الكنيسة الأرثوذكسية الروسية: بطريركية القسطنطينية تخطت الخط الأحمر
تقارير – التلغراف : أعلن المكتب الصحفي للبطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا أن بطريركية القسطنطينية المسكونية “تخطت الخط الأحمر” بقراراتها الأخيرة بشأن الكنيسة الأوكرانية المنشقة.
وقال المتحدث باسم بطريرك موسكو وسائر روسيا، الأب ألكسندر فولكوف، تعليقا على قرارات بطريركية القسطنطينية: “هذه هي شرعنة للانقسام. وتتخطى القسطنطينية بتصرفاتها الخط الأحمر وتدمر وحدة الأرثوذكسية في العالم بشكل كارثي”.
وأضاف أن “شرعنة الانقسام… ستكون لها عواقب محزنة، حيث ستضطر الكنيسة الأرثوذكسية الروسية للقيام ببعض الخطوات المتعلقة بقطع العلاقات وغير ذلك من القرارات”.
من جانبه، ذكر رئيس قسم العلاقات العامة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية فلاديمير ليغويدا، أن “القسطنطينية تعلن من الناحية العملية أنها تبدأ التواصل القانوني مع المنشقين والشخصية التي تعرضت للحرمان الكنسي. وسيعطي سينودس المقدس للكنيسة الأرثوذكسية الروسية خلال الاجتماع المقبل له في مينسك يوم 15 أكتوبر تقييمه لهذه الأعمال”.
الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية: لن نقدم على التوحيد مع الكنائس المنشقة
بدوره، أعلن كبير الأساقفة كليمينت، رئيس قسم الإعلام والتنوير للكنيسة الأرثوذكسية الروسية التابعة لبطريركية موسكو، أن الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية لن تقدم على التوحيد مع الكنائس الأوكرانية المنشقة، التي اعترفت بها بطريركية القسطنطينية.
ودعا كليمينت لإعلان الحرم الأكبر بحق بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس بسبب قراره رفع الحرم الكنسي عن الكنيسة غير القانونية. واعتبر قرار بطريركية القسطنطينية المسكونية غير قانوني.
ويأتي ذلك بعد أن قرر اجتماع سينودس بطريركية القسطنطينية المسكونية رفع الحرم الكنسي عن اثنين من أبرز شخصيات الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المنشقة، هما بطريرك كييف فيلاريت وكبير الأساقفة ماكاري، بالإضافة إلى إلغاء قرار انتقال مطرانية كييف لتبعية بطريركية موسكو.
وكانت بطريركية القسطنطينية المسكونية قد قررت إلغاء القرار حول انتقال مطرانية كييف لتبعية بطريركية موسكو، ورفعت الحرم الكنسي عن اثنين من أبرز شخصيات الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المنشقة.
ورفعت بطريركية القسطنطينية المسكونية الحرم الكنسي (أناثيما) عن كل من بطريرك كييف فيلاريت وكبير الأساقفة ماكاري.
وأكد المتحدث باسم بطريركية القسطنطينية المسكونية، في ختام اجتماع سينودس بطريركية القسطنطينية في إسطنبول أن هذا القرار اتخذ لأن “إعلان الحرم الكنسي في حينه لم تكن له أسباب كافية. ولذلك تم رد الاعتبار القانوني لبطريرك كييف وكبير الأساقفة.
كما قرر اجتماع سينودس إلغاء قرار انتقال مطرانية كييف لتبعية بطريركية موسكو الصادر في عام 1686، الذي منح لبطريركية موسكو الحق في تعيين مطران كييف.
يذكر، أن بطريرك كييف فيلاريت دعا في عام 1991 لمنح الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية صفة كنيسة محلية مستقلة، وقامت بطريركية الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بإقصائه عام 1992، لكنه رفض الامتثال لقرار بطريركية موسكو وأعلن انشقاقه وقيام الكنيسة الأوكرانية التابعة لبطريركية كييف، التي لم تعترف بها الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
وفي عام 1997 أعلنت بطريركية موسكو الحرم الأكبر (أناثيما) بحق الكنيسة المنشقة.
ويعتبر رفع الحرم الكنسي ضروريا للاعتراف بالكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية كييف من قبل بطريركية القسطنطينية المسكونية.
وكان موضوع منح بطريركية القسطنطينية المسكونية صفة الكنيسة المحلية المستقلة للكنيسة الأوكرانية التابعة لبطريركية كييف المنشقة من بين المواضيع التي ناقشها اجتماع سينودس بطريركية القسطنطينية في 9 – 11 أكتوبر الجاري.
وتسببت تحضيرات بطريركية القسطنطينية للاعتراف ببطريركية كييف بأزمة في العلاقات مع بطريركية موسكو، التي قامت بتعليق أداء الطقوس الدينية المشتركة وتلاوة اسم بطريرك القسطنطينية برثلماوس أثناء خدمة القداس الإلهي، ما يعادل قطع العلاقات الدبلوماسية في عالم السياسة.