ترحيب إندونيسي بتنمية التعاون مع السينما الإيرانية

منصور جهانی ـ التلغراف :  أكد الوفد الإندونيسي المتكون من رئيس التلفزيون الوطني وسفير هذه الدولة في إيران وعدد آخر من مسئولي التلفزيون الوطني الإندونيسي في لقاء له مع المدير التنفيذي لمؤسسة الفارابي السينمائية على توسيع التعاون مع السينما الإيرانية. وقد طالب الوفد بزيادة نسبة عرض الأعمال السينمائية الإيرانية في القنوات المتلفزة لهذه الدولة والإنتاج المشترك بين البلدين المسلمين.

وأفادت العلاقات العامة لمؤسسة الفارابي السينمائية أنّ رئيس التلفزیون الوطني الإندونيسي والوفد المرافق له التقى مع مدراء مؤسسة الفارابي السينمائية، وذلك بالتزامن مع إقامة الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان فجر السينمائي الدولي.

وذكر المدير التنفيذي لمؤسسة الفارابي السينمائية «عليرضا تابش» في هذا اللقاء، مشيراً إلى خلفية النشاطات السينمائية لمؤسسة الفارابي التي تصل إلى خمسة وثلاثين عاماً في إيران وخارجها وجهود هذه المؤسسة السينمائية المبذولة في التعريف بالسينما الحديثة الإيرانية للعالم: بعد مرور سنتين من انتصار الثورة، واجه بلدنا حرباً مفروضة عليه دامت لثماني سنوات، إلا أنه، وبفضل جهود السينمائيين الإيرانيين، تم بث الصوت الحقيقي للشعب الإيراني وصورته الواقعية في الأوساط العالمية من خلال السينما.

واستطرد قائلاً: تم عرض أعمال «عباس كيارستمي» وغيره من المخرجين الإيرانيين المجددين من قبل مؤسسة الفارابي السينمائية على الصعيد الدولي، وتألقت هذه الأعمال في المهرجانات الدولية.

وأضاف المدير التنفيذي لمؤسسة الفارابي السينمائية: لقد تمركزت نشاطات السينما الإيرانية الدولية في مؤسسة الفارابي السينمائية، إضافة إلى دعم إنتاج الأفلام السينمائية وإنتاج المضامين الجيدة.

وقال تابش مشيراً إلى تطور السينما الفنية والمضمونية: لقد دخلت صناعة التسلية عصراً جديداً، ولابد لنا من تحديث علمنا وقدراتنا لتتطابق مع القواعد الجديدة لعالم التسلية حتى يتم تفعيل القدرات غير المفعلة على الصعيد الوطني والدولي.

وأكد، مشيراً إلى المشتركات الثقافية بين إيران وإندونيسيا: أن هناك أفكاراً كثيرة لإنتاج الأفلام والمسلسلات بين الدولتين، ويمكننا أن نخطو في هذا المسار خطوات ملحوظة من خلال إنشاء السوق المشتركة.

وذكر المدير التنفيذي لمؤسسة الفارابي السينمائية، مشيراً إلى أهمية مهرجان فجر السينمائي الدولي في المنطقة والعالم الإسلامي: اليوم أنتم متواجدون في أكثر مجتمعات المنطقة إبداعاً أي إيران، حيث أبدع فنانوننا في غضون ثلاثين سنة ماضية أفكاراً لم يتم تعريفها بشكل لائق.

وفي خلال إشارته إلى المشتركات الثقافية، والدينية، والتاريخية للبلدين، قال تابش: من دواعي سرورنا أنه يتم بث الأفلام الإيرانية في التلفزيون الإندونيسي، حيث لقيت الأفلام والمسلسلات الإيرانية إقبالاً جيداً من قبل الشعب الإندونيسي. هذا وسيساعد عرض الأفلام الإيرانية في قنوات التلفزيون الإندونيسي على زيادة التبادل والحوار الثقافي.

وقال علي رضا تابش في تتمة كلامه مقدماً اقتراحاً: بمناسبة الذكرى الأربعينية لانتصار الثورة، قامت مؤسسة الفارابي بإعداد عشرة أفلام بارزة من السينما الإيرانية، حيث يمكن بث هذه الأفلام مترجمة في تلفزيون وسينما إندونيسيا.

وصرح تابش بأنّ مؤسسة الفارابي السينمائية في مجال الإنتاج تدعم صنع أفلام الأطفال والناشئين، ونظراً لإقامة مهرجان الأطفال والناشئين السينمائي الدولي في مدينة إصفهان التاريخية سنوياً، فنحن ندعو المخرجين الإندونيسيين للمشاركة في ذلك المهرجان بأعمالهم حتى يرتقي مستوى التعاون في حقل الأطفال والأسرة.

واستطرد قائلاً: الموضوع المهم الآخر هو التعاون المشترك بين البلدين في مجال إنتاج الأفلام والمسلسلات. ستوسّع السينما الإيرانية تعاونها مع الدول الآسيوية، خاصة المسلمة التي تملك صناعة للسينما منها. نحن مصممون على أن يتطور هذا التعاون ونرحب بتعاون إندونسيا واقتراحاتها في هذا المجال.

20

التأكيد على التعاون المشترك

قال رئيس منظمة التلفزيون الوطني الإندونيسي «حلمي يحيى» في هذا الاجتماع: أشكر مهرجان فجر السينمائي الدولي والشعب الإيراني على دعوتهم وحسن ضيافتهم، ومنذ أن جئت إلى إيران أشعر بأنني عضو من الأسرة الإيرانية.

وأضاف: أنا أتمتع بشخصية عملية وأرحب ببث الأفلام والبرامج المتلفزة الإيرانية في التلفزيون الوطني الإندونيسي والانتاج المشترك.

وشدد رئيس التلفزيون الوطني الإندونيسي: سأفوض مسؤولية متابعة بث الأفلام الإيرانية في القنوات المتلفزة لإندونيسيا إلى أحد الأعضاء المرافقين لنا. نستطيع أن نبث الأفلام السينمائية، والرسوم المتحركة، والأفلام الوثائقية من أربع وثلاثين قناة متلفزة.

واستمر يحيى قائلاً: إن أكثر القنوات الإندونيسية تبث بالنظام التماثلي (أنالوج) وعندنا خطة لتحويل نظام القنوات كلها إلى رقمية حتى سنة ۲۰۲۰، ومن تلك القنوات، خمس عشرة قناة وطنية مجانية تبث بالنظام التماثلي إلا أنها ستتحول إلى الرقمية في مستقبل قريب.

وأضاف: أن الممثلة الشهيرة الإندونيسية السيدة مارسا زاليانتي رئيسة للسينما الإندونيسية، حيث يمكننا أن نوسع مستوى تعاون البلدين السينمائي بالتعاون معها. نحن أيضاً نرحب بعقد المهرجان السينمائي الإيراني كل سنة في إندونيسيا وبالمقابل إقامة المهرجان الإندونيسي في إيران.

وقال رئيس منظمة التلفزيون الوطني الإندونيسي: نحن نرحب ببث البرامج السينمائية والأفلام التي تستعرض الثقافة ونمط الحياة في إيران، ونحن مستعدون أن يتم بث فيلم إيراني كل ليلة من ليالي شهر رمضان في التلفزيون الإندونيسي.

وأردف يحيى قائلاً: أكدت مرات عديدة أن عقائدنا الدينية قريبة من بعضها البعض، ونظراً لاحترامنا الخاص للأديان المختلفة، ونقاطنا المشتركة، نستطيع أن ننتج برامج مشتركة ونفهّم الناس علائم الأواصر الثقافية والدينية بين إيران وإندونيسيا، كما نرحب بالتعاون لانتاج الأعمال العاشورائية والفلسفية.

وقال: تمت محاولات في إندونيسيا بهدف التفرقة بين المسلمين، لذلك فنحن نرحب بإنتاج أيّ فيلم يقرّب المسلمين إلى بعضمهم البعض.

وأكد رئيس منظمة التلفزيون الوطني الإندونيسي: نحن نتعاون مع أي عمل مشترك يقوم به المخرجون الإيرانيين في إندونيسيا، وسنوفر لهم أفضل المعدات. جدير بالذكر أنّ عندنا مركزين للرسوم المتحركة في إندونيسيا، وبنت شركة أبل مدينة قريباً من جاكارتا، تدعى جوك جاكارتا، حيث قامت نشاطات دولية جيدة في هذا القسم وإمكانية التعاون في هذا القسم متوفرة.

وقال يحيى: لدينا في التلفزيون والسينما الإندونيسية ذراعان قويتان؛ أولاهما البث والثانية مصادر القصة القوية. أعرف أنّ السينما الإيرانية مليئة بالمواهب، والتقنيات، والتجارب ونقدر أن نبرمج للإنتاج المشترك في المستقبل.

وتابع بقوله: حالياً، يغطي بثّ قنواتنا المتلفزة ۲۷۰ ميليون شخص ونحن قيد إنشاء قناة جديدة تغطي البلدان المجاورة أيضاً.

وشدد رئيس منظمة التلفزيون الإندونيسي: رغم أن الفضائيات في متناول أيدي الشعب الإندونيسي لكنهم يشاهدون القنوات الوطنية للتلفزيون الإندونيسي أكثر.

وقال سفير إندونيسيا اكتافيو عليم الدين في هذا الاجتماع: بعد أن رأينا مهرجان فجر السينمائي الدولي، وأقسام منظمة الإذاعة والتلفزيون المختلفة في طهران، ومراكز الإذاعة والتلفزيون في إصفهان ومشهد، وصلنا إلى هذه القناعة، وهي أننا نستطيع أن نتعاون مع السينما والتلفزيون في إيران تعاوناً قريباً.

وأردف قائلاً: نظراً لمسؤوليات مؤسسة الفارابي السينمائية ومنظمة الإذاعة والتلفزيون، فإنه يمكننا أن نتعاون معاً في مجالات تبادل الأخبار، والتسلية، والأفلام الوثائقية، ونقدر أن نتعاون في مجال الثقافة والمعتقدات المشتركة، ويجب أن تكون الخطوة الأولى أن نتبادل البرامج بيننا ونقدمها للناس عبر التلفاز. نحن نستطيع أن نبث البرامج التي تتناول تقاليد الإيرانيين ومعتقداتهم في شهر رمضان ونبث البرامج القرآنية دون أية قيود.

وأكد أكتافيو عليم الدين: سنرسل أفلام الأطفال والناشئين إلى مهرجان الأطفال والناشئين وسنقوم بالتعريف بالمهرجان والدعاية له في التلفزيون الإندونيسي.

وأضاف سفير إندونيسيا في إيران: أقترح أن نقوم بعقد اتفاقية عامة ثم نحدد التفاصيل. إنّنا ندعوكم أن تساعدونا في تقوية مهرجان إندونيسيا السينمائي، وأن يتم تمهيد الطريق لمشاركة الأعمال الإيرانية في المهرجان.

وقال: علينا أن نعلم الناس إعلاماً صحيحاً في ما يخص مجالات تهديد داعش للعالم الإسلامي. إنّ عندنا في إندونيسيا ثقافة، حيث يمكن للجيران أن يدعموا بعضهم بعضاً؛ ومن هذا المنطلق يمكننا أن نسد الطريق على الناس للانتماء إلى التنظيمات الإرهابية وأن نحول دون التطرف الإسلامي من خلال إكمال النواقص وسد الثغرات وصنع الثقافة عبر النشاطات المشتركة.

وفي ختام هذا الاجتماع، بادر المدير التنفيذي لمؤسسة الفارابي السنيمائية إلى تقديم بعض الهدايا للمسؤولين الإندونيسيين للذكرى.

هذا وقد شارك في هذا الاجتماع المدير التنفيذي لمؤسسة الفارابي السينمائية «عليرضا تابش»، ومساعد الشؤون الدولية لمؤسسة الفارابي السينمائية الدكتور «رائد فريدزاده»، ومستشار مدير الفارابي التنفيذي «حسين شيخ الإسلام»، وسفير إندونيسيا في إيران «أكتافيو عليم الدين»، ورئيس منظمة التلفزيون الوطني الإندونيسي «حلمي يحيى»، ومدير الانتاج التلفزيوني لمنظمة التلفزيون الوطني الإندونيسي «آيتي بوترا»، ومديرة دعم الانتاج التلفزيوني والأخبار السيدة «توتي بوروانينغسي»، ورئيسة مركز تعليم التلفزيون الإندونيسي السيدة «دياه سولكوريني»، ومدير الشؤون الدولية للتلفزيون الإندونيسي «محمد نور زكريا».

شكرا للتعليق على الموضوع