محلل إسرائيلي عن صفقة ترامب مع السعودية: ليست هناك وجبات مجانية للعرب
قال “يوني بن مناحيم” المحلل الإسرائيلي للشئون العربية إن صفقة السلاح العملاقة التي ينوي ترامب توقيعها مع السعودية أولى محطاته الخارجية التي يصل إليها في 22 من الشهر الجاري، تنقل رسالة مزدوجة للسعودية ودول الخليج مفادها ” “ليست هناك وجبات مجانية، الولايات المتحدة مستعدة لحمايتكم في مواجهة إيران لكن هناك ثمنا غاليًا لذلك”.
وأوضح في مقال بعنوان “صفقة ترامب مع السعودية” نشره موقع “آراب إكسبيرت” العبري أن الرسالة الثانية من صفقة السلاح مع السعودية موجهة لإسرائيل وأصدقائها في الكونجرس وتقول إن إدارة ترامب ملتزمة بأمن إسرائيل والحفاظ على تفوقها النوعي في كل صفقات السلاح التي تجريها بالشرق الأوسط مع الدول العربية.
نص المقال مترجما ..
من الواضح أن “الصفقة” التي يريد الرئيس الأمريكي إجراءها بين إسرائيل والفلسطينيين ليست الصفقة الوحيدة التي يسعى لدفعها في الشرق الأوسط، فرغم اختياره رئيسًا للولايات المتحدة فهو يواصل التفكير أيضا كرجل أعمال.
أفاد مصدر كبير بالبيت الأبيض لوكالة “رويترز” للأنباء أنه من المنتظر أن يوقف ترامب خلال محطته الأولى في جولته الشرق أوسطية بالسعودية، سلسلة من صفقات السلاح مع المملكة بمبالغ هائلة تزيد عن 100 مليار دولار في المرحلة الأولى، وأن قيمة الصفقة برمتها تبلغ 300 مليار دولار خلال الـ 10 سنوات المقبلة.
تهدف الصفقات لتعزيز القدرات الدفاعية للسعودية في مواجهة التهديدات التي تواجهها. وتشمل أنظمة سلاح أمريكية دفاعية في مجال الدفاع الجوي، وسفن وعقود صيانة.
في تسريب لـ”رويترز″ جرى التأكيد على أن تلك الصفقات لا يتوقع أن تضر إسرائيل، أو تمس بتفوقها النوعي.
بالفعل، الرئيس ترامب قلق تماما من الوضع الأمني للسعودية زعيمة العالم السني، أمام تمدد إيران الشيعية، في وقت يمثل الاتفاق النووي الذي وقعه معها الرئيس أوباما دفعة لطهران بالشرق الأوسط، كذلك تتزعم السعودية تحالفا عربيا يقاتل في اليمن ضد المتمردين الحوثيين الشيعة الموالين لإيران.
لكن لا يمكن تجاهل أهمية تلك الصفقات بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، فمن يعتقد أن الرئيس ترامب اختار السعودية كمحطته الأولى في جولته بالمنطقة بسبب أهميتها الدينية للإسلام ( وجود مكة والمدينة بها)، يمكنه أن يلحظ كيف يتصرف الرئيس ترامب أيضا كرجل أعمال يهتم باقتصاد بلاده ومصالح صناعة السلاح الأمريكية.
الرسالة التي تنقلها صفقات السلاح هذه مزدوجة، واحدة للسعودية ودول الخليج تقول “ليست هناك وجبات مجانية، الولايات المتحدة مستعدة لحمايتكم في مواجهة إيران لكن هناك ثمنا غاليًا لذلك ويجب أن تكون العلاقات الودية متبادلة، والرسالة الثانية لإسرائيل وأصدقائها في الكونجرس تقول إن إدارة ترامب ملتزمة بأمن إسرائيل والحفاظ على تفوقها النوعي في كل صفقات السلاح التي تجريها بالشرق الأوسط مع الدول العربية.
من وضع الأساس لصفقات السلاح هذه هو وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان الذي كان بين الزعماء العرب الأوائل الذي التقوا الرئيس ترامب فور دخوله البيت الأبيض.
تدرك السعودية جيدا الثمن الغالي الذي يتعين عليها دفعه، لكن كان من المهم بالنسبة لها ترسيخ علاقات جيدة منذ البداية مع الإدارة الأمريكية الجديدة ومحو الذكريات السيئة مع إدارة أوباما التي فضلت إيران عليها وعلى دول الخليج.
ليس من الواضح من أين ستأتي السعودية بتلك المبالغ وهي التي تعاني من أزمة مالية ومن عجز سنوي يقدر بـ 84 مليار دولار، لكن على ما يبدو سوف ينجح السعوديون في التأقلم، لأن الأهم بالنسبة لهم هو استقرار الحكم في العائلة المالكة والعلاقات الوطيدة مع الإدارة الأمريكية الجديدة التي تمثل بالنسبة لهم “شهادة التأمين” في مواجهة إيران.
في إسرائيل يتابعون باهتمام شديد صفقات السلاح المرتقبة مع السعودية، وهذا على ما يبدو سيكون أحد الموضوعات التي ستطرح خلال المحادثات بين القيادة السياسية في إسرائيل وبين الرئيس ترامب خلال زيارته للقدس.
علينا أن ننتبه لتلك الصفقة التي يجريها الرئيس ترامب مع السعودية والتي تدمج بين المبادئ التي وضعها “أمريكا أولا” وبين سياساته الجديدة بالشرق الأوسط التي تهدف لإقامة محور عربي سني جديد يكبح التمدد الإيراني.
في تلك الصفقة مع السعودية يحقق ترامب هدفين مهمين ومن المحتمل أيضا أن تكون الصفقة التي يسعى لإبرامها بين إسرائيل والفلسطينيين صفقة مبتكرة تربح من ورائها أطراف كثيرة.
في الأثناء يلعب الرئيس ترامب بحذر بكل الأوراق التي لديه، بورقة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، بالأمس “دحرج” وزير الخارجية ريكس تيلرسون هذه الكرة الملتهبة على أبوب القدس.
يبذل الرئيس ترامب قصارى جهده في محاولة لتحقيق الحد الأقصى من الإنجازات خلال زيارته الشرق الأوسط، ليس فقط مع السعودية بل أيضا مع إسرائيل والفلسطينيين.