حمدي حسن يكتب: الجمعيات والمؤسسات الاهلية ودورها في الحفاظ على التراث الثقافي‎

تزخر مصر بتنوع تراث ثقافي کبير وهو ما يتطلب تضافر جهود الکثير من الفاعلين للحفاظ عليه بالإضافة إلى دور الدولة المهم الذي تلعبه فى ها المجال.

هناك أيضا المؤسسات غير الحكومية التي برزت في السنوات الأخيرة مثل الجمعيات الثقافية التي من بين أهدافها الحفاظ على الموروث الثقافي المصري مثل جمعية المأثورات الشعبية وجمعية المحافظة على التراث المصري وجمعية التراث والفنون التقليدية وجمعية إحياء التراث البدوي وجمعية محبي التراث القبطي وجمعية التراث النوبي المؤسسة المصرية لإنقاذ التراث وغيرها من الجمعيات والمؤسسات الأهلية

 وأهمية التراث هو كونه الوعاء الناقل للحضارة عبر الأجيال، بل هو الحفاظ للهوية الوطنية كونه من إفرازات الثقافة المحلية والتراث يمثل ذاكرة وتاريخ الأمة التي تتضمن العادات والتقاليد والممارسات الاجتماعية والخبرات المنقولة التي مرت بالأجيال.

وهذا يستدعي منا التفكير بجدية في ثرواتنا التراثية والعمل على تأسيس وعي جديد بهما وإيجاد أفضل الوسائل والطرق التي تساهم في الحفاظ عليها وإنشاء مشروعات حقيقية تساهم في الحفاظ على ما بقي من المكونات التراثية والثقافية وتوظيف التراث بشكل تكاملي في شتى جوانبه الطبيعية والثقافية والعمرانية كمورد اقتصادي ضمن خطط التنمية المستدامة                                                            

والاستفادة من المحافظة على التراث العمراني المحلي كآلية ذات جدوى اقتصادية للمجتمعات المحلية بتشجيع الجمعيات والمؤسسات الأهلية بتوفير حوافز ووسائل تمويل مستدامة والاستثمار في البنية التحتية وإشراك هذه الجمعيات في برامج المحافظة على التراث ومشاريع تشغيلها والاستفادة من إعادة تأهيل المباني التراثية العمرانية وتوظيفها في الاستخدامات السياحية والثقافية بما يسهم في إعادة توزيع المردود الاقتصادي للاستثمار في موارد التراث.

مشاركة الجمعيات والمؤسسات الاهلية في إدارة وتدبير شؤون التراث وحفظه والاهتمام به بالشراكة والتعاون والتواصل مع الجهات ذات الحكومية بالعمل على تطوير وإعادة تأهيل مراكز المدن القديمة وأسواقها الشعبية ووضع الخطط التي ترمي إلى ترميم وتأهيل المباني التراثية والأثرية، والحفاظ عليها والسعي إلى ضم هذه المواقع الأثرية وإضافتها إلى قوائم التراث الإنساني الخالد.

 لقيام هذه الجمعيات بجهود مضاعفة من اجل نشر الوعي بقيمة هذا التراث والقيام بجهود تثقيفية لتشكل قاعدة اجتماعية تحتضن فكرة الاهتمام بالتراث والآثار والعمل على ترسيخ قيمتها في أذهان مختلف الطبقات الاجتماعية وإحداث نقلة نوعية في نظرة الناس للتراث من خلال إبراز قيمتها التاريخية وإبراز مساهمات الآباء والأجداد في تأسيسه وبنائه والمشاركة فى تنظيم المهرجانات والفعاليات التراثية، والمساعدة فى إقامة البرامج والمشاريع التي تعنى بالمهن والحرف والصناعات اليدوية وإقامة الحفلات  لمختلف الفنون الشعبية والسباقات للألعاب الشعبية المحلية وتنظيم مختلف المعارض مثل معرض الصور القديمة والنادرة التي التقطتها عدسات المصورين في حقب سابقة تخلد التراث العمراني والتي تؤرخ لهذا التراث وهذه الآثار لاكتشاف مدى التغيرات والتحولات التي حدثت وطرأت على طبيعة المنطقة ومن ثم مقارنتها بالواقع الحاضر وموضوع حماية التراث ليس ترفا فكريا وإنما هو واجب وطني يجب الوفاء به، من اجل هدف تنمية الإنسان المواطن ذات العلاقة بمتطلبات الارتقاء بمستواه الاجتماعي والثقافي  وتضمن له الاستقرار والحياة الكريمة ، وترفع من جودة ونوعية معيشته.

شكرا للتعليق على الموضوع