أوروبا تخصص أموالا تثير الريبة لمنظمات أهلية صينية!
تعتزم المفوضية الأوروبية تخصيص 2.5 مليون يورو لدعم منظمات صينية غير حكومية، الأمر الذي يثير حساسية بكين التي ترتاب من التمويل الأجنبي وتعتبره تدخلا بشؤونها الداخلية.
وتشير وثيقة أوروبية نشرتها قناة “روسيا اليوم”، إلى أن “الغرض من هذا التمويل هو زيادة إمكانات منظمات المجتمع المدني الصينية وتفعيل دورها في توفير الخدمات الاجتماعية والحوار حول السياسة الاجتماعية بالتعاون مع السلطات المحلية. ورفع كفاءة وقدرة النشطاء الصينيين على تعزيز دورهم في المجتمع ومشاركتهم في وضع وتنفيذ السياسة الاجتماعية بالتعاون مع السلطات “، حسبما جاء في نصّ الوثيقة. لكن الوثيقة تشترط وضع خطة حتى 24 أبريل/ نيسان المقبل لتعزيز قدرات المجتمع المدني وإشراك ممثلين عنه في العملية والمؤسسات التشريعية على المستويين المحلي والوطني.
وتعتبر الوثيقة ” أن الخطط التي تمولها هذه المنحة، ستساهم في خلق ظروف مؤاتية لبيئة عمل منظمات المجتمع المدني على المستوى المحلي، بما يسمح لهذه المنظمات بالمشاركة في تحديد الاحتياجات الاجتماعية، وتوفير الخدمات للفئات المهمشة اجتماعيا من السكان”، كما جاء في نص الوثيقة
وتعتبر الكثير من الدول أن التمويل الأجنبي للمنظمات الأهلية هو نوع من السيطرة الخارجية الناعمة . وتم استخدامه لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية لتمويل بعض المؤسسات الأوروبية.
وتستهدف منظمات التمويل في العادة النخب المثقفة كما تموّل الأبحاث الجامعية ما يعني التدخل في تفاصيل حياة المجتمع عن طريق خلق قيادات وسيطة لعقد الندوات وورش العمل وتوزيع الكتيبات والنشرات.
وأثارت قضية التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني في العديد من الدول جدلا واسعا، خاصة لجهة تأثيرها على الثوابت الوطنية والأخلاقية والنضالية.
وكانت موسكو قد اعتبرت قيام الولايات المتحدة بتمويل بعض المنظمات غير الربحية في روسيا تدخلا في شؤونها الداخلية، وقالت الخارجية الروسية سابقا “أن عزم الولايات المتحدة مواصلة تمويل بعض المنظمات غير الربحية في روسيا يعتبر تدخلا في شؤوننا الداخلية”.
وأوضح الناطق باسمها أن “التصريحات الصادرة عن فيكتوريا نولاند المتحدثة(السابقة) باسم وزارة الخارجية الأمريكية حول نية بلادها مواصلة تمويل بعض المنظمات غير الربحية عبر وسطاء في دول ثالثة بغية تجاوز القيود التي تفرضها القوانين الروسية في هذا المجال، نعتبره بمثابة تدخل واضح في شؤوننا الداخلية”.
وتصف القوانين الروسية النافذة المنظمات التي تتلقى تمويلا أجنبيا بـ “العميل الأجنبي” وتعتبرها أدوات طيعة في أيدي دول أجنبية لإشعال لهيب ما يسمى بالثورات الملونة، على غرار ما حصل في أوكرانيا المجاورة عامي 2005 و2014.
وأكدت الخارجية الروسية أن أية محاولة للتأثير في الأوضاع الداخلية بروسيا ستفشل، وقالت: “ندرك أسباب رد الفعل غير المناسب هذا، وما أثاره هو سد قنوات تمويل المنظمات (الصديقة) لواشنطن بعد إغلاق ممثلية وكالة التنمية الدولية الأمريكية في روسيا وفرض حظر على تمويل النشاط السياسي من الخارج”. وخلصت للقول: “لا يخامر أحد شك في أن كل المحاولات للتأثير في التطورات الداخلية في بلادنا ومحاولة الهيمنة على تنمية المجتمع المدني محكوم عليها بالفشل”.