يوسف السباعي ودولت.. الخوف حباً

أشهر قصص الحب بين المشاهير..يرويها محمد رفعت

من كتاب : اقاصيص العشق

كان هادئاً بطبعه وحساساً ورقيقاً، ولم يحدث طوال حياته أن يكون قد نهر أحداً أو آذى أحداً، بل كان دائماً يعطي أكثر مما يأخذ، فارتاحت له أكثر ممن سواه، وراحت تتأمله وهو يلعب، وهو يتكلم، وأحست بمدى قربه منها.

يوسف، أخد قوة دفع روحانية من تشجيع “دولت” له، بعدما قرأت أول قصة كتبها وهي باسم «تبت يدا أبي لهب وتب» وكان لا يزال تلميذاً بالمدرسة الثانوية، وقابلته في ذلك الحين وقالت له: «قصتك عجبتني جداً… ياريت تتجه للأدب وتروح كلية الآداب لأن أسلوبك حلو وممكن تنجح كأديب»، ولم يخيب ظنونها إلا شيء واحد ، حينما اتجه إلى الكلية الحربية، حيث كان مصمماً على الالتحاق بالسلك الحربي.

وكان فارس الرومانسية يوسف السباعي دوماً العون لحبيبته وابنة عمه، حتى قبل خطبتهما رسمياً، فقد كانت لا تجيد الرسم، وكان يساعدها في رسم الموضوعات المدرسية التي تُطلب منها، ودائماً ما حصدت أعلى الدرجات على لوحاته التي يرسمها، حتى حدثت الكارثة في امتحان آخر العام، فلم ترسم خطاً واحداً، ورسبت في المادة التي كانت متفوقة فيها طوال العام.

والتحق “يوسف” بسلاح الفرسان ، وتمت خطبتهما لمدة عامين، وطوال تلك الفترة التي لم تكن بالغريبة عليها، كان يأتي إلي حبيبته ممتطياً جواده، ومرتدياً ملابسه العسكرية المملوءة بالنياشين، كان يأتيها تماماً كفرسان الأحلام على حصان أبيض، ولكنها لم تكن مثل باقي الفتيات، فلم تنشغل أبداً بتلك المظاهر الرقيقة، قدر انشغالها وإيمانها به كحبيب وأديب.

وتزوج العاشقان، وهنا تكشف لدى “دولت” جانب خفي من حبها ليوسف، حيث كانت تخاف عليه بشدة، وتهرع إليه إذا وجدته واقفاً في شرفة المنزل وتمسك بملابسه خوفاً من سقوطه، لذلك أسماها، ضاحكاً، «مخضوضة هانم»، كما كانت ترفض تماماً سفره بالطائرة، وفي إحدى المرات سافر بدون أن يخبرها وعلمت بالخبر من الجرائد بعد عودته، فانفجرت بالبكاء متسائلة: «ماذا لو سقطت الطائرة؟!».

15-4

«بيني وبين الموت خطوة سأخطوها إليه أو سيخطوها إلي.. فما أظن جسدي الواهن بقادر على أن يخطو إليه… أيها الموت العزيز اقترب.. فقد طالت إليك لهفتي وطال إليك اشتياقي»..هكذا حاور يوسف الموت مرات عديدة في أعماله الأدبية، حيث كانت فكرة الموت المفاجئ تشكل محوراً أساسياً في أعماله، وقد قامت روايتاه نائب عزرائيل والبحث عن جسد، على محاورة ملك الموت وتخيله.

ولم يبتعد الموت كثيراً عنه، حيث اغتيل في قبرص في 18 فبراير عام 1978 حين كان يحضر مؤتمراً آسيوياً إفريقياً هناك.

الكاتب الصحفى محمد رفعت
الكاتب الصحفى محمد رفعت

اقرأ للكاتب

المهندس وشويكار.. قصة حب ولدت على المسرح وقتلتها الغيرة

شكرا للتعليق على الموضوع