أحزاب ألمانية “غير مألوفة” لا حظوظ لها لدخول البرلمان
تضمنت قائمة الأحزاب المشاركة في الانتخابات الألمانية بعض الأحزاب غير المألوفة، التي تنوعت مواضيع برامجها بين السخرية والترفيه والبيئة والأجور والبحث العلمي، إلا أن معظم هذه الأحزاب لا تملك حظوظاً للوصول إلى البرلمان.
تبدو قائمة الأحزاب السياسية الألمانية التي تسعى لدخول البرلمان الألماني أطول مما يظنه بعض الناخبين، إذ يبلغ مجموع الأحزاب المشاركة في الانتخابات البرلمانية الألمانية 42 حزباً.
وتشمل هذه القائمة الأحزاب المتطرفة مثل الحزب القومي اليميني المتطرف (NPD)، وأحزاب تأسست خلال السنوات القليلة الماضية مثل حزب القراصنة (Piratenpartei).
بالإضافة إلى أحزاب يستند برنامجها الانتخابي إلى موضوع واحد أو على أفكار ساخرة وغريبة. ولا تملك معظم هذه الأحزاب أدنى حظوظ للوصول إلى البرلمان الألماني. وهذه نظرة على بعض من هذه الأحزاب: حزب الحزب (Die PARTEI) يقف على رأس هذا الحزب الفنان الألماني الساخر مارتن زوننبورن، الذي كست حملة حزبه الانتخابية طابعاً ساخراً وغريباً. وتضمن البرنامج الانتخابي للحزب مطالب مثل “فرملة أسعار البيرة” في البلاد أو المطالبة “بضبط رواتب المسؤولين التنفيذيين في المستقبل حسب أحجام حمالات الصدر”.
وعن النقاش الدائر حول الحد من أعداد اللاجئين، يرى أعضاء الحزب أنه “لا يحق لألمانيا أن تستقبل عددا من اللاجئين أكبر من ذلك الذي استقبله البحر المتوسط”.
واعتمد الحزب على أسلوب الهجاء والسخرية خلال الترويج لحملته الانتخابية، إذ استخدم حزب “الحزب” الساخر، الذي تأسس عام 2004 من قبل محرري مجلة ألمانية ساخرة صورة الطفل “إيلان كردي” الذي غرق قبل عامين في بحر إيجة، وكتب تحتها: “من أجل شاطئ، يمكننا الاستلقاء عليه بسرور وبشكل جيد”، وذلك لانتقاد سياسة ميركل تجاه قضية اللجوء.
وأثار استخدام الحزب الألماني لصورة “إيلان كردي” غضب والد الطفل. حزب الهيب هوب (Urbane. Eine HipHop Partei) استلهم مؤسسو هذا الحزب فكرته من ثقافة “الهيب هوب” باعتبارها “حركة مدنية وعالمية وتحررية”.
ومن ضمن أهداف برنامجه الانتخابي، العدالة الاجتماعية والمساواة وتقرير المصير لجميع المواطنين بغض النظر عن “الجنس أو الأصل أو الدين أو الميل الجنسي أو النسب أو السن أو الطبقة الاجتماعية أو القدرات الجسمانية”.
ويستخدم الحزب مصطلح “مدني” استعارة عن تحديات مجتمع متنامي مستقل عابر للمدن والمناطق والأمم. حزب “حديقة ماغدبورغ” (Magdeburger Gartenpartei) تعود فكرة تأسيس هذا الحزب بحسب مصادره الخاصة إلى “الاحتجاج على مخطط تدمير 162 حديقة في ماغدبورغ”.
ويذكر الحزب على موقعه الإلكتروني الخاص أنه ليس “الحزب الاحتجاجي لأصحاب الحدائق وليس حزباً خاصاً بالبستانيين وسكان ماغدربورغ فقط”.
ويسعى الحزب باعتباره حزباً وطنياً في ولاية سكسونيا أنهالت إلى اعتماد “سياسة موضوعية” ويرفض تصنيفه ضمن أي من التيارات السياسية المعروفة. حزب النباتيين (V-Partei³) و يأخذ الحزب اسمه من الحرف الأول لثلاث مصطلحات: “التغيير ونمط الحياة النباتي والنباتيين”.
ويعد المواطنون الفئة المستهدفة بالأساس من برنامج الحزب الانتخابي، والموجه بالأساس إلى المواطنين “الذين يعون التفاعل العالمي مع آثار النمو والاستهلاك ونمط تناول الطعام”.
ويعد ” نمط الحياة النباتي” المثل الأعلى للحزب. إلا أن الحزب يسعى أيضاً إلى تحقيق “رؤى موحدة”، ولا يستثني “أكلة اللحوم” من برنامجه الانتخابي، لأنهم بحاجة الى بعض الوقت لتغيير نمط تغذيتهم إلى النمط النباتي. حزب تحالف الدخل الأساسي (Bündnis Grundeinkommen) يأخذ هذا الحزب اسمه من الموضوع الوحيد في برنامجه الانتخابي وهو الدخل الأساسي الغير المشروط. أي أن يحصل كل مواطن على دخل معين كل شهر سواء بغض النظر إن كان يعمل أم عاطلا عن العمل.
وفي ضوء النقاش المتزايد حول هذا الموضوع في ألمانيا يسعى مؤسسو الحزب إلى إيصال هذا الموضوع نقلاً عن مصادر خاصة إلى البرلمان الألماني. ” لقد خلصنا إلى أن موضوع الدخل الأساسي الغير مشروط ليس من ضمن البرنامج الانتخابية لأي حزب” ولهذا السبب أخذ مؤسسو الحزب خطوة الانتخابات نحو البرلمان.
كما يطلق الحزب على نفسه “حزب الموضوع الواحد”. حزب الأبحاث الطبية (Partei für Gesundheitsforschung) يكرس هذا الحزب برنامجه الانتخابي لموضوع الأبحاث الطبية في مكافحة الأمراض المرتبطة بالتقدم بالعمر مثل السرطان ومرض الزهايمر والسكتة الدماغية والأزمة القلبية ومرض السكري وداء تآكل المفاصل وهشاشة العظام ومرض شلل الرعاش.
ويظهر “حزب الأبحاث الطبية” قناعته من وجود فرصة “جيدة” لتطوير الطب الفعال ضد هذه الأمراض. ويسعى الحزب إلى تسريع التطور في مجال الأبحاث وترك “قضايا سياسية أخرى لأحزاب التحالف”.
DW