نانسى فتوح تكتب :أمريكا وقانون الغابة..!
الإستبداد له شعار معروف، شعار قانون الغابة، إن القوة أساس الحكم والقوي لا يرحم الضعيف.
فالقوي هو الذي يتحكم بمقدرات الأمور بدون عقل أو تمييز أو وازع ديني، فتفترس الحيوانات ما حولها بلا رادع ولا عقاب ولا رحمة ، ولهذا حقآ سمّيت بغابة.
ولكن لو نظرنا لعالمنا فسنرى أننا نعيش بغابة كبيرة وأن ملك الغابة هو “أمريكا”..
فهي المدبر والمخطط والقائد الأعلى في توزيع الأدوار بالعالم من أجل مصالحها الخاصة ، ومن أجل أمن إسرائيل والعمل على استهداف الدول الواحدة تلو الأخرى من أجل إضعاف الشرق الأوسط وتفتيته ، وتذليل الكيان الصهيوني ، والمحافظة عليه وعلى أمنه، ولم يتم ذلك إلا على أشلاء الشعوب الضعيفة.
وليست أمريكا وحدها بل روسيا أيضآ تعمل بكل السبل المتاحة من أجل انقسام الدول، وانفصالهم، وإنهاكهم إقتصادياً وسياسياً، وإدخال مؤسساتها في صراعات طويلة من أجل كسر قوة أي مؤسسة مهما عُلِيَ قدرها، ومهما كبر عظمها..
فهم يخططون إلى تقسيم الغنيمة وتنفيذ أطماعهم في الشرق الأوسط !
وللأسف بالرغم من التأكد من مغزى دهائهم، فنحن مستمرون في تنفيذ الخطة الأمريكية على مصر، وجميعها منصبة في هدم الدولة إقتصادياً، وسياسياً، واجتماعياً، وإضعاف مؤسساتها، وأن تلبى مطالبهم من أجل المصالح الخاصة.
فهل نحن حقاً محبين مهتمين بهموم الوطن؟
هل جميعنا أوفياء حقاً مقدرين مدى خطورة الوضع الحالي الذي نعيش فيه ، وما سيؤول عليه الوضع؟
هل نراعي مصالحنا حقاً وحقوق الشعب الذي يلهث سنوات وسنوات من أجل استنشاق نسيم الديموقراطية التي هي بعيدة عنا كل البعد، كبعد السماء عن الأرض؟
أم أننا نسطّر قرارات وقوانين التي تصنع لمصلحة شخص أو مؤسسة ، وتترك ويهمش مصلحة شعب ووطن عدده تسعين مليون نسمة؟
هل هذا ما نسير نحوه؟ هل هذا ما نريده لوطننا أن يضيع الحق، وتضيع القيم ويصبح المجتمع غابة؟
وكل إنسان يريد أن يحقق هواه بصرف النظر عن حقوق الآخرين!! هذا هو الفساد في الأرض..
ولكنني أقول للحكماء وللعقلاء وللملوك تيقنوا دائماً أن مصر دولة محورية عظمى، وإذا سقطت مصر سقط الجميع..
فلا تتآمروا فتؤمروا فتغرق السفينة بقبطانها، واحذروا فالخطر داهم وسيعُم على الجميع..
نانسي فتوح – مصر
