الأحوال الجوية السيئة تعرقل البحث عن الطائرة الإيرانية المفقودة
واجهت فرق الإنقاذ الإيرانية اليوم الاثنين، صعوبات جراء الأحوال الجوية السيئة خلال عمليات البحث عن طائرة الركاب التي كانت تقل 66 شخصا عندما اختفت الأحد اثناء تحليقها فوق منطقة زاغروس الجبلية في جنوب غرب إيران.
وأفاد مسؤولون أن عدة مروحيات أُرسلت فجرا إلى المنطقة للبحث عن طائرة الرحلة “اي بي3704” التابعة لشركة طيران “آسمان” أُجبرت على العودة.
وقال مسؤول من الهلال الأحمر لوكالة الانباء الطلابية (ايسنا): “للأسف، بسبب الرياح العاتية وانخفاض الرؤية جراء الضباب، لم يكن ممكنا للمروحيات الاستمرار في عمليات البحث”.
وأكد مسؤولون نشر مئات من متسلقي الجبال مزودين بكلاب وطائرات مسيرة في محيط جبل دنا البالغ ارتفاعه نحو 4409 أمتار.
وغادرت الطائرة ذات المحركين من طراز “ايه تي آر-72” التي دخلت الخدمة منذ 25 عاما مطار “مهرآباد” في طهران حوالي الساعة الثامنة صباحا (04,30 ت غ) الأحد متوجهة إلى مدينة ياسوج الواقعة على بعد نحو 500 كلم جنوبا.
لكنها اختفت عن شاشات الرادار بعد نحو 45 دقيقة من إقلاعها فيما وردت انباء متضاربة بشأن مصير الركاب وموقع الطائرة.
وأشارت تقارير إلى وجود عطل في جهاز البث الخاص بتحديد المواقع في طائرة، ما يفسر الصعوبة التي تواجهها فرق الانقاذ في العثور على الحطام.
وأفادت وكالة الانباء الرسمية، أن عائلات الركاب توجهت إلى المكان وقدمت عينات من الحمض النووي لتسهيل عمليات التعرف على الضحايا لاحقا.
ومن المتوقع وصول فريق من المحققين من مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني التابع للحكومة الفرنسية إلى ايران في وقت لاحق الاثنين.
وتحطمت طائرة من طراز “ايه تي آر-72” في ظل ظروف جوية مشابهة في ولاية انديانا الأميركية عام 1994، ما دفع بعض شركات الطيران إلى تجنب تشغيل طائرات من هذا النوع في حال كان الطقس باردا.
وقال الخبير الايراني في مجال الطيران باباك طاقبائي إن “ايه تي آر-72” “”طائرة آمنة للغاية لكن (…) المشغلين قرروا عدم استخدامها في المناطق الجبلية الباردة في الولايات المتحدة”.
واضاف: “حتى النسخ الجديدة من هذه الطائرة غير مناسبة لمناطق بهذه البرودة حيث من الأفضل عدم استخدامها خصوصا في ظل أحوال جوية بهذه الدرجة من السوء وانعدام الرؤية”.
ووضعت المفوضية الأوروبية شركة “آسمان” للطيران على اللائحة السوداء في كانون الأول/ديسمبر 2016 حيث كانت واحدة بين ثلاث شركات طيران فقط تحظر على خلفية مخاوف تتعلق بالسلامة.
وحظرت أوروبا 190 شركة طيران أخرى على خلفية مخاوف أوسع نطاقا تتعلق باجراءات السلامة التي تفرضها دولها.
واشتكت ايران من أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليها قوضت سلامة طائرات شركاتها ما يجعل من الصعب صيانة اسطولها القديم وتحديثه.
وأوضح طاقبائي أن “آسمان” اضطرت إلى التوقف عن استخدام العديد من طائراتها في ذروة العقوبات جراء الصعوبة التي واجهتها في الحصول على قطع غيار.
وذكرت طهران في ورقة عمل قدمتها إلى منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) التابعة للأمم المتحدة عام 2013 أن العقوبات الأميركية تمنعها من “الحصول على القطع والخدمات والدعم الضروري من أجل سلامة الطيران”، وفقًا لوكالة “فرانس برس”.
وشهدت إيران عدة كوارث طيران آخرها عام 2014 عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة “سباهان” مباشرة بعد إقلاعها من طهران قرب سوق مكتظة ما أسفر عن مقتل 39 شخصا.
لكن أرقاما صادرة عن مؤسسة سلامة الطيران، وهي منظمة غير حكومية مقرها الولايات المتحدة، تشير إلى أنه رغم العقوبات، لا تزال ايران فوق المعدل في تطبيقها لمعايير السلامة المحددة من قبل “إيكاو”.
وكان رفع العقوبات عن عمليات الشراء في قطاع الطيران بندا رئيسيا في الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى العظمى عام 2015.
وعقب الاتفاق، وقعت شركة “آسمان” عقدا لشراء 30 طائرة من طراز “بوينغ 737 ماكس” بقيمة ثلاثة مليارات دولار (2,4 مليار يورو) في حزيران/يونيو الماضي، مع خيار شراء 30 طائرة إضافية.
لكن من الممكن أن تلغى الصفقة في حال اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعادة فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية خلال الأشهر المقبلة في حال نفذ تهديداته.