تحذيرات طبية من خطر انتشار الوشم بين نجوم كرة القدم

انتشرت ظاهرة دق الوشم، بين نجوم الرياضة، وخاصة كرة القديم، وبات علامة واضحة على أجساد أبرز نجومها، حيث ظهر الوشم على أجساد بيكهام، إبراهيموفيتش، راموس، فيدال، والآن ميسي.

ورغم المخاطر التي يسببها الوشم، إلا أن تلك الظاهرة انتشرت بشدة بين لاعبي البوندسليجا، ومازال الأمر يستهوي الألمان، رغم تكرار عثور الباحثين على مواد سامة، في الألوان المستخدمة في الوشم.

ونقلت مجلة “كيكر” الألمانية، عن دراسات مختلفة، أن 10% من الألمان، دقوا وشما على أجسادهم، والأمر لا يقتصر على طبقة اجتماعية معينة، والأكثر من ذلك أن هناك من تحول الوشم بالنسبة لهم إلى “إدمان”.

وبالنسبة لنجوم الكرة، فالأجيال الأولى من اللاعبين في الدوري الألماني (بوندسليجا)، مثل أوفى زيلر، وبكنباور، وغونتر نيتسر وغيرهم، لم تكن تعرف الوشم.

وفي جيل الثمانينات والتسعينات، لم يكن يدق الوشم سوى لاعبين من نوعية “الأولاد الأشقياء” (باد بويز).

أما الآن فقد انتشر الوشم بين لاعبي الدوري الألماني، لدرجة أن الاستثناء الآن هو أن يكون هناك لاعب لا يوجد على جسمه وشم، حسب مانقلت كيكر، في عدد اليوم الاثنين، عن ماتياس برِم، طبيب فريق نادي نورنبرج.

“الوشم جرح يجري الاستخفاف به”

الولع بالوشم لدى الرياضيين، وخصوصا لاعبي الكرة، مسألة شائعة في العالم حاليا، والدليل ما نراه على بشرة نجوم العالم، مثل إبراهيموفيتش وراموس وغيرهما.

ويقول خبير الوشم يورغن إلزنبروخ، في حديث مع “كيكر”، إن الحضور الإعلامي الكبير للاعبي كرة القدم، والوشم على أجسادهم، أدى إلى انتشار دق الوشم في المجتمع الألماني.

يقوم إلزنبروخ، منذ عشرات السنين بدق الوشم لزبائنه، ويتردد عليه بعض نجوم كرة القدم أيضا، ومن أشهرهم الدولي ماركو رويس، مهاجم بوروسيا دورتموند.

وقال: “الوشم هو عملية جراحية صغيرة، إنه جرح، وفي رأيي أن نجوم كرة القدم يتعاملون معه باستخفاف كبير.”

وتابع: “هذا الاستخفاف ربما يؤدي إلى انتقال أمراض فيروسية خطيرة، عبر إبر الوشم غير المعقمة، مثل الإيدز، والالتهاب الكبدي الوبائي”.

وينصح إلزنبروخ، اللاعب بعدم دق وشم بأي حال من الأحوال عندما يكون في مرحلة نقاهة، موضحا “الجسم يحتاج إلى طاقة كبيرة لكي يتعافى من هذا الجرح، ومن ثم يصبح من الصعب أن يقدم أداء بنسبة 100%”.

ويتمتع إلزنبروخ، بثقة المسؤولين واللاعبين، في نادي مونشنجلادباخ، لدرجة أنه أصبح المتعهد بوشم لاعبي الفريق.

ويرفض الرجل دق وشم للاعبين قبل المباريات المهمة، ويتذكر أنه جاء إليه المهاجم الأرجنتيني راؤول بوباديلا، عندما كان لاعبا في مونشنجلادباخ، قبل سنوات ورجاه أن يدق له وشما، موضحا له أنه خارج تشكيلة المباراة القادمة لفريقه.

ونفذ إلزنبروخ للاعب رغبته بعد إلحاح، ودق له وشما على قدمه، وشارك بودابيلا بعدها في المباراة ليتم تغييره خلالها، فقد شعر بالوهن.

وتابع إلزنبروخ: “لقد كنت في منتهى الغيظ لما حدث، وتعلمت الدرس”.

رونالدو لا يدق وشما على عكس ميسي

ويوضح ماتياس برِم، طبيب فريق نورنبرج، أن ألوان الوشم يعتبرها الجسم شيئاً غريباً عنه في البداية، ولذلك من المؤكد أنه سيقوم برد فعل مناعي، في مكان الوشم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث حساسية”.

ويضيف الطبيب الألماني: “حتى ولو لم تنشأ حساسية، فإن الجسم ينشغل بالتعافي من الجرح المفتوح، ومن ثم ينخفض الأداء”.

ويوضح يورغن إلزنبروخ، أن المتخصص في دق الوشم يجب عليه مراعاة النظافة الصحية والتعقيم، وفقا لما تنص عليه لوائح السلطات الصحية.

وتابع: “لكن صاحب الوشم أيضا عليه ألا يغفل عن رعاية وشمه، حتى لا يلتهب وتتكون عليه قشرة، ويمثل مصدرا خطيرا للعدوي”.

أما يوآخيم زاوَر، الطبيب الرياضي الشهير ببلدة فالدورف، بالقرب من فرانكفورت، فيرى أن لاعب الكرة يجب عليه ألا يقدم على تلك المخاطرة، مراعاة لنفسه وناديه وجماهيره.

ويبدي زاوَر، إعجابه الشديد بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي لا يدق الوشم على جسده.

ويقول إلزنبروخ، إنه ليس متعجبا من عدم دق رونالدو الوشم.

وأكمل: “أرى أنه لا يمكنه تحمل الوشم، فجسمه حساس بعض الشيء، ولم أكن أتصور أن يدق ميسي أيضا وشما، لكنه فعلها الآن”.

DW

شكرا للتعليق على الموضوع