معتز راضي بطل عالمي مصري في الكونغ فو يبحث عن مكانته في بلاده

لم يفقد معتز راضي، بطل العالم المصري في الكونغ فو لعام 2015، حماسه للعبة، ساعيا على الرغم من العوائق، الى تكريم ودعم في بلاده يعكسان مكانة اكتسبها خارجها.

منذ 2002، بدأ “ميزو” (28 عاما حاليا)، مشواره مع رياضة الكونغ فو، وأصبح من أبطالها المحليين بعد أربع سنوات، والعالميين في 2015.

ويقول الرياضي المصري لوكالة “فرانس برس”: “حصلت على ذهبية العالم 2015 (بطولة العالم في إندونيسيا) والفضية في 2016 (كأس العالم في الصين) والبرونزية في 2017 (بطولة العالم في روسيا)، والآن انا أتحضر للبطولة القادمة”، في إشارة إلى كأس العالم في الصين 2018.

في صالة تدريب متواضعة التجهيز فرشت بالفرش الاسفنجية المخصصة للألعاب القتالية بنادي مدينة 6 أكتوبر في غرب القاهرة، كان راضي، وعلى رغم ضخامة بنيته الجسدية (طوله 1,86 م ووزنه 124 كغ)، يتحرك ويقفز بخفة خلال تمرينات تسبق دخوله المعسكر المصري تحضيرا للبطولة المقبلة.

مرتديا سرواله القصير المطرز برسم تنين والذي شارك به في احدى بطولات العالم، يتدحرج راضي على الأرض بحركات بهلوانية أثناء قيامه بعملية الاحماء في بداية تمرينه.

ويقول “ميزو” بفخر “أنا المصري الوحيد على مستوى العرب وأفريقيا الذي حقق ذهبية بطولة العالم في لعبة الكونغ فو في الوزن المفتوح (أكثر من 90 كلغ)، لكنني وجدت شعبيتي في الصين أكثر من بلادي”.

يستذكر بحسرة عودته الى بلاده بعد بطولة 2015 متوجا بالذهب، دون ان يجد أي مسؤول رسمي في استقباله، أو مشهدا احتفاليا حلم به.

التنويه الوحيد؟ “مكافأة من خزانة الدولة لم تكن متوقعة، لكنها لم تتجاوز الخمسين ألف جنيه”، أي قرابة ثلاثة آلاف دولار أمريكي.

-“الألعاب الشهيدة”-

لم تكن الكونغ فو الخيار الأول لميزو. كانت كرة القدم المسار الطبيعي، لا سيما أنه عاشق لنادي برشلونة الاسباني.

لكن الأمور لم تسر كما اشتهى. ويقول المصري بخفة دم وابتسامة “قالوا لي في فريق كرة القدم لا نريد أن نرى وجهك هنا مرة أخرى بعد أن دخل مرماي” عدد كبير الأهداف.

انتقل ميزو الى الكونغ فو “بناء على نصيحة أخي بعدما تم طردي من فريق كرة القدم بالنادي”، الا انه اكتشف ان مسيرته في الرياضة الجديدة لن تكون بالضرورة أسهل.

فهذه الرياضة الصينية القديمة التي تقسم الى قسمي الاستعراض أو المنازلة، اكتسبت بعض الشعبية في مصر عبر الشاشات في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.

ويوضح راضي: “المصريون عرفوا الكونغ فو من بروسلي وجيت لي، وكانوا يتخيلون أن لاعب الكونغ فو يطير”، مشيرا الى أن ذلك بدأ يتغير تدريجا، لا سيما منذ تأسيس اتحاد محلي للعبة مطلع التسعينات.

ويطلق ابن العاصمة المصرية الذي نشأ وسط أسرة متوسطة الحال وتخرج من كلية الآداب في جامعة القاهرة، تسمية “الألعاب الشهيدة”، “على الألعاب التي نلعبها (…) وذلك لانصراف الإعلام عنها وعن أبطالها. في نظر الاعلام، الرياضة هي فقط كرة القدم”.

-“تجري في دمي”-

في أرض الفراعنة، تطغى شعبية كرة القدم على كل الرياضات. وفرض الواقع على راضي الاتكال على نفسه لتغطية تكاليف التمرين والحفاظ على مستواه.

ويروي بشيء من الحسرة أنه شارك أخيرا “في بطولة احترافية في الصين، وكان الحدث يتلخص في ثماني مباريات، إلا ان أكثر من سبعين قناة كانت تغطيه وكان الحضور الجماهيري كبيرا”.

وعن لقب 2015، يقول: “مدرب الصين آنذاك توقع لي أن أحصل على اللقب” قبل البطولة، ثم “صافحني بعد نهائي البطولة… وأعطاني مئة دولار كهدية رمزية”.

وتقديرا له، دعاه الاتحاد الصيني للعبة عقب بطولة العالم 2017، للمشاركة في بطولة احترافية تعرف باسم “ملك الكونغ فو”.

ويعول ميزو، المتزوج والأب لطفلة، على ما يجنيه من مجال التدريب لتأمين المتطلبات الحياتية.

ويوضح: “أنفق فقط نحو 5 آلاف جنيه شهريا لشراء المكملات الغذائية. ولم نتحدث عن أدوات تدريب أصلية ولا عن علاج ولا عن توفير حياة كريمة تجعل تركيز اللاعب في تدريبه فقط وليس في ماذا تحتاج أسرته”.

في تشرين الثاني/نوفمبر 2014، تعرض ميزو لكسر بالغ في ساقه كاد ان يقضي على مستقبله الرياضي. تحدى نفسه وشارك في بطولة العالم “ولم أكن اتخيل أن أصبح البطل بعد عام على الإصابة”.

ويقول المدير الفني لجهاز الكونغ فو في النادي أحمد عبد العزيز: “رأيت في معتز أثناء فترة إصابته، مثابرة لم أرها في أي لاعب على مستوى العالم”. وكان التدريب يحصل لثلاث فترات يوميا، تمتد كل منها ثلاث ساعات.

في نادي مدينة 6 اكتوبر، يتردد صدى صيحات ميزو الذي يحوز لقب بطل الجمهورية في وزنه منذ 2006، التحفيزية على مرأى ناشئين يتطلعون اليه بإعجاب.

ويقول عبد الرحمن محمود (21 عاما): “انا أتمنى أن اصبح مثل كابتن معتز أو حتى يصير لدي العزيمة والارادة التي يمتلكها”.

أما طموح راضي فالحصول على ميدالية ذهبية أخرى في وزنه، ليصبح أول لاعب عربي وافريقي يحقق اللقب العالمي مرتين.

ويقول: “كنت أتدرب نهارا وليلا وضحيت بوظيفتي في القاهرة لأن معسكر المنتخب (المصري) كان في العريش، وهو ما يجعلني مقيما هناك طوال أشهر الاعدادات للبطولة”، مؤكدا ان “اللعبة تجري في دمي”.

شكرا للتعليق على الموضوع