أبرز عناويين الصحف العربية الصادرة اليوم
انصب اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الثلاثاء، على عدة مواضيع أبرزها، العلاقات المصرية السودانية، والحملة العسكرية التركية في عفرين، وزيارة ولي العهد السعودي إلى واشنطن، والتعاطي الأمريكي مع ملفات سوريا واليمن والاتفاق النووي الإيراني، فضلا عن الوضع العربي الراهن، وتطورات الأزمة السورية.
ففي مصر، كتبت يومية (الأهرام) في افتتاحيتها أن أهم إنجازات القمة المصرية- السودانية بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وعمر البشير، التي عقدت امس بالقاهرة، التأكيد على إعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الصحيح، وهي “علاقات مقدسة ضاربة فى جذور التاريخ، ويجمع بين الشعبين تاريخ مشترك منذ آلاف السنين”..
وأضافت أن المطلوب بين أي دولتين جارتين ويجمع بينهما نيل واحد، أن “تسموا علاقاتهما فوق أي خلافات أو تقاطعات وتجاذبات من الخارج، خاصة وأن المسافة بين القاهرة والخرطوم أقصر من أي مسافة بين عاصمتين أخريين، وأن أي محاولات للنيل من هذه المسافة القصيرة ستبوء بالفشل”، مشيرة إلى أن تصريحات الرئيسين أمس “عكست هذا المعنى عندما أكد السيسي على علاقات الاخوة الأزلية والروابط المشتركة التي تجمع بين شعبي وادي النيل بينما أكد البشير أهمية التعاون المشترك ووحدة المصير”.
من جهتها، توقفت (الجمهورية) عند إعراب مصر عن إدانتها احتلال تركيا لمدينة عفرين بشمال سورية، وما نجم عن عملياتها العسكرية في المدينة من انتهاكات في حق المدنيين السوريين وتعريضهم لعمليات نزوح واسعة ومخاطر إنسانية جسيمة.
ونقلت عن بيان للخارجية المصرية، أن مصر “تعتبر الانتهاكات المستمرة للسيادة السورية “غير مقبولة”، وتزيد من تعقيد المشهد السياسي باعتبارها تقوض من جهود التسوية السياسية القائمة، وتؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في سورية”، مجددة التأكيد على “استمرار الموقف المصري الداعم للحل السياسي في سورية بما يحفظ كيان ووحدة الدولة السورية ومؤسساتها، ويلبي طموحات الشعب السوري الشقيق”.
وفي قطر، توقفت صحيفة (العرب)، في مقال تحت عنوان “أمريكا والملفات الثلاثة المشتعلة في المنطقة”، عند مضمون شهادة كان ادلى بها قائد القيادة الأمريكية الوسطى، جوزف فوتيل، أمام الكونجرس الثلاثاء الماضي بخصوص ملفات سوريا واليمن والاتفاق النووي الإيراني، لافتة الى أن هذه الشهادة كشفت عن “تضارب” في مواقف مسؤولين أمريكيين وحملت مؤشرات عن وجود “خلاف داخل أجهزة ومؤسسات ودوائر الإدارة الأمريكية حول التشخيص السليم للتطورات التي تجري في المنطقة، والإجراءات الصحيحة اللازمة لمعالجتها”.
واعتبر كاتب المقال أنه على الرغم من “حملة الطرد الواسعة التي يقوم بها الرئيس الأمريكي لكل من لا يتوافق معه في الرأي أو التوجهات”، فإن “الخلاف سيستمر” ما لم تقم واشنطن ب”إعادة تقييم شاملة لما يجري”؛ تأخذ بعين الاعتبار أنه “لا يمكن” لها “حفظ مصالحها واستعادة مصداقيتها” و”تفعيل” دورها، “ما لم تتفق مع تركيا بخصوص الوضع في سوريا والعراق، وتجد خيارا مناسبا للتعامل مع مرحلة ما بعد الانسحاب المحتمل من الاتفاق النووي” وتعمل بموازاة ذلك في اتجاه “تسوية الأزمة الخليجية”، و”تحقيق تقدم على المستوى السياسي في اليمن”.
ومن جهتها، كتبت صحيفة (الوطن)، بقلم أحد كتابها تحت عنوان “إشارات الحرب الباردة”، أن “بوادر حرب باردة جديدة تتسع” وتبدي مشهدا دوليا مستجدا، “تتماهى” فيه مواقف بريطانيا مع واشنطن”، مشيرة الى أن بوادر هذه الحرب كشفت عنها “لغة التسخين العالية من لندن تجاه موسكو”، وتجلت في “تصعيد” هذه الأخيرة لمواقفها الى درجة استعراض القوة وإطلاق الوعيد بإن “أي استخدام للسلاح النووي ضد روسيا أو حلفائها سيلقى ردا فوريا”. ولإبراز معالم هذا المشهد بوضوح أكبر، استحضر كاتب المقال مضمون “وثيقة سياسية” كانت واشنطن تحدثت فيها عما وصفته ب”تحدي كل من الصين وروسيا لقوتها ونفوذها ومصالحها” وسعيهما الى “صوغ عالم يمثل نقيض قيمها ومصالحها”، ليخلص الى أن معالم هذا المشهد تفيد بأن “موسكو توجد من جهة وواشنطن ولندن من جهة ثانية”، بينما اعتبر أن مجموعة دول الاتحاد الأوروبي “تحاول التمايز بمواقفها واشتقاق سياسة دولية أقرب للتوازن، والبحث عن مصالحها، عبر الابتعاد قدر الإمكان عن التمحور القديم/الجديد”.
وفي السعودية، اهتمت الصحف المحلية بالقمة التي سيعقدها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الامريكي دونالد ترامب اليوم في البيت الأبيض، وقالت صحيفة (الرياض) في افتتاحينها إن هذه القمة التي “تأتي في إطار التعاون المشترك والتنسيق الدائم بين البلدين، ستناقش العديد من الموضوعات المشتركة إضافة إلى ملفات تستوجب البحث فيها وصولا إلى حلول توافقية وأخرى حازمة”.
وأضافت الصحيفة أن “القمة السعودية الأمريكية اليوم غاية في الأهمية في ظل الظرف الإقليمي والدولي، وعطفا على العلاقات المتينة بين الرياض وواشنطن فإنه من المتوقع أن ينتج عنها ما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الأمن والسلم الإقليمي والدولي”.
وبدورها قالت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها إن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن “تأتي في ظروف متزامنة مع أحداث وقضايا بالغة الدقة سوف يسعى البلدان لمناقشتها وحلحلتها بما يعود بمنافع جمة على دول المنطقة ويرسخ أبعاد أمنها واستقرارها”.
وأضافت أن هذه الزيارة تأتي “في ضوء ما اتخذته المملكة من اصلاحات داخلية واسعة على مختلف المستويات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وفي ظل ما تعيشه المنطقة من أزمات طاحنة لا بد من تسويتها كمواجهة التطرف الايراني وبحث الملف اليمني وتهديد ظاهرة الارهاب لاستقرار وأمن كافة المجتمعات البشرية دون استثناء”.
وفي موضوع آخر، قالت الصحيفة إن “المظاهرات العمالية في مختلف المدن الإيرانية استمرت خلال الأيام الماضية، وذلك مع اقتراب الاحتفال بعيد (النوروز)، والذي يثير قلق النظام الإيراني، من تحوله من احتفال سنوي إلى فرصة يستغلها الإيرانيون لتصعيد الاحتجاجات ضد النظام”.
وفي الامارات، كتبت صحيفة (البيان) في مقال لأحد كتابها أن لقاءات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقيادات الكونغرس المزمعة “ستدور على قضايا أساسية للطرفين”، ومن بينها اليمن، معتبرة ان “وقف الحرب لن يحل المشكلة لأن القتال سيستمر بين القوى المحلية نفسها، كما أن وقف الحرب لن يؤمن الأغذية والأدوية ويعيد الحياة المدنية لأنه لا توجد حكومة فعالة”..
واشارت الصحيفة إلى أن وقف الحرب “بدون حسم سياسي أو عسكري سيزيد من المأساة الإنسانية هناك، ولذلك فإن المأمول أن يصبح العزم في الإصرار على إنهاء التمرد والتسريع بعودة الحكومة وتفعيلها وإكمال الخطوات المتفق عليها دوليا ، والتي أفسدها الانقلابيون، من إقامة نظام يحتكم إلى دستور وانتخابات برلمانية”.
من جانبها خصصت صحيفة (الخليج) افتتاحيتها للوضع الذي تمر منه البلدان العربية، مبرزة أن الأمة العربية تواجه منذ سنوات “حالة من فقدان المناعة العصي ة على العلاج، ما جعلها تصاب بالشلل الذي جعلها عاجزة وغير قادرة على الوقوف في مواجهة ما تتعرض له من مخاطر وجودية، حيث امتد هذا المرض الخبيث إلى النظام العربي ومؤسساته، وأفقده القدرة على السمع والبصر والحس بما يجري فيه ومن حوله، وكأن الأمة صارت عبئا على نفسها، والجامعة التي تجمعها تحو لت إلى كيان وهمي، أو اسم على غير مسمى”. واضافت أن “المرض اشتد على الأمة منذ ثماني سنوات، أي منذ انطلاق ما يسمى ب(الربيع العربي)،حيث “صار الأمن العربي في خبر كان، والأرض العربية مشاعا لكل طامح وطامع، حيث هناك من يقتحم الحدود من دون استئذان، ويحتل الأرض والقرى والمدن”.
وتوقفت الصحيفة في هذا الصدد عند ما يجري في سوريا، “حيث تنز الشاشات دما وأشلاء من جهاتها الأربع، إضافة إلى السماء، ولا نسمع إلا العويل والبكاء والأنين وصدى المدافع وأزيز الطائرات، ولا نرى إلا الجثث المحترقة والأبنية التي تحو لت إلى ركام أو مقابر، والجيوش الجرارة التي تعبر الحدود بلا استئذان وتجبر مئات آلاف البشر على الفرار في كل الاتجاهات، بحثا عن ملاذ تلجأ إليه قبل أن يداهمها الموت”.
وخلصت الصحيفة إلى القول “لا جامعة عربية تتحرك، ولا قمة أو اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية، ولا على أي مستوى، وكأن سوريا بلد منسي متروك لقدره، وعليه أن يتحم ل مسؤولية ما جناه على نفسه، وليس ما جناه غيره عليه”.
وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد) في مقال بعنوان “الأزمة السورية : التأزيم الروسي الأمريكي يتركها بلا حسم”، أن التقديرات الأردنية اليوم للوضع السوري تشير، بحسب سياسيين، إلى أن التأزيم الروسي الأمريكي الأخير في سورية وغيرها من مناطق، “يفتح الباب لامتداد الأزمة السورية دون حسم سياسي أو عسكري لسنوات مقبلة”.
وترى هذه التقديرات، تضيف الصحيفة، أن انتهاء الجيش السوري من تطهير منطقة الغوطة من الجماعات المسلحة، يفتح الباب على توقع فتح جبهة جديدة في محيط درعا والجنوب السوري، بالقرب من الحدود الأردنية وبما يمكن أن يؤثر على تلك الحدود، مشيرة إلى أن أكثر من بؤرة اشتعال تتواجد اليوم في الجنوب ومرشحة للاشتعال بعد إسدال الستار على معركة الغوطة.
وسجلت أن أهم هذه البؤر تواجد بقايا (داعش) بالمنطقة، وأيضا جيش الإسلام، إضافة إلى جيوب إيرانية وميلشيات مقربة منها، وكلها بؤر تقع في محط اهتمام المقاربة الأمنية والسياسية الأردنية.
وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الدستور) في مقال بعنوان “عريقات إذ يتهم أمريكا بالتمهيد لدولة في غزة”، وذلك في سياق انتقاده للمؤتمر الذي عقد في البيت الأبيض الثلاثاء الماضي لبحث الأزمة الإنسانية في غزة وسبل تخفيفها.
وأشارت الصحيفة إلى ما اعتبره أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، من أن “تباكي الولايات المتحدة على الأوضاع في غزة لا يعدو كونه مقدمة لنقل مسؤولية سلطة الاحتلال من قطاع غزة إلى جهات أخرى، وأن هذا التباكي يمهد لدولة غزة كجزء من صفقة ترامب الهادفة إلى إسقاط ملفات القدس واللاجئين من طاولة المفاوضات، وفصل الضفة عن القطاع بهدف تدمير خيار حل الدولتين”.
وأضاف كاتب المقال أن ما ذهب إليه عريقات “ينطوي على هواجس صحيحة، وأن ما وراء الاجتماع الذي عقد في واشنطن من أهداف لا صلة لها برفع المعاناة عن الناس في غزة”، مشيرا إلى أن الهدف الأول والأهم لأي ترتيب يتعلق بالقطاع هو “إخراجه من معادلة الصراع مع الكيان الصهيوني، وبالطبع بالسيطرة على سلاح المقاومة فيه”.
وفي البحرين، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن فرنسا حثت الاتحاد الأوروبي على بحث فرض عقوبات جديدة على ايران ” بسبب دورها في الحرب الأهلية السورية”، وبرنامجها للصواريخ الباليستية، في إطار مساعي باريس لإقناع واشنطن بالحفاظ على الاتفاق النووي الموقع في 2015 مع طهران.
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان تأكيده، لدى وصوله لحضور اجتماع مع نظرائه لمناقشة الملف الإيراني أمس الاثنين في بروكسل، على عزم بلاده على “ضمان احترام اتفاق فيينا”، في إشارة إلى المدينة التي أبرم فيها الاتفاق النووي الايراني.
وأضاف وزير الخارجية الفرنسي، وفقا للصحيفة، أنه “يجب عدم استبعاد دور إيران في نشر الصواريخ الباليستية ودورها المثير للشكوك في الشرقين الأدنى والأوسط وطرح ذلك للنقاش أيضا للتوصل إلى موقف مشترك”.
من جهتها، اهتمت صحيفة (البلاد) بتخوف مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا من تقسيم سوريا وعودة (داعش) إلى المنطقة. ونقلت الصحيفة عن دي ميستورا قوله، في كلمة أمس الاثنين بمعهد الدراسات العليا في جنيف، ” إن سوريا تتجه نحو تقسيم كارثي، وقد تشهد عودة تنظيم (داعش) إذا لم يتم التوصل إلى تسوية سلمية لا تقصي أحدا”.
وأضاف المبعوث الأممي، وفقا للصحيفة، “الحقيقة هي أن التقسيم الهادئ والطويل المدى لسوريا، الذي نشهده في اللحظة الراهنة في مناطق سيطرة مختلفة، سيكون كارثة ليس فقط على سوريا بل على المنطقة بأكملها”، مؤكدا أنه “من دون حل سياسي لا يقصي أحدا ويشمل من تم استبعادهم، وتحديدا الأغلبية السنية، سيعود تنظيم (داعش)”.