إنطلاق معسكرات بناء السلام والمحبة من خلال الفن والأعمال اليدوية

في عالم يزداد فيه التعصب والعنف وينتشر فيه الخوف من الاخر قررت مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني المصري أن تبادر لبناء جسور المحبة والسلام وكسر التابوهات المجتمعية المتعلقة بالعمل والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين من خلال توظيف أدوات الفن والحرف اليدوية لخدمة أهداف التنمية وعلي رأسها بناء جسور التعايش المشترك وفهم الاخر وبناء جسور الثقة والمحبة بين أطراف المجتمع الواحد. ففي الفترة من 2 إلي 6 يوليو تم تنظيم معسكر الفن سلام لتعليم الأطفال والشباب والنساء كيفية توظيف الفن في أعمال حرفية ويدوية تعبر عن الذوق العام وتضيف جمالا لبيئتهم ومساكنهم مع إمكان تحويل المهارات التي تعلموها إلي مهن في مجال الصناعات الجلدية والخزفية وصناعة الإكسسوارات.

شارك في المؤتمر أكثر من 120 من أهالي كفر سلامة إبراهيم بمنيا القمح بمحافظة الشرقية. نظم المعسكر مؤسسة المشرق للتنمية والسكان بالشراكة مع مؤسسة رسائل أدم للتنمية وجمعية الهنا للتنمية والتسويق وساهم معهم المدربة أسماء نور مدربة الكروشية والمدربة أسماء طه مدربة الجلد والمدربة مي علي مدربة تلوين الفخار.

تم تنظيم المعسكر داخل المساحة العامة لكنيسة العذراء مريم وأبوسيفين وهي ساحة مخصصة للانشطة التنموية واللقاءات العامة وساهمت الكنيسة في توفير بعضا من الخامات وقدمت كافة التسهيلات لنجاح المعسكر وشارك القس رويس فريد في ختام المعسكر وعمل معرض نهائي لكل المنتجات التي نفذت من خلال المعسكر والمشاركات، كما قدم الشكر للمدربات والمؤسسات الراعية للمعسكر علي مبادرتها وعلي كسرها لتابوهات الخوف من العمل مع الاخر ونشر مبادئ وقيم التعايش المشترك والمحبة.

وقد عبرت فايزة السويفي مدربة عجينة السيراميك عن فرحتها بالفاعليه حيث انها المرة الاولي التي تنفذ أنشطة فنية داخل ساحات الكنيسة ومع مجموعات مسيحية، وقالت انها ساعدتها علي التعرف علي الاخر التي تعيش معه ويتشاركان نفس الوطن.، أما مريم سليمان مدير مؤسسة المشرق فتقول يجب تنظيم المزيد من هذه الفاعليات وبالتعاون مع الجوامع والكنائس ويجب أن تكون هناك مساحات داخل المؤسسات الدينية متاحة للجميع حتي لا نبني أسوار حول هذه المؤسسات فتبني أسوار داخلنا وهو عكس الرسالات السماوية التي تحثنا علي العمل والتعايش المشترك والمحبة ونشر قيم السلام. وتؤكد مدربات المعسكر وهم مروة أدم و أسماء نور الدين وأسماء طه ودينا شاكر ومي علي على أهمية الفن وتوظيفه في خدمة قضايا المجتمع إلي جانب إعلائه من السلوكيات الراقية والارتقاء بالذوق العام.

وعلي جانب المشاركة فقد فاقت التوقعات حيث النتائج كبيرة ومتميزة، منها اتقان احد المشاركات التي تعاني من فقدان النطق لاعمال الكروشية بل وتفوقت علي غيرها من المشاركات، ايضا من المشاركين طفل يبلغ 10 سنوات تعلم الكروشية وتفوق علي والدته في سرعة تنفيذ المشغولات وابتكار نماذج جديدة.

شكرا للتعليق على الموضوع