رضا عبد السلام يكتب : من القلب… ما يحلم به المصريين في السنوات الأربع القادمة

أكتب هذه الكلمات قبل نزولي لصلاة الجمعة..يتقبل الله مني ومنكم..ولهذا فإن كل كلمة في هذا المقال هي من القلب ومن أجل القلب وهو مصر.

أحبتي..كانت السنوات الأربع الماضية سنوات الحفاظ على البيت وهو “مصر”..فالعاصفة كانت شديدة وكان المستهدف رأس مصر وليس رأس ليبيا أو سوريا…والحمد لله عبرنا هذا التحدي بثبات المصريين وصبر هم وإيمانهم بوطنهم.

هل فيه انجازات؟ من لا يستطيع الرؤية من الغربال فهو أعمى…المتصالح مع نفسه ومع وطنه يستطيع الرؤية..نعم فيه دولة مستقرة وفيه مشروعات بتتم في مختلف محافظات مصر.. وهناك مرافق مستقرة وبنية أساسية من طرق وكهرباء وجيش قوي…الخ.

هل هناك سلبيات؟ قطعا فيه سلبيات…أكتوي المصريين بنار الأسعار وطحنتهم السياسات المالية والنقدية…ورغم ذلك هؤلاء المطحونون هم من خرج ووقف في طوابير الانتخابات!!!…طبعا فيه سلبيات كتير في التعليم والصحة والإدارة والممارسة السياسية…الخ.

إذا الأمانة تقتضي النظر إلى شقي الكوب وليس النصف الفارغ فقط…هذا إذا كانت النوايا خالصة لله وللوطن.

الان…نحن على أبواب فترة رئاسية جديدة…بماذا يحلم المصريين؟!..والحقيقة ينبغي أن تكون هذه هي احلام صانع القرار في مصر…من حق الرئيس يسطر اسمه في التاريخ بحروف من نور…وأنا على يقين بأن هؤلاء الذين عزفوا عن النزول في الانتخابات سيلوموا أنفسهم عندما يروا معالجة قاطعة للملفات المشار إليها أدناه…بالطبع نحن غير معنيين بالتيارات التي ليس لها من هدف سوى هدم مصر…انا أخاطب هنا المصريين الأسوياء.

يحلم المصريين بما يلي:

اولا: أعظم إنجاز ممكن أن يحققه الرئيس هو استعادة التعليم…الذي اختطفه اللصوص لتعود مصر…التعليم هو المشروع القومي الأول لمصر..يحلم المصريون بعين حمراء تعيد للمعلم والمدرسة هيبتها…التعليم في مصر الآن أشبه بالثوب المرقع. لم تعد تجدي فيه الحلول التقليدية أو الترقيع…عصا الدولة الغليظة ينبغي أن تظهر…لأنه بعودة التعليم ستعود مصر وستنهض مصر.

ثانيا: الشباب: مؤكد أن السنوات الماضية شهدت اهتماما بالشباب ولكن ينبغي ترجمة هذا الاهتمام إلى واقع ملموس من خلال تمكين حقيقي للشباب في دولة 60% من ابنائها هم الشباب…هذا هو منطق الأمور. ..الشباب طاقة ان لم نستغلها في بناء الوطن سيستغلها الأعداء لهدمه…لي تجربة في الشرقية عندما أنشأت بنك القيادات وتقريبا في غضون 3 أشهر صار أغلب رؤساء الوحدات المحلية عندي (105 وحدة محلية) هم من الشباب النقي القادر على التحرك.

ثالثا: الأحزاب والحياة السياسية: أدرك خطورة المرحلة الماضية كما ذكرنا ولكن المرحلة القادمة تقتضي إعداد المشهد السياسي من خلال دعم حقيقي للأحزاب السياسية الوطنية..لتكون مؤهلة للانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة لخوض تجربة تعيد إلى الأذهان مشهد أربعينيات القرن الماضي…سيكون هذا إنجاز عظيم لن ينساه المصريين للرئيس…لأنه سيمهد لحياة سياسية يستحقها المصريين…بل ستشكل هذه الأحزاب الفاعلة حاضنة تحتوي شبابنا وتؤهلهم لقيادة مؤسسات الوطن..

رابعا: الزراعة والفلاح المصري: تعرضت الزراعة والفلاح المصري لاهمال شديد..وتركته الدولة نهبا للصوص القطاع الخاص… وقد بدأت رحلة تخريب الزراعة منذ أواخر الثمانينات وجميعنا نعرف من ولمصلحة من تم هذا…لابد من عودة الدولة لتنظيم ودعم هذا القطاع بكافة صور الدعم…أمريكا وأوروبا لم يتخليا عن دعم الزراعة إلى الآن. ..الشرح يطول في هذا الموضوع ولكن بعودة الحياة للزراعة سيعم الخير على مصر قاطبة.

خامسا: اختيار الكفاءات واللامركزية: من حق الرئيس أن يدخل التاريخ وان تذكره الأجيال بكل الخير..وحتى يضمن هذا وحتى يتمكن من تحقيق رؤيته للوطن يلزمه كفاءات في كافة المواقع من وزراء ومحافظين ورؤساء أجهزة….الخ…فإذا صلح الرأس صلح باقي الجسد…ومصر والحمد لله تذخر بالكفاءات في كافة المؤسسات وينتظرون الإشارة والفرصة ومنهم من هو داخل مصر ومن هو بالخارج….

أما اللامركزية…فهي مطلب حيوي لتفكيك البيروقراطية والفساد…من تجربتي…هناك آلاف المشروعات في مختلف المحافظات معطلة ويتأخر تنفيذها لسنوات بسبب المركزية القميئة. ..لنفوض الاختصاصات… بعد حسن الاختيار للقيادات وبعدها هناك أجهزة في كل محافظة ستراقب وتحاسب حساب الملكين.

سادسا: ضرب المحتكرين والمتاجرين بمصر وشعبها…ترتب على تطبيق السياسات الاقتصادية في السنوات الماضية طحن البسطاء والدولة تقر بهذا….ماذا عن من سودوا معيشتنا وحولوا حياة اغلب الأسر المصرية إلى جحيم لا يطاق…المحتكرين؟

نحن لسنا ضد المستثمر الجاد والوطني…فرسالتي للدكتوراه كانت عن جذب الاستثمار…لسنا ضد الاستثمار ولكننا ضد الاحتكار…للأسف أغلب هؤلاء التجار علقوا ملايين لافتات التأييد للرئيس خلال الأيام الماضية، في حين أن الرئيس ومصر كانت تنتظر منهم مثلا عروضا حقيقية على منتجاتهم خلال فترة الانتخابات…وليس لافتات في ظاهرها تأييد للرئيس وفي حقيقتها ترويج مجاني لشركاتهم…هؤلاء يعتقدون بأننا اغبياء…السوق المصري سوق احتكاري وخاصة على صعيد الاستيراد. ..ولهذا اذا فككنا هذه الاحتكارات ستنتفس مصر وسيسعد المصريين.

مؤكد أننا نحلم بغد مختلف ونحلم لمصر بمستقبل باهر تستحق…إلا ان المطالب لاتؤتى بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا…مؤكد أن الملفات أعلاه في اعتقادي هي أبرز الملفات التي يمكن أن تغير من وجه مصر خلال السنوات الأربع القادمة…فأسأل المولى عز وجل بحق هذه الساعات المباركة أن يوفقنا جميعا شعبا وقيادة لتحقيقها….وان يرزق الرئيس البطانة الصالحة التي تعينه على خير هذا البلد….

بقلم ا . د : رضا عبد السلام محافظ الشرقيه السابق

اقرأ للكاتب : 

رضا عبد السلام يكتب : وصف السفينة المصرية في 4 سنوات!!

شكرا للتعليق على الموضوع