رضا عبد السلام يكتب : علشان طلعت حرب يرجع!!
كتير من شبابنا ما يعرفوش مين طلعت حرب، وعمل أيه، وخدم بلده مصر إزاي. ..طلعت حرب مفكر وسياسي واقتصادي، غير من وجه مصر كلها، من خلال سعيه واجتهاده لتأسيس بنك مصر.
من خلال بنك مصر اللي اتأسس بتمويل مصري خالص، تم إنشاء مئات الشركات والمصانع، اللي أسست للصناعة في مصر…علشان كده اسم طلعت حرب مسجل في التاريخ بحروف من نور.
والمشروعات الصغيرة والمتوسطة هي مستقبل مصر…فيها العبور للمستقبل من خلال صناعات محلية، وفيها حل لآخطر مشكلة تزلزل شباب مصر ومصر ككل وهي مشكلة “البطالة”.
اليابان بجلالة قدرها، أكثر من 80% من اقتصادها عبارة عن مشروعات صغيرة ومتوسطة…انا طبعا ما جيبتش سيرة التنين الصيني اللي ابتلع العالم بأثره…فالاقتصاد الصيني بأكمله قائم اساسا على نشاط المشروعات المتوسطة والصغيرة.
وبالتالي، وحتى نقضي على البطالة، وحتى تنمو وتكبر المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتستطيع المنافسة، هي بحاجة إلى أشياء كثيرة؛ من دعم الدولة والخبرات الإدارية والتسويقية على أيدي متخصصين.
لكن التمويل بصراحة هو أخطر وأهم عقبة تواجه المشروعات الصغيرة والمتوسطة…وهاهي الدولة بدأت خطوات جادة لتنمية هذه النوعية من المشروعات، من خلال مبادرة البنك المركزي أو الصندوق الاجتماعي أو برنامج “مشروعك” بالتعاون بين وزارة التنمية المحلية والبنوك وخاصة بنك مصر والبنك الأهلي والبنك الزراعي.
اتابع تجربة بنك مصر الرائعة، التي يجسدها إعلان “طلعت حرب راجع″…وهي مبادرة نجحت في توفير التمويل لأكثر من 100 الف شاب في مختلف محافظات مصر.
مصر فيها عشرات البنوك ومؤسسات التمويل، وجميعها يحقق أرباح ومكاسب طائلة…السؤال هنا؟ ماذا قدمت هذه المؤسسات المالية للوطن والمواطن؟!
في الغرب، بل حتى في الخليج مثل الإمارات والسعودية هناك شيء اسمه المسؤولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات الصناعية!! وأنا شخصيا شاركت مع بعض الحكومات الخليجية في تطوير هذا الجانب تحديدا.
يعني أيه مسؤولية اجتماعية؟! يعني كل مشروع يحقق ربح في البلد عليه دور اجتماعي، يخدم به المجتمع سواء في صورة تبرعات أو تقديم خدمات تحسن من حياة الناس…وبالتالي هناك دور اجتماعي يقابل ماتحققه من ربح….الحياة مش كلها ربح وبس…فيه حاجة اسمها دور في حل مشاكل المجتمع…
طيب…نعرف مين شارك ومين ما شاركشي إزاي؟ ماهو لازم نقول للي عمل خير شكرا ونقدره ونوس راسه..وفي نفس الوقت لازم نقول للي نايم في الخط وعمال يشرب دم الناس وخير البلد كفاية… مش كده ولا أيه؟!!
علشان كده العالم كله حاليا، وفي كل الدول المتحضرة، فيه حاجة اسمها مؤشر المسؤولية الاجتماعية social accountability index …يعني بيتم وضع ترتيب لكل المؤسسات الصناعية والتجارية العاملة في الدولة من الأفضل للأسوأ….فضيحة بجلاجل…أي والله كده
فالشركة أو المصنع التي تأتي في مقدمة المؤشر هي تلك التي لها نشاط اجتماعي وخدمات للناس جعلها في المقدمة، في حين أن الشركة أو المصنع الذي يحتل ذيل المؤشر، هو ذلك الذي قصر في حق المجتمع…
مش كده وبس…في ضوء نتائج المؤشر ده…يتم عقد حفل كبير يحضره رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة، ويقدم الدروع وشهادات التقدير لأفضل عشر شركات أو مصانع وتنقل وسائل الإعلام هذا الحفل….الخ.
وايه فايدة الكلام ده؟ دي دعوة للعمل والاجتهاد وتكريم للمجد…الشركات اللي هاتتكرم دي مش هاتكسب زباين اكتر ولا ايه؟
وفي نفس الوقت المقصر من الشركات والمصانع سيطور من خدماته الاجتماعية، ليكون في ترتيب أفضل مع إصدار العام القادم من المؤشر…والا هايخسر زباين…ده شغل العلم.
يعني عندي في مصر على سبيل المثال جميع البنوك تتحدث عن دعم المشروعات الصغيرة أو المستشفيات…الخ….ولاندري أيهم الأفضل وأيهم نايم في الخط….لأننا لم نتعامل معهم بشكل علمي.
بنك مصر يقدم تجربة رائدة في دعم المشروعات الصغيرة، كما هو واضح من إعلان طلعت حرب راجع لكن ماذا عن الآخرين ؟ وكيف يمكن أن نكافيء بنك مصر؟!
إذا المطلوب من وزارة التخطيط تشكيل فريق من الكفاءات لوضع مؤشر المسؤولية الاجتماعية… يتولى هذا الفريق جمع البيانات الموثقة والدقيقة من وعن المؤسسات التجارية والصناعية، والانتهاء في كل عام لمؤشر أفضل 100 شركة ومصنع….
ويتم اعلان نتائج المؤشر خلال حفل كبير يكرم فيه العشرة او العشرون الاوائل…هذا هو الثواب والعقاب…وبه نبني الوطن إن شاء الله…دمتم بالف خير.
بقلم ا . د : رضا عبد السلام محافظ الشرقيه السابق
اقرأ للكاتب :
رضا عبد السلام يكتب :أجمل الذكريات مع شم النسيم!!