لؤي ديب يكتب : كلام في الممنوع “صفقة القرن – الجزء الرابع”
تحويل الفوضي الي فرصه
كانت جملة تحويل الفوضي الي فرصه هي احدي مفاصل تنفيذ صفقة القرن مستغله :
– الفوضي في الاقليم
– الفوضي في فلسطين
– الفوضي داخل المؤسسة الرسمية
– الفوضي في التنظيمات
وكل تلك الفوضي كانت بمثابه فرصه للعاملين في فريق “صفقة القرن” وعززوها وقد نجحوا.
ودعونا هنا نحن كفلسطينين وعرب نتناول هذه الجمله كشعر لنا لمواجهة “صفقة القرن” وما يمكن ان ينتج عنها من كوارث سياسيه وجغرافيه واجتماعيه وعرقيه ، فالعرقيه فيها وتنال مناطق اخري من العالم العربي وفيها مراحل عمل لدوله كرديه ودوله امازغيه ودوله نوبيه فهناك خطر حقيقي لما وُضع له سقف زمني لا يتعدي الخمس سنوات القادمه وسوف نتناول الاقليم في اجزاء اخري .
كما ذكرت وحتي نفهم عميقاً مدي قدرتنا علي ذلك فلنأخذ نظره عامه الي ما تهدف الصفقة عموما في فلسطين والاقليم ، ونري ان مواجهتها ممكنه وليست مستحيله لكنها تتطلب تغيرا شاملا لاستراتيجيه الصراع ، وهو الامر الذي اصبح لزاماً علينا مناقشته بعد كل هذه التغيرات من حولنا وضدنا وخمس وعشرون عاما من اوسلو ، واحداث عظام وتناقص للارض فوجبت المراجعه علينا.
تهدف الصفقة عموما وتقوم علي فكره :
1- دوله يهودية قومية قابله للنمو السكاني وتتمتع بتفوق نوعي علي جيرانها ، وتتمتع بعلاقات طيبيه.
2- كيان فلسطيني في غزه قابل للحياه ومستعد للتوسع الجغرافي علي حساب اراضي مصرية او جزر اصطناعيه او جزر بعيده وما وراء البحار تكون تبعا لهذا الكيان ، وامر غزه لم يحسم بعد وهو متروك للتطورات علما ان مكتب رئيس الموظفين في البيت الابيض طلب دراسه من احدي الشركات حول الجزر المحتمله لاستيعاب حوالي 2 مليون فلسطيني ليعملوا كايدي عامله رخيصه لدي مصانع امريكيه بديلا للصين ، ووضع خطه لاقناع او اجبار تلك الدول علي التنازل عنها ، وطريق مصر يواجه عقوبات والجزر الصناعيه تبدو غير واقعيه وعاليه التكلفه ، لذا يريدون الحاق جزء بعيد بكيان غزه ، لتكتمل النكبه الفلسطينيه بعد ان كنا فيها ضحايا للتاريخ الاوروبي الذي يساند قضيتنا علي حياء ، لنكون ايضا ضحايا للحلم الامريكي بالانفصال اقتصاديا عن الصين وعوده المصانع لجزر قريبه من امريكا اللاتينيه تحت الحمايه الامريكيه وتعطي يدا طويله لاسرائيل فاين يا تري المكان هل هو قربهم ام بين اشقاء نشعل فيها فتنه ثانيه.
3- قتل مشروع الوطن الواحد والاستيلاء علي الضفه وجعلها من حدود اسرائيل.
4- القدس لاسرائيل مع حريه التعبد.
5- مشروع اقتصادي وتشغيل وترحيل واعاده توزيع جغرافي للشعب الفلسطيني علي الدول العربيه.
6- عدم توريط امريكا بمبالغ عاليه وجعل دول المنطقه تدفع الثمن .
7- اضعاف دول كبري واستبدال ادوارها بدول صغري .
8- احتلال اقتصادي لمقدرات المنطقه .
9- توزيع النفوذ في المنطقة بين ثلاثه عمالقه “اسرائيل – تركيا – ايران” وسواء كانت ايران اسلاميه او قوميه ستطالب بحصتها .
10- اضعاف القوي الاخري في تناحر تام وصراعات نحو الجنوب بعيدا عن اسرائيل.
11- اعادة توزيع حصص مياه المنطقه وتوزيع الطاقه.
12- قواعد جديده لنفوذ امريكي لا يقوم علي الشراكه بل التبعيه.
ولو اخذنا الجانب الفلسطيني من الموضوع كان يجب ان نناقش الان التالي:
1- حل الدولتين انتهي ولم يعد يناسب الشعب الفلسطيني.
2- نريد وطنا واحدا وصوتا واحدا في دوله واحده نتعايش فيها سويا ، كلمه السر الدوله الواحده ، والتسويق لها دوليا ، وستكلفنا ثمناً نضاليا غير مكلف في الانفس وستخرجنا من تبعيه التمويل لنضال شعبي سلمي كحاله جنوب افريقيا ، والتخلص من تكاليف تحمل النفقه الاقتصاديه للاحتلال.
3- فك كل مظهر للاختصام.
4- وضع خطه وطنيه لمواجهة انهيار محتمل للسلطه والحاقها بخطه لاعاده الملفات تدريجيا الي منظمه التحرير.
5- البحث عن توليفات قانونيه معقده للنظام السياسي الفلسطيني تمنع اختراقه وتحصنه.
6- وضع خطه وطنيه لتوعيه شامله حول ما يحيق بنا.
7- عدم الاختصام مع دول الاقليم وعدم الضغط عليها كثيرا ، باختصار يجب ان تستند الخطه للقوه الوطنيه اكثر منها علي دعم الغير.
وادخلوا في جدل علي الكيفيه والمزايا التي ستعطيها لهم الدوله الواحدة ، ولما لا يكون توسع ما وراء البحار لنا جميعا والاموال للطرفين وخطوات لإجراءات زمنيه كآن يبدا التصويت في الانتخابات لاحقا مع وجود حقوق مدنيه وقانونيه كامله الخ ….
انا لا ادعو لذلك قطعيا ، ولكن للقياس فقواعد اللعبه تغيرت ويجب علينا ان نتغير فالنظام السياسي الفسطيني مصمم لمجابه اسرائيل وليس امريكا ، وهذا التصميم إنهار في اغلب اجزائه والافكار كثيره وواجب المثقفين في الشارع الفلسطيني البحث عنها والبدء بتناولها، فلا شيء في الافكار التي طرحت لفلسطين مقدس وهذا يعطينا فرصه للتكيف مع المتغيرات الدوليه وكل ما حولنا.
8- حمله توعيه للشعوب العربيه بمخاطر الصفقة عليهم ، ولا نكرر خطئا تاريخيا بفرضنا علي دول الجوار لاجئين ، ونحذر اشقائنا ونقول لهم يريدوننا عبئا عليكم ولا نريد لكم الا الخير مثلا.
9- يجيب تحصين النظام السياسي الفلسطيني ليكون جماعيا اكثر في القضايا المصيريه وتوزيع الضغط بين الداخل والخارج وتبادل الادوار الملموس علي خطه واحدة .
يتبع….. الجزء الخامس
اقرأ للكاتب :
لؤي ديب يكتب : كلام في الممنوع “صفقة القرن – الجزء الثالث”