يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
كعادتى ، والتى اخفقت وبشدة فى التخلى عنها على مدى الاعوام الماضية ، تابعت منذ قليل مباراة كرة القدم بين فريق مصر وفريق أوغندا والسبب وراء اخفاقى فى ترك تلك العادة و تمسكى بها، لا يعود لشغفى بتلك الرياضة ، بقدر ما يعود فى المقام الاول الى إيمانى الصادق ، بأنه واجب وطني لا يجوز تحت اى ظرف التخلى عنه … فتلك بمثابة خيانة عظمى لا تغتفر !!
وكأن تلك العادة التى صاحبتنى كل تلك الاعوام لا تكفينى ، فرحت اضيف اليها عادة أخرى لم أستطع مقاومتها هى الاخرى ، وهى قراءة الرسائل الحياتية المصاحبة للمباريات و المكتوبة بالحبر السرى …
فأجدنى اشاهد المباراة وافك رموز الحبر السرى فى آن واحد …
انكشفت أولى تلك الرسائل السرية، حين اصيب احد اللاعبين” عمرو جمال” فى رأسه على يد احد لاعبى الفريق المنافس ..وبالرغم من امكانية عودته للجلوس على دكة الاحتياط والاسترخاء للوراء(ولم يكن أحد ليلقى باللوم عليه) الا انه اتخذ قرارا رجوليا حاسماً بأن يكمل المباراة ….وهنا كانت الرساله واضحة ….. علينا ان نتعلم مواجهة الحياة بأنيابها الحادة الشرسة ونستأنف القتال والمواجهة حتى وان غطت أجسادنا جروح غائرة، فالهروب والتراجع للوراء ليس من شيم الرجال …
من قال ان درب الحياة مفترش بالورود وان اجتيازها بالأمر اليسير !!! لو كان الأمر هكذا لما كان “البقاء للأقوى” …
ثم تأتى الرسالة الثانية مختبأة فى عدم احراز الفريق المصرى لهدف ثانى …
كان احد اهم الأسباب الرئيسيه وراء هذا الاخفاق و تخبط أعضاء الفريق الواضح و تكرار ضياع الفرص واحدا تلو الآخر ، هو الارتباك الشديد والناتج عن انعدام الثقة او دعونا نقول عدم توفر الثقة فى النفس بالقدر الكافي …. فظل المعلق يردد وكانه يضخ فيهم الروح القتالية” اوغندا ليست دب باندا” وهنا تكمن الرسالة … قد يحول بيننا و بين إدراك النجاح لا شئ سوى انفسنا ، سوى عدم الايمان بقدراتنا و امكاناتنا ، سوى الخوف والقلق غير المبرر مما قد نواجه، فنعطى الاشياء اكبر من حجمها فنتضاءل نحن فى الحجم امامها !!!
سبب آخر وراء الإخفاق هو عدم التركيز … فعلينا الا نترك شيئا يشتت تركيزنا عندما يحين الوقت للتصويب نحو أهدافنا .. بل اجعل الكون يتلاشى من حولك كأن لا وجود له وكن كالقناص يحتضن سلاحه و يحدق ويحدق و أصابعه ترتكز بثبات على الزناد ويطلق الرصاصة فتسكن حيث تنتمى فى منتصف العينين !!!
السبب الثالت ..هو التوقيت أو بالأصح سوء التوقيت فكم من اهداف ضاعت هباءا بسبب عدم اغتنام الفرصه فى وقتها المثالى…. فلنتعلم ان تأخرنا لبضعة ثوان قد يقف حائلا ،كحائط صد منيع ،بيننا وبين بلوغ مرادنا وهز شباك الحياة …
اقرأ للكاتبة :
سر جمال الحياة يكمن فى ان نسمعها بقلوبنا …