محمد السادس يَعد “الفيفا”: مستعدون لتنظيم المونديال بمعايير دولية رفيعة
بعدما قدّم المغرب رسمياً، يوم الخميس 15 مارس الجاري، ملف ترشيحه لاحتضان كأس العالم لكرة القدم 2026 لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في مدينة زيوريخ السويسرية، كشفت المنظمة الكروية عن الملف الكامل الذي وضعته لجنة ترشيح المغرب لإقناع المنظمة الكروية بتنظيم هذا الحدث العالمي.
ويتضمن ملف المغرب 193 صفحة باللغة الإنجليزية، تتقدمها رسالة الملك محمد السادس إلى جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، موقعة بتاريخ 02 مارس 2018.
وأعرب الملك محمد السادس، في رسالة وقعها باسمه وباسم الشعب المغربي، عن دعمه اللامشروط لملف المملكة المغربية لاحتضان هذا الحدث الكروي العالمي.
وقال الملك لرئيس “الفيفا”: “إن العرض الخامس الذي تقدمت به بلادي لاستضافة كأس العالم هو شهادة على الشغف الكبير الذي يكنه الشعب المغربي، بل وجميع الدول الإفريقية، لكرة القدم وأيضا التزامهم بالقيم السامية التي تقوم عليها هذه اللعبة”.
وأورد العاهل المغربي أن المملكة تتطلع بشدة إلى احتضان هذا الحدث الكروي الكبير بروح من السلام والتسامح، مؤكداً استعداد المغرب لتنظيم دورة 2026 والوفاء بالتطلعات والأهداف التي سطرتها “الفيفا” مؤخراً.
“ستعطي بلادي الفرصة إلى الفرق المشاركة والمجتمع الرياضي والمشجعين، للاستمتاع بأجواء استثنائية من الابتهاج والفرح في جميع أنحاء المملكة، في جو يُغذيه السكان ويمتد إلى ما وراء ملاعب كرة القدم”، يقول الملك محمد السادس في رسالته المدعمة لملف المغرب.
وتطرق الملك إلى إمكانات المغرب لاحتضان هذا الحلم الكروي الذي تأجل لأكثر من مرة، وقال إن “المغرب، ومنذ زمن بعيد، شيّد تقاليد طبيعية عميقة الجذور لكرم الضيافة، كما يتمتع بالاستقرار والأمن”.
ولفت الجالس على عرش المملكة، في الرسالة ذاتها، إلى أن المملكة المغربية مضت قدماً في مسيرة التحديث؛ وهو ما عزز وتيرة التنمية في جميع القطاعات.
وزاد قائلاً: “نحن نعتقد أن هذه الجهود ستساهم في إنجاح هذا الحدث الرياضي العالمي”، مشيراً إلى جودة البنية التحتية للبلاد وحيوية الاقتصاد المغربي وطبيعة الشعب المغربي القادرة على الابتكار وحسن الاستقبال الأسطوري، كعوامل رئيسية تعتزم المملكة استغلالها لاستضافة بطولة كأس العالم، وفق شروط تلبي أعتى المعايير الدولية.
وأبرز الملك أن المغرب سيوفر شروطاً مواتية ليس فقط للمنافسين، بل أيضاً للاحتفالات البهيجة، وتعهد العاهل المغربي بضمان راحة الفرق المشاركة وتوفير جميع الظروف المواتية لجميع الأطراف المعنية.
وأضافت الرسالة الملكية أن الطموح لتنظيم هذا الحدث يتوافق مع الامتثال الكامل لمتطلبات الحدث الرياضي، سواء من مرحلة تقديم ملف الترشيح إلى التنظيم الفعلي لكأس العالم، مورداً: “سوف يتضح ذلك من خلال طبيعة الاستثمارات التي سيتم القيام بها، وكل درهم سنفقه في هذا الصدد سوف يسهم في بناء إرث مادي حقيقي للمغاربة”.
كما وعد الملك محمد السادس “الفيفا” بوضع أسس متينة للترويج لكرة القدم ليس فقط في المملكة المغربية، بل في جميع أنحاء إفريقيا.
وختم عاهل المغرب رسالته بالقول: “لدينا التزام ووعي لتنظيم الحدث، وطبيعة المشاريع التي سيتم تنفيذها ستوضح عزمنا هذا على تعزيز التنمية المستدامة التي تحترم الأخلاق وتحافظ على المعايير البيئية”.
ملف دعم المغرب يتضمن أيضاً رسالة موقعة من قبل سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، والأحزاب الستة المكونة للأغلبية الحكومية، ودعم المجتمع المدني وكبريات المركزيات النقابية والمنظمات غير الحكومية والحقوقية والشركاء وكبار وكالات الإعلان والإشهار.
وينتظر أن ينفق المغرب حوالي 6 آلاف مليار سنتيم (60 مليار درهم) في حال حظيت المملكة بشرف تنظيم كأس العالم 2026، في منافستها مع الملف الأمريكي. وستشمل التكلفة الإجمالية التقديرية المذكورة إعادة تأهيل مجموعة من القطاعات، لتستجيب لدفتر تحمّلات تنظيم المسابقة الأكبر كرويا.