أبرز افتتاحيات ومقالات الصحف العربية
انصب اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم السبت على عدة مواضيع، أبرزها تداعيات التصعيد الإسرائيلي بمناسبة تخليد الفلسطينيين لذكرى “يوم الأرض”، واعتراض واشنطن إصدار بيان عن مجلس الأمن يدين جرائم إسرائيل في غزة، وقرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وجهود المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن لحل الأزمة، وزيارة أمير قطر للولايات المتحدة، ومؤتمر باريس لدعم الاقتصاد اللبناني.
ففي مصر، أشارت الصحف إلى أن مواجهات جديدة اندلعت أمس، بين قوات الاحتلال الاسرائيلي والمتظاهرين الفلسطينيين المشاركين في “مسيرة العودة” المستمرة للأسبوع الثاني على التوالي على حدود قطاع غزة، والتي خلفت أمس في “جمعة الكاوتشكوك” عدة شهداء ومصابين.
وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (الجمهورية) في مقال لأحد كتابها بعنوان”ممنوع الاقتراب من إسرائيل”، أن البيت الأبيض الأمريكي نصح المتظاهرين الفلسطينيين المطالبين بالعودة لأراضيهم المغتصبة بالبقاء بعيدا عما أسماه أرض إسرائيل حتى لا يحصدهم رصاص القوات الإسرائيلية.
وقال كاتب المقال “نقدر كثيرا ما أبداه البيت الأبيض من حرص على حياة المتظاهرين الفلسطينيين بعد المذبحة التي حصدت عشرات القتلى ومئات الجرحى في بداية مسيرة العودة الكبرى، ولكن هذا التظاهر الأمريكي يصطدم بحقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية هي مصدر القوة العسكرية الإسرائيلية التي تقتل شعبا أعزل وتغتصب أرضه وتمنعه برصاص الموت من الاقتراب منها”.
وأضاف أنه “كان الأولى بالبيت الأبيض ما دام حريصا على حياة الفلسطينيين أن يعمل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة لا أن يهدي العاصمة المقدسة لإسرائيل ويعطي غطاء سياسيا يمنع معاقبتها على جرائمها النازية ضد الشعب الفلسطيني الذي يطالبه البيت الأبيض الآن كما يطالب المجتمع الدولي على الدوام بعدم الاقتراب من إسرائيل”.
وفي موضوع آخر، نشرت (أخبار اليوم) مقالا لأحد كتابها بخصوص تأجيل قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، أشار فيه، إلى أنه في بداية الأسبوع، أعلن ترامب عن نيته سحب القوات الأمريكية من سوريا في أقرب وقت، ويوم الأربعاء كان القرار بعد اجتماع مجلس الأمن القومي برئاسة ترامب، هو البقاء في سوريا حتى نهاية الحرب على “داعش”، أي تأجيل قرار الانسحاب الذي عارضه الكثيرون داخل الإدارة الأمريكية .
وأضاف “بصرف النظر عن أن القوات الأمريكية في سوريا لا يتجاوز عددها الألفين من الجنود، فإن مسألة الانسحاب في هذا التوقيت ثم التراجع عنها تبدو كاشفة لاضطراب السياسة الأمريكية الخارجية، ولخلل كبير في أسلوب اتخاذ القرار في دولة تتحمل مسؤوليات كبيرة في الأمن والسلام العالميين”. وفي السعودية، قال مقال في يومية (الوطن) بعنوان “الحزم وسيلة غريفيث لحل أزمة اليمن”، أن المجتمع اليمني يترقب نتائج الجهود الحثيثة التي يبذلها المبعوث الدولي الجديد إلى اليمن، البريطاني مارتن غريفيث، ومساعيه لاستئناف الحوار بين الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، والمتمردين الحوثيين، مؤكدا أن “فلول الحوثيين تعيش أسوأ أيامها في الوقت الراهن، بسبب التقدم المطرد لقوات الشرعية في كل الجبهات، والضربات الساحقة التي توجهها للمتمردين، والتي توجت خلال الفترة الأخيرة بفتح ثلاث جبهات في محافظة صعدة”. وأكد كاتب المقال أن المطلوب الآن من المبعوث الأممي الجديد هو “استعادة هيبة المنظمة الدولية التي ينتمي إليها، عبر التمسك بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ومقررات المبادرة الخليجية، وكل هذه المرجعيات الثلاث تؤكد بوضوح على حتمية انسحاب الميليشيات إلى مناطقها التي كانت عليها قبل اقتحام صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة للجيش الوطني، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ووقف التعامل معها على أنها سلطة أمر واقع”.
من جهة أخرى، كتبت صحيفة (اليوم) أن “موجة الغضب العارمة لعرب الأحواز في إيران على خلفية برنامج بثته القناة الثانية بالتليفزيون الإيراني، أساء إلى القوميات غير الفارسية في إيران قابلها الأمن الإيراني بإطلاق النار وقنابل الغاز في إطار سياسة القمع ومحاولات طمس المعالم العربية في إيران”.
وبحسب الصحيفة، تعود جذور هذه “الأزمة الملتهبة إلى الاحتقان العربي الأحوازي الدائم من سياسات التفريس (تحويل المعالم العربية إلى فارسية) التي تنتهجها الدولة الإيرانية بحق الشعب العربي الأحوازي وعدم إتاحة دراسة اللغة العربية في المدارس وتحويل أسماء الشوارع والمدن وغيرها من العربية إلى الفارسية”.
وفي قطر، توقفت افتتاحيات الصحف المحلية عند الزيارة الرسمية التي يقوم بها حاليا أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها “تأتي بعد أيام قلائل من زيارته إلى موسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن”، وهو ما يحمل، برأيها، دلالات من أهمها أن “قطر تسير وفق استراتيجية ثابتة، بترسيخ علاقاتها مع مختلف دول العالم والعواصم الدولية الفاعلة”.
وأجمعت على أن هذه الزيارة تمثل “محطة جديدة على طريق التعاون الاستراتيجي المتميز بين الدولتين”، و”فرصة لاستعراض ما أ نجز خلال الفترة الماضية” و”ما يتطلع إليه المسؤولون في البلدين من فتح آفاق جديدة (…) في المجال الاقتصادي وقطاع الاستثمار والجانب العسكري”، لافتة إلى أن القمة القطرية الأمريكية، المقررة الثلاثاء المقبل، “تحمل أهمية خاصة في ظل الأحداث التي تمر بها المنطقة على عدة أصعدة”، وأيضا لأنها “تأتي بعد الإعلان المشترك” الذي أعقب جلسات الحوار الاستراتيجي بين الجانبين في واشنطن متم يناير الماضي.
كما تطرقت الافتتاحيات للاجتماع الذي عقده أمير قطر، أمس لدى وصوله إلى قاعدة ماكديل الجوية، مع الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية، وتأكيد الجانبين خلاله على أهمية “تعميق التعاون الاستراتيجي الثنائي عسكريا وأمنيا” وحيويته بالنسبة “لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وتحت عنوان “مواجهات دامية .. تأكيد عروبة فلسطين بالدم”، نشرت صحيفة (الوطن) مقالا تناول فيه كاتبه أبعاد وتداعيات الهبة الشعبية بمناسبة ذكرى “يوم الأرض” وحصيلة المواجهات التي قال إنها كانت الأعلى التي شهدها إحياء هذا اليوم منذ عام 1976 تاريخ المواجهة الأولى في الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 1948 والتي سقط فيها ستة شهداء.
وأشار كاتب المقال إلى أن هذا الاستعداد لمواصلة النضال والمقاومة، هو ما يزيد الاحتلال “قلقا وخوفا من المستقبل ويشعره بأن مخططاته ومشاريعه عرضة للانهيار في أي لحظة”، إلا أن “أكثر ما بات يقلق”مسؤولي الاحتلال كرئيس أركان جيش الاحتلال أيزينكوت، هو، برأي الكاتب، “مرحلة ما بعد محمود عباس والأزمة الاجتماعية في قطاع غزة وعدم القدرة على إيجاد بديل قادر على الإمساك بالوضع وضبط حركة فتح والشارع الفلسطيني”.
ولفت الكاتب إلى أنه كلما “ازدادت شراسة” المخططات لطمس وتصفية القضية الفلسطينية وتهويد أرض فلسطين والمقدسات “تأججت المقاومة والانتفاضة وعادت القضية إلى الصدارة”، متوقعا أن تكون “ذكرى النكبة في 15 ماي المقبل وعزم ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة في هذا التاريخ (…) مناسبة لاشتداد الصراع وتأجيج نار الانتفاضة والمقاومة غير المسيطر عليها”، والتي “لم يعد”، برأيه، للشعب الفلسطيني من “خيار سواها” بعد أن جرب كل خيارات الرهان على ما يسمى ب”حلول التسوية”، وهذا بالتأكيد أيضا ما يجعل الاحتلال وأجهزته الأمنية “في حالة من الارتباك والقلق المتزايدين”.
وفي الأردن، واصلت الصحف اهتمامها بخصوص مسيرات “حق العودة” التي أطلقها الشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى الـ42 لـ “يوم الأرض”، حيث كتبت (الدستور) في مقال أن مسيرة العودة من حدود قطاع غزة التي تتواصل فعالياتها للأسبوع الثاني على التوالي، حققت إنجازات وازدادت أهميتها خاصة لجهة التوقيت، “الذي يتزامن مع أحلام الغزاة الكبيرة لاستثمار الحريق الراهن في المنطقة، ووجود ترامب وفريقه الصهيوني في البيت الأبيض”. وفي هذا السياق، نقل كاتب المقال وجهة نظر خبير أمني وسياسي إسرائيلي، يوني بن مناحيم، يعدد من خلالها إنجازات مسيرة العودة، حيث يرى أن النجاح الذي حققه الفلسطينيون يوم الأرض في الثلاثين من مارس الماضي، سيمنحهم حافزا أكبر لتوسيع هذا النجاح، وتعميمه في ذكرى إحياء النكبة في أواسط مايو القادم.
وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الغد) في مقال لأحد كتابها أن “النصائح” التي يطلقها الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، تظهر مدى خوف الاحتلال، بفئاته وكافة مستوياته، من المقاومة الشعبية ومن مسيرات حق العودة.
وأشارت إلى أن هذا الناطق، وبعد إعلان فلسطينيين من غزة عن نيتهم استخدام (إطارات المركبات) في مسيرة أمس الجمعة، انشغل بتقديم النصائح عن خطورة إحراق الإطارات “الكاوتشوك” على البيئة والصحة، لكنه، تضيف الصحيفة، لم يتحدث عن مخاطر قوات الاحتلال “المجرمة” على صحة الإنسان والبيئة.
وأضافت اليومية أن أي محاولات لن تنجح لثني الفلسطينيين، وخصوصا الشباب منهم، عن المقاومة والعمل ضد الاحتلال، ولن تحول مثل هذه الإدعاءات والأكاذيب من المشاركة في مقاومة الاحتلال، بل ولن تنسيهم من المطالبة بحق العودة.
وفي البحرين، اهتمت صحيفة (البلاد) بمؤتمر باريس لدعم اقتصاد لبنان، مشيرة إلى إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حصول لبنان على تعهدات تتجاوز قيمتها 11 مليار دولار، خلال المؤتمر، تهدف لحشد الدعم الدولي لبرنامج استثمار من أجل تعزيز اقتصاد البلاد. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لبنانيين قولهم إن التعهدات تشمل قروضا بأربعة مليارات دولار من البنك الدولي، وقروضا من البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير بقيمة 1.1 مليار أورو (1.35 مليار دولار)، وتجديد خط ائتمان جرى تقديمه سابقا من السعودية بقيمة مليار دولار، مشيرة إلى أن لبنان، الذي تضرر من حرب مستمرة منذ سبع سنوات في الجارة سوريا ويستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري، يحتاج إلى هذه الأموال من أجل الاستثمار في إصلاح بنيته التحتية وزيادة النمو الاقتصادي الآخذ في التراجع.
من جهتها، كتبت صحيفة (الوطن) أن الصدامات التي وقعت أمس بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي قرب الحدود بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، والتي أطلق عليها الفلسطينيون “احتجاجات جمعة الكاوتشوك”، أسفرت عن استشهاد 7 متظاهرين فلسطينيين بينهم فتى، وأصيب المئات، منهم حالات خطيرة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين طبيون في قطاع غزة إن جنودا إسرائيليين قتلوا بالرصاص 7 محتجين فلسطينيين وأصابوا المئات على طول الحدود بين القطاع وإسرائيل، ليرتفع العدد الإجمالي للشهداء إلى 27 منذ بدء الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوع، مضيفة أن المتظاهرين أحرقوا الآلاف من إطارات السيارات القديمة “الكاوتشوك” لحماية المتظاهرين السلميين من رصاصات جنود الاحتلال، بعد المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الجمعة الماضي، وتسببت في استشهاد نحو 20 فلسطينيا وإصابة نحو 1500 محتج.
وفي لبنان، كتبت (النهار) أن جرعة دعم غير مسبوقة تلقاها لبنان من الأسرة الدولية عبر عنها حجم القروض والهبات التي خرج بها مؤتمر “سيدر” المنعقد في باريس بمشاركة دولية رفيعة قاربت 12 مليار دولار، شكلت تعبيرا واضحا وصريحا لحجم القلق الدولي إزاء وضع لبنان الاقتصادي والمالي، وحرصه على صون الاستقرار والأمان فيه. وكان لافتا، تضيف الصحيفة، أن حجم الدعم الدولي الذي جاء في غالبيته على شكل قروض ميسرة (نحو 93 في المائة)، فاق التوقعات التي روجت لها الحكومة قبيل انعقاد المؤتمر وكانت تتراوح بين 6 و7 مليارات دولار، إلا أنها جاءت دون ما طلبه البرنامج الاستثماري المقدم إلى المؤتمر وقيمته 17 مليارا.
وفي نفس الموضوع، أوردت (المستقبل) نقلا عن البيان الختامي لمؤتمر “سيدر”، أن المؤتمر الاقتصادي للتنمية من خلال الإصلاحات ومع الشركات عرف مشاركة 48 دولة ومنظمة والعديد من ممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني.
وأضافت أنه في هذا السياق الايجابي ونظرا إلى مستويات الاستدانة المرتفعة في لبنان، فقد اعتبر المشاركون أن التمويل بالقروض الميسرة والاستثمار الخاص هما من أنجع الوسائل للاستثمار في البنى التحتية واستحداث الوظائف فيما إذا تم الاعتماد على برنامج متناسق لتحسين الموازنة وإدارة المالية والتزموا بدعم المرحلة الأولى من البرنامج الاستثماري والإصلاح في لبنان عبر القروض الميسرة، والهبات لدعم القروض.
أما يومية (الديار)، فاعتبرت أن لبنان حقق انتصارا كبيرا من خلال محبة دول العالم له والإشارة العالمية لضمان استقرار لبنان ليس أمنيا وسياسيا وعسكريا فحسب، بل اقتصاديا ومعيشيا وماليا.
وفي الشأن الفلسطيني، أوردت (الجمهورية) أن الولايات المتحدة عرقلت مجددا صدور بيان من مجلس الأمن الدولي يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل في المواجهات الإسرائيلية الفلسطينية.
ونقلت عن سفير الكويت لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، قوله بعد ظهر أمس الجمعة لصحفيين إنه طلب من المجلس أن يتبنى بيانا على غرار بيان آخر قدمته الكويت قبل أسبوع ولاقى وقتذاك اعتراضا من الولايات المتحدة، لكن أحد دبلوماسيي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، يضيف المصدر، قال إن الولايات المتحدة أبدت مجددا اعتراضها على دعوة مجلس الأمن لتبني نص البيان.