الإهمال يضرب “إستاد المنزه” ومصير مجهول ينتظر الملعب

ينتظر عشاق كرة القدم في العاصمة التونسية، العودة إلى مدرجات إستاد المنزه التاريخي بشغف كبير، لكن الوضع الحالي للملعب المهمل، سيبقي فيما يبدو على تلك الآمال معلقة إلى أجل غير مسمى.

ويواجه الملعب الرمز في تونس، منذ قرار السلطات بغلق معظم مدرجاته في 2011، وتقييد حضور الجماهير إلى أدنى حد، خطر التصدع وانهيار جانب من المدرجات على المدى البعيد، إذا لم تنطلق أشغال ترميمه قريبًا.

يقول مدير الحي الوطني الرياضي في المنزه، وهي منطقة راقية تبعد نحو كيلومترين فقط عن قلب العاصمة، إنَّ الملعب يواجه مشكلة ترتبط بالمدرجات؛ بسبب ركود المياه لفترات طويلة، الأمر الذي أضر ببنية الملعب.

ويضيف المدير عادل الزرمديني: “أفضت عمليات اختبار أجريت على المدرجات في 2012، إلى ضرورة إجراء عمليات صيانة وترميم، كما أثبتت انتهاء صلاحية الأعمدة الحاملة للأضواء الكاشفة المحيطة بالملعب، ما أدى إلى إزالتها على الفور”.

وخصصت الدولة في 2015، موارد مالية بقيمة 850 ألف دينار (حوالي 354 ألف دولار)؛ لتمويل دراسة موجهة لعمليات الصيانة لكن السلطات المحلية تريد التأكد أولاً ما إذا كانت تلك الاختبارات التي أجريت عام 2012لم تشهد تطورا جديدا وأكثر خطورة في حالة الملعب.

وأثبتت نتائج الاختبارات الثانية أن حالة الملعب تشهد فعليا تطورا إلى الأسوأ، لكنها ليست في مستوى كارثي، كما تضع هذه الاختبارات حاجزا زمنيا يمتد في أقصاه على مدى عامين ونصف العام من أجل البدء في أشغال الصيانة.

وستكون تلك المدة بمثابة سباق مع الزمن من أجل انقاذ استاد المنزه، وانقاذ ذاكرة كاملة للرياضة التونسية.

وكانت الدولة اتجهت الى تشييد ملعب ثاني في منطقة رادس التي تبعد نحو 20 كيلومتر بمناسبة تنظيم ألعاب المتوسط عام 2001.

وعلى عكس الموقع الاستراتيجي لملعب المنزه؛ حيث يمكن أن يقصده جمهور العاصمة عبر شبكات المترو، والحافلة وحتى مشيًا على الأقدام، فإن ملعب رادس يقع في منطقة معزولة.

ويستقبل الملعب الجديد، وهو الأكبر في تونس بسعة 60 ألف متفرج، الآن مباريات قطبي العاصمة الترجي، والأفريقي في المسابقات المحلية، والأفريقية، بالإضافة إلى المباريات الرسمية للمنتخب التونسي.

وأدى الاستمرار في الغلق الجزئي لملعب المنزه إلى استنزاف ملعب رادس، ما قد يهدد بأزمة مضاعفة لفرق العاصمة والمنتخب.

وقال عادل الزرمديني: “بحسب القواعد يحتاج ملعب رادس الذي دخل الخدمة منذ 17 عامًا إلى راحة إجبارية للصيانة لمدة لا تقل عن 9 أشهر. وفي هذه الحالة لا تملك العاصمة في الوقت الحالي ملعبًا بديلاً مطابقًا للمواصفات الدولية”.

وتابع: “ملعب المنزه هو الوحيد الذي يمكن أن يعادل الكفة لكن وضعه الحالي ما يزال معقدًا”.

ومن بين 45 ألف مقعد كطاقة قصوى لملعب المنزه، فإن 5 آلاف متفرج يمكن السماح لهم بالدخول ومتابعة المباريات من المدرجات المغطاة فحسب.

وفي أغلب الأحيان ترفض إدارتي الترجي، والأفريقي تلك الحصة، وتفضل ملعب رادس لزيادة مداخيلها وضمان حضور أكبر لجماهيرها.

ومن أجل استعادة مكانته تقدر إدارة الحي الوطني الرياضي بالمنزه التكلفة الإجمالية لصيانة الملعب بنحو 25 مليون دينار، لكن بدء الأشغال يصطدم بتعقيدات بيروقراطية.

بحسب الزرمديني تفتقد إدارة الحي الرياضي إلى إمكانيات لوجستية، وموارد بشرية تجعلها قادرة على التكفل لوحدها بملف إعادة صيانة الملعب العريق.

وقال المسؤول: “يحتاج الأمر تدخل عدة وزارات وبالأساس وزارة التجهيز. الأمر الأنسب هو تكليف لجنة وإدارة وقتية تكون متفرغة للعملية”.

وحتى الانتهاء من تذليل العوائق البيروقراطية فإن أكثر ما يمكن أن يقدمه إستاد المنزه حاليًا، هو المساهمة في استقطاب السياحة الرياضية عبر المعسكرات التي تجريها النوادي والمنتخبات الأفريقية في تونس.

وقال مدير الحي الرياضي: “يتوجب علينا الحفاظ على ذاكرة التونسيين. في هذا الملعب عرفنا فترات من الفرحة والانتكاسة. ثم ان العاصمة تحتاج اليوم لملعب ثان. لا يجب اثقال كاهل رادس”.

DPA

شكرا للتعليق على الموضوع