ناصر اللحام يكتب : اسرائيل أقامت لجنة وزارية ودولة ظل في الضفة الغربية

في اطار مخطط ممنهج ومعد باحكام شديد، عملت سلطات الاحتلال في السنوات الماضية على تشكيل دولة ظل داخل الدولة الفلسطينية، ولا مانع من القول انها قامت بتشكيل لجنة وزارية بديلة للحكومة الفلسطينية تدير اعمالها وشؤونها بشكل شبه علني، ولاجل ذلك سيطرت على المعابر والحدود وتصاريح العمل والأمن والمال والبنوك والزراعة والسياحة وغيرها.

ومن يتابع ما تفعله حكومة المستوطنين، سيجد بسهولة تصريحات رسمية ومعلنة ضد بقاء السلطة، واخر هذه التصريحات جاءت على لسان الوزير المستوطن زئيف ايلكين الذي تنبأ ان لا يكون هناك رئيس للسلطة بعد رحيل الرئيس عباس. ومثله تصريحات الوزراء نفتالي بينيت ووزيرة القضاء ايلات شكيد وصولا الى تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو شخصيا وعدم اعترافه بحل الدولتين والكف عن اي تصريح يحمل هذا المصطلح.

دولة الظل التابعة للاحتلال تحمل اسم الادارة المدنية، ولها رئيس وقائمون على شؤون الوزارات، يتابعون شؤون السياحة والزراعة والصناعة ويعرفون بالضبط الكميات التي تلزم لبقاء سكان الضفة على قيد الحياة، ويعرفون تماما الحد الادنى من اللوازم الضرورية للطعام والشراب وعدد أطنان اللحوم وعدد كميات الخبز اللازمة، واللافت للانتباه أن وزاراتنا لا تعرف هذه الارقام بدقة كما تعلم اسرائيل، وفي أكثر من مرة كنت اتساءل امام مسؤولين ( كم بيضة يلزم الضفة الغربية يوميا ؟ ) . فيرد احد المسؤولين بعدد محدد وحين سألته من أين يعرف !! قال ان هذه الارقام التي يقولها المنسّق الاسرائيلي !!!

ولهذا الامر وجهان .. وجه الامر الواقع الذي فرضته اسرائيل وكيفية تعمّدها تجاوز الحكومة الفلسطينية من خلال الاتصال المباشر بالجمهور الفلسطيني وتمييع العلاقة العدائية ، ومشاركة الافراح والتعازي لضباط الاحتلال ، وبالمقابل ان يقوم ضابط احتلال بالاتصال بقيادة الجمهور الفلسطيني ويعزّيهم بوفاة قريب ، بل وصل الامر الى نشر صور لمناسبات رمضانية واعياد وتهاني بالترقيات !!!

الوجه الثاني : هل نملك خطة بديلة لهذا الواقع ؟ وهل استثمرنا في الحصول على ثقة الجمهور ؟

انا لا أعرف الاجابة .. ولكنني أعرف ان الواقع الحالي لا يبشّر بان الامور تسير كما خطط أصحاب المشروع الوطني . وان الواقع الحالي هو :

غزة منفصلة ولها لجنة وزارية خاصة تدير شؤونها .

القدس معزولة ومحرومة من التواصل مع اخواتها المدن الاخرى .

الضفة يتنازع عليها سلطتان ،وان سلطة الاحتلال تسابق الزمن لهدم السلطة وعرقلة عمل وزارتها بشكل متعمد .

اقرأ للكاتب : 

تجاعيد على وجه القمر

شكرا للتعليق على الموضوع