النبيت الحيوي… أزمة صحّية تصيب الجهاز الهضمي

ربَّما سمعت سابقًا بالنبيت الحيوي في جسمك. يمثِّل النبيت الحيوي الجراثيم والفيروسات والفطور والكائنات الدقيقة الأخرى التي تعيش في الأمعاء وأماكن أخرى وهي تؤثِّر على الصحَّة والعقل عمومًا. لكنَّ الذي لا تعرفه غالبًا أنَّ العالم يواجه أزمة نبيت حيوي كبيرة.

وكتب نيلز جيلمان وتوبياس ميز من معهد بيرجروين مؤخَّرًا في صحيفة واشنطن أنَّ نمط الحياة التي نعيشها يهدَّد حياة النبيت الحيوي. ويبدو أنَّ أهم العوامل في هذه الأزمة هي الطعام المُعالَج والولادات القيصرية والبيئة العقيمة التي نحاول صنعها والصادَّات الحيوية التي نتناولها أو نعطيها للمواشي.

وقال نيز جيلمان نائب رئيس معهد بيرجروين لمرصد المستقبل «إن إبادة النبيت الحيوي تحدث بسبب الصادَّات الحيوية واسعة الطيف التي نتناولها والتي نعطيها للمواشي التي نتغذَّى عليها. بدأنا نواجه عدَّة مشكلات صحّية بسبب هذا الاستخدام الطائش للصادَّات الحيوية.»

وشرح جيلمان أنَّ كلَّ المشكلات مثل السمنة والسرطان قد تكون مرتبطةً باستخدام الصادَّات الحيوية المفرط، لكنَّه أوضح أنَّ الصادَّات ليست سيئةً كليًّا. تؤدِّي الصادَّات الحيوية دورًا مهمًّا عندما نحتاجها، لكنَّها توصف غالبًا دون الحاجة إليها. ويدَّعي مركز مكافحة الأمراض واتّقائها أنَّ نحو 30% من وصفات الصادَّات الحيوية ليست ضرورية. وإلى جانب ما نتناوله شخصيًّا، فإنَّنا نتأثَّر أيضًا بالصادَّات الحيوية التي تُعطى لحيوانات المزارع من خلال أكلها.

يكتسب الإنسان النبيت الحيوي لأوَّل مرَّة من خلال الولادة الطبيعية. وزادت نسبة الولادات القيصرية مؤخَّرًا ويبدو أنَّها تؤثِّر على سلامة النبيت الحيوي أيضًا. ويؤدِّي عدم اكتساب النبيت الحيوي من خلال الولادة الطبيعية إلى مشكلات صحّية لاحقًا. يؤكِّد جيلمان أنَّ العملية القيصرية أنقذت أرواحًا عديدة، لكنَّه يدعو إلى تجنُّبها عند عدم الحاجة إليها.

وقال جليمان «توجد تحدّيات صحّية عديدة يواجهها الأطفال المولودون بالعملية القيصرية، ولعلَّ أهمَّها الأرجيَّة [التحسُّس] التي زاد معدَّل انتشارها مؤخَّرًا.»

اقترح الأطبَّاء حلًّا لمشكلة نقص النبيت الجرثومي لدى المولودين بالعملية القيصرية من خلال مسحهم بالجراثيم التي تعيش في المهبل بعد ولادتهم بالقيصرية. ووُجِد أنَّ هذه الطريقة تُكسِب الطفل نبيتًا حيويًّا أكثر مقارنة بعدم تعرُّضه لتلك الجراثيم. لكنَّ بعض الأطبَّاء حذَّر من مخاطر هذه الطريقة لأنَّها قد تعرِّض الطفل لجراثيم خطيرة.

ويسبِّب عدم تعرُّض الطفل للبيئة حوله مشكلةً صحّية أيضًا. إذ أنَّ الأطفال الذين لا يتعرَّضون للجراثيم في البيئة لا ينمو لديهم نبيت جرثومي متوازن.

ولعلَّ أهمَّ سبب لأزمة النبيت الجرثومي نوع الطعام الذي نأكله. إذ أنَّنا نعتمد على الطعام المعالَج الذي يفتقر إلى الجراثيم المفيدة للجسم، وبدأنا نبتعد عن الطعام المليء بالجراثيم التي نحتاجها.

وقال جليمان «لا يأكل الناس طعامًا يحتوي على الجراثيم كما اعتادوا سابقًا. أصبحنا نأكل الطعام المخلَّل والمعالج وهي منتجات تفتقر للجراثيم.»

ما الذي نستطيع فعله لحلّ هذه المشكلة؟ علينا البدء بتحسين نوع الغذاء الذي نتناوله. من المهم إدراك أنَّ فكرة الطعام الصحّي العالمي غير موجودة. قد يكون الطعام صحيًّا لشخص ومسبِّبًا للالتهاب لدى شخص آخر. وقد يكون الطعام المناسب لك اليوم مؤذيًا لك في يوم آخر. إنَّ تحديد نوع الطعام المفيد لصحّتك قد يكون محيرًا قليلًا، خصوصًا عندما تعلم أنَّ نظامك الغذائي يؤثّر مباشرةً على صحّتك وعلى صحّة أمعائك. لذا عليك معرفة ما المناسب لك لتتناوله.

وكما ذكرنا في مقالات سابقة، تبيع شركة فيوم أفضل أداة تحليل للأمعاء. وتخبرك هذه الأداة بالنظام الغذائي المناسب لك حاليًّا، وبنوع الطعام الذي عليك تجنُّبه. وبدلًا من تحليل الحمض النووي منقوص الأكسجين «الدنا» في الأمعاء، فإنَّها تحلِّل الحمض النووي الريبي «الرنا.» يعطي الرنا معلومات أكثر دقَّةً عن الكائنات الدقيقة الحيَّة في الأمعاء مقارنة بالدنا. ويساعد في فهم معالجتها للطعام الذي نتناوله ونوع المواد التي تخمّرها ومعرفة إذا كانت تحول بعض الأطعمة إلى مواد مؤذية تسبّب الالتهاب.

عندما تصبح لديك معرفة كافية فإنَّك تستطيع تحقيق نتائج أفضل. إن اكتساب نبيت حيوي صحّي يساعدك في الحفاظ على نمط حياة أفضل. وستساعدك شركة فيوم في الخطوة الأولى. وعندما تصبح لديك المعلومات، يمكنك إجراء التعديلات المهمة لحمايتك من هذه الأزمة الصحية. وإن لم تدرك الأذى الي يسبِّبه غذاؤك فربَّما لن تعرف ما الذي ينتظرك في المستقبل.

شكرا للتعليق على الموضوع