يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

استيقظت باكراً رغم انه يوم الجمعه ،،، لا ادرى لماذا!!

و لكنى استيقظت و قد جالت فى خاطرى فكرة و ربما هى التى ظلت تهمس فى اذنى حتى ايقظتنى  ….

وكعادتي حين اصحو ، تصفحت الرسائل الوافدة الى من اصدقائى خلال نومى ، و تلك عادتى لانى اؤمن بأن اجمل ما استهل به يومى هى النفحات العابرة التى تهل منهم لانها ترسم على وجهى، بتلقائية شديدة،  ابتسامة هادئة مطمئنة …. فوجود أناس فريدون مثلهم فى حياتى لهو امر يدعو للبهجة ……

فوجدت ضمن الرسائل ، رسالتان استوقفوننى لأنهما دارا حول نفس الفكرة التى داعبتنى بهمسها …

أولهم كانت صورة لرجل و قد علق فى القاع امام سور عالى فأشعل النار ليدفأ ، مستخدماً قطع خشب من سلم كان بامكانه تسلقه و الخروج به من هذا القاع …

كتب على هذه الصورة ” لا تحرق فرصك من اجل راحة مؤقته” !!!!!!

و الرسالة الثانية كانت لأستاذ جليل فى جامعة القاهرة ، تعلمت على يده خلال دراسة ماجستير إدارة الاعمال ، واحدة من اصعب وأشد المواد العلمية و مع ذلك بفضل الله و فضله ، تمكنت من اجتيازها بدرجة امتياز !!!!!

بعث الى ليهنئنى بحلول شهر رمضان الكريم ، فرديت الي شخصه الكريم التهنئة و أثنيت عليه لا اعرف للمرة الكام ، وشكرته على كل ما منحه لى و لكل زملائى ، منذ اعوام بعيدة، من علمه ووقته ومجهوده …

فكان رده على كلماتى أبلغ ما يكون ، فبعث لى بصورة فراشة جميلة زاهية الألوان ، تخترق جدار شرنقتها لتخرج الى النور……

وهنا وفى تلك اللحظة اتسعت ابتسامتى لتكسو ملامح  وجهى كلها…..

 فقد عكست بدقة الصورتان الفكرة التى جالت بخاطرى … فما كان منى الا ان أمسكت بأيديهما الممدودتين الىّ ، تدعيانى الى النهوض من مرقدى لاسطر افكارى الجارفة و أكتب ……

نأتى آلى هذا العالم ، و نحن لا نعرف شيئاً ، لا نفقه شيئاً و لا نمتلك من العلم و الخبرة شيئاً

فنبدو جميعاً و كأننا سكتش رُسم بخربشات قلم رصاص على ورقة بيضاء ، سكتش يحتاج الى الكثير من الألوان و التفاصيل كى يصير صورة مكتملة واضحة المعالم  …

و هذه الألوان لا تتوفر الا بدافع منا ، بارادة قوية منا ، بإصرار و عزيمة منا ، باجتهاد و مثابرة منا …

فالاختيار دائماً متروك لنا ، اما ان نظل صورة كروكية مهزوزة من الأبيض و الأسود، او ان نخرج آلى الحياة لنتعلم و ننضج و نتبلور  …

علينا ان نستغل كل يوم يمر بنا فى حياتنا ، لكى نتعلم فيه شيئاً جديداً قريباً كان او بعيداً عن مجال تخصصنا ، نقبل تحدياً صعباً ونتغلب عليه ، نخوض تجربة او امتحان و نجتازه بجدارة ….

فلا شىء يذهب سدى بل ان تلك الدروس الصغيرة المتكررة حين تتراكم و تجتمع معاً و تتكاتف ، تصنع منا تلك الصورة الفريدة التى تميزنا عن الآخرين   …

فلا احد يشبهنا و لا نحن نشبه أحداً، كل منا فريد من نوعه…..

علينا ان نخرج آلى هذا العالم الفسيح بصدر مفتوح و قلب يملائه اليقين و الإيمان و عقل تتزاحم و تتسابق فيه الطموحات و الامال ، فيدفعونك دفعاً الى الامام الى الأعلى ، الى الخروج من الشرنقة ، الى صعود من الهاوية …

علينا الا نتقبل فكرة المكوث فى ” منطقة الراحة “، خوفاً من المحاولة ، خوفاً من التجربة ، خوفاً من الاخفاق …

 فنكتفى بما نحن فيه ،راضيين بما آلت اليه حياتنا فنظل محصورون فى هذه البقعة الضيقة من العالم الشاسع ، فننظر الى أنفسنا بعد ان يمر العمر و قد اختنقنا داخل الشرنقة ، “سكتش باهت ” لا قيمة له  …

دينا ابو الوفا
دينا ابو الوفا

اقرأ للكاتبة :

اهداء لشخص جميل ساعدنى فى وقت ضيق

شكرا للتعليق على الموضوع