جميل راتب فى ذمه الله

فن – التلغراف : عن عمر ناهز 92 عاما رحل الفنان المصري، جميل راتب، صباح اليوم الأربعاء 19 سبتمبر، وتساءل العديد من المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي عن الانتماء الديني للراحل.

وأثار النبأ الذي أعلنه هاني التهامي، مدير أعمال الفنان الراحل، عبر حسابه الشخصي على فيسبوك بشأن إقامة جنازة الفنان بعد صلاة الظهر في الجامع الأزهر بالقاهرة، دهشة المستخدمين لظن كثيرين منهم أن جميل راتب كان مسيحيا.

Capture4

كما نوهت بعض التغريدات على موقع تويتر إلى أن ذلك إنما يدل على أن مصر لا تفرق بين مسلم ومسيحي.

لكن ما سيبقى هو ما انطبع دائما في ذاكرة جمهور جميل راتب، وهي أدواره وحياته الغنية، التي بدأها عمليّا حينما قطعت أسرته مصروفاته المالية عنه في باريس، بعدما انقطع عن دراسة الحقوق والسياسة والتحق بمعهد خاص للتمثيل، فكان عليه أن يعمل بجانب دراسته في المعهد.

اضطريت اشتغل كومبارس، واشتغل مترجم أحيانا، وفي القهوة جرسون، وشيال في سوق الخضار.

26

حينها بدأ راتب عمله ممثلا في باريس، وألقت تلك الظروف به في معترك الحياة الواسع، بكل أطيافها وشخوصها وصعوباتها وملاحمها، فبدأ بالاهتمام بالشأن السياسي، وشعر بوجود طبقات مهمشة وفقيرة في المجتمع:

الحقيقة ما كانش عندي ثقافة سياسية خالص، لكن قابلت ناس هناك بيجاهدوا

27

تدرج جميل راتب بعد ذلك على خشبة المسرح الفرنسي، حتى شارك في أعمال لشكسبير وراسين وكورناي وموليير، وشارك مع فرقة “كوميدي فرانسيس” العريقة.

عاد الفنان الراحل إلى القاهرة عام 1974، وعمل مع المخرج المصري كرم مطاوع في مسرحية “دنيا البيانولا”. وعمل في تلك الفترة بين مصر وفرنسا، ووصل مجمل أعماله في فرنسا إلى 75 عملا، بينها 15 عملا أمريكيا وإيطاليا وغيرهما. كذلك عمل جميل راتب في أفلام تونسية ومغربية وجزائرية، وتم تكريمه من “معهد العالم العربي” في باريس.

Capture4

لذلك وبعد حياة فنية غنية وإنسانية على هذا النحو يصبح طرح السؤال: “هل كان جميل راتب مسلما؟” طرحا يبتعد عن جوهر الرحلة الفنية، وقبلها الإنسانية للفنان.

فقد كان جميل راتب إنسانا قبل أن يكون مسلما أو مسيحيا أو مصريا أو عربيا أو فرنسيا.. فاللغة والثقافة والمعتقد والعرق تتماهى في وحدة الفن، وتتمثل في شخص فنان بحجم الراحل جميل راتب.

شكرا للتعليق على الموضوع