نانسى فتوح تكتب :المفهوم الخاطئ للحرية
دائما ماينتابني سؤال .. ما قيمة الإنسان بلا مبدأ؟!
ما قيمته وهو يتخلى عن «الفطرة» التي خلقه الله عليها، وفطرة البشر التي جبلوا عليها أساسها نبتة خير زرعها المولى عز وجل فيهم؟
ولكننا للأسف نعيش الآن في مجتمع يتخلي يوماً بعد يوم عن المبادئ من أجل التعايش مع الحياه وتحقيق مصالح شخصية، ولكن الإنسان صاحب المبدأ قد لا تؤثر عليه المصالح مهما تبدلت الأحوال وتغيرت الوجوه، لأنه صاحب عقل وفكر يدافع عن مبادئه ويضحِّى من أجلها ولا ينحاز إلا لها، ولكن هناك أصناف من الناس قد تتغلب على نفوسهم المصالح الخاصة والمكاسب الدنيوية،نعم في هذا الوقت كثرت الإغراءات بشتى أنواعها، وقل من يثبت على المبادئ.
فعندما تجد نكات بقمة الجراءة يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي..
وعندما يتفوه الشباب والبنات بكلام لا يليق بنا كمسلمين ولا حتى كبشر ويعتبرونها ألفاظ مواكبة للتحضر و”الروشنة” ..
وعندما أصبحت الأفلام بمنتهي الجرأة و الوقاحة ..
وعندما نشاهد شباب بعمر الزهور يقلدوا موضات غربية منحرفة هي رمز للشذوذ ، ويسيرون بالشوارع بكل فخر لانهم على الموضة..
وعندما تذهب إلى أحد الكافيهات وتجد بعض البنات يحملن شيشة أو سيجارة ببراعة وترفعها بمهارة نحو فمها الذي طلته بآخر صيحات أحمر الشفاه ، ثم تنفث منه الدخان ويطير ما تبقى ليجتمع حول وجهها كسحابة تغمرها سعادة فترفع رأسها بثقة وكبرياء وتضعها على منفضة السجائر لتنفضها وتحملها مرة أخرى لتنفث نفسا آخر يشعرها بالحرية والاستقلال وسط صديقاتها أو أصدقائها وأمام خطيبها أو زوجها، وتعتبر أنها مواكبة للموضة وتشعر بالتحرر والتحضر و”البرستيج”، وتتفاخر أمام من ينظر إليها بجرأتها وقوة شخصيتها.!!
وللأسف فالمشهد أصبح لا يدعو للاستغراب، فالرجل والمرأة فى التدخين أصبحوا سواء!
بل كما أكدت دراسة حديثة أعدها المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن هناك تراجعا ملحوظا في نسبة المدخنين من الرجال، وفي المقابل زيادة فى عدد النساء المدخنات، حيث أوضحت الدراسة أن نسبة المدخنات وصلت إلى نحو 15%. ، على الرغم من انها لو نظرت إلى الحقيقة لوجدت أن التدخين يقتل أنوثة الفتاة ورقتها، ويسبب لها مشاكل في الصحة والبشرة والشعر والجسم، زد على ذلك أن نظرة المجتمع العاقل لها أنها تسيء إلى سمعتها وصورتها.
فالرغبة في التقليد الأعمى والفهم الخاطئ لمفهوم الحرية من أهم أسباب بروز تلك الظواهر المنافية لمبادئنا ولأخلاقنا التي نشأنا عليها والتي تنافي ديننا الإسلامي .
والظهور العلني للمدخنات بلا حرج هو من النتائج الطبيعية للمجتمعات التي نشأت مع العولمة، والتى أفقدت خصوصية كل مجتمع وخصوصية أخلاقياته ومبادئه.
بالإضافة إلى غياب الدور التربوي الفعلى للأسرة، حيث أن الأب غاب إما بطلاق الزوجة، أو بالانشغال بالسفر من أجل العمل ، وباع دوره في الرقابة على أسرته بالبحث عن المال، أما الأم فأصبحت هي أيضاً “مودرن” باعت المبادئ باسم الحرية، والمبرر لها في التربية الخاطئة بجملة رنانة متداولة بين الأمهات وهي : “أن الجيل غير جيلنا، والدنيا اتغيرت” !!.
ولا تبالي من سهر ابنتها إلى وقت متأخر لأنه يندرج تحت قائمة “التمدن” !!
وأخرى تسافر بمفردها بلا رقيب ولا تعرف شيئاً عن تفاصيل يومها باسم “الدراسة” !!
أين الأخلاق والمبادئ النبيلة التي ترعرعنا ونشأنا عليها وتعلمناها منذ الصغر؟
وهل ضاعت الأخلاق إلى هذا الحد؟
أبكي على زمن ضاعت فيه كل القيم والمبادئ .. ضاعت فيه كرامة العرب ..ضاع فيه حب الوطن والخيانه له، وأصبح اللهو مسار للشباب والبنات..
ضاع الحلال بين الحرام..وضاع الصدق بين الكذب..ضاعت المبادئ ..غاب الضمير .. افتقدنا لمعايير العدل .. انحرفت الأخلاق .. غاب الوعي عن العقول ..عفواً إنه الواقع المرير الذي نعيشه .
ولكن الإنسان صاحب المبدأ لا تؤثر عليه المصالح لأنه صاحب عقل وفكر، يدافع عن مبادئه ويضحِّى من أجلها ولا ينحاز إلا لها، ولكن هناك أصناف من الناس قد تتغلب على نفوسهم المصالح الخاصة والمكاسب الدنيوية.
رسولنا الكريم صلوات الله عليه قال في معنى الحديث بأنه سيأتي زمان الماسك فيه على دينه كما الماسك على الجمر.
فحينما تضيع القيم وتقتل المبادئ، يطغى كل شر، يسود الكذب، يعم النفاق، تكثر الخيانات، تقل البركة، يزيد الفساد، ومهما حاولنا إصلاح الأمور لا نجد التوفيق من الله عز وجل .
فإذا أحببت أن تكون صاحب مبادئ فوطّن نفسك على المهالك والمصائب ودرب نفسك على الثبات، لأنك ستجد الكثير ممن سيساوم على مبدئك حتى تبيع، وكأن البشرية ترفض أن يحيا فيها عزيز كريم .
اقرأ للكاتبة
نانسى فتوح تكتب :ولاد الناس وولاد الأصول