فنقل للحشد اعتذار الوزير عن عدم الحضور بسبب ظروف طارئة، ووصف “المسناوي” بأنه “واحد من أكبر الأسماء المحبة للسينما، والإنسانية” بينما كشف الصحفي أحمد فايق وقائع الليلة الأخيرة للفقيد في القاهرة.

وأكد الدكتور محمد القليوبي، على “روح التفاؤل التي كانت تميزه، مشيرًا إلى رحلته العلمية والعملية كأستاذ للفلسفة، وصاحب فضل في تأسيس مجلة “بيت الكلمة” التي تمثل ثروة معرفية هائلة بالنسبة لمحبي الفلسفة المعاصرة.

وأنهى بقوله: “دخل السينما كمفكر، وكان ضد الفرانكفونية، ويرى أن المغرب، بثقافتها، وتراثها، وهويتها، ينبغي عليها ألا تتجه شرقاً أو غرباً، وهو شخص يدخل القلب ويشكل العقل”.

ونوه الناقد الأردني ناجح حسن إلى أنه “أكثر النقاد اهتماماً بتيارات ومذاهب السينما في العالم، وتطورها، ورصدًا للهوة بين سينما المغرب وسينما المشرق”، واصفًا رحيله بأنه “خسارة فادحة للمثقفين وللمشهد بأكمله”، وكشف مدير التصوير محمود عبد السميع رئيس جمعية الفيلم عن تنظيم أسبوع للأفلام المغربية التي كتب عنها الناقد الراحل مصطفى المسناوي.

وكشفت الصحفية المغربية صفاء أغا، عن علاقتها كتلميذة بأستاذها في الجامعة، ووصفته قائلة: “مفرد بصيغة الجمع فهو أستاذ فلسفة وكاتب وباحث وناقد ومترجم”.

واختتمت المغربية “شرفة” جلسة الرثاء والتأبين بالإشارة إلى علاقة الصداقة التي ربطتها والفقيد، منذ السبعينيات، ولخصت شخصه بكلمات محددة بقولها : “متسامح .. واعي .. قابل للآخر ..يحترم الجميع .. هادئ الطباع .. محب للآخرين وعاشق لمصر”.

شكرا للتعليق على الموضوع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *