ولكل صوت صوت…”قصــة”
تأليف : نادية حلمي
الجزء الأول
نعم لكل صوت صوت … داخل أعماق النفس بمعناه الصحيح بالسلب إن كان أو بالإيجاب .. بالصدق أو بالخداع … مما جعلني بأن أناشد فقط الصوت الإيجابي المنبثق عن نفس صادقة آثره ومؤثرة عن إيماناً خالصاً منها بما يفيد الصالح العام.
بأن يدوى الصوت عالياً في الأسماع مآذن وأجراس للتغلب على فساد انحدر بالقيم والأدبيات. ما نتج عنه إفساد العقول وسقوط الكثير فى أبيار الجحيم. ما أغاب الشمس عن سمائنا.
ولذا على كل صوت أن يبحث خلف النفس، ويغدو إبحاراً للصوت الآخر المغلق خلف الباب، ويتفرس جيدا ما يدور بداخله قبل أن يخطو خطوة، أو يتفوه بكلمة.. عليه أن يقف مع النفس وقفة خالصة لا تحمل من نوايا السوء شيئاً كي لا يقع في خطأ.
هذا ما أفعله مع ذاتي حين يراودني أو يساورني صوت من الداخل يحمل مع الأنفاس شيء من الغضب أقف أمام مرآتي وقفة مع النفس وأتفرسها إبحاراً وأغوص داخلها.. هل صادق فيما يقول الصوت الآخر ؟ أم استعراض هش لإثبات وجود غير إيجابي.
نعم على كل نفس آن تقف أمام مرآتها وقفة خالصة للمحاسبة وإن استدعي الأمر للمحاكمة حتى أن تبدو الحقيقة واضحة وضوح الشمس.
حيث ما من نفس خالصة من العيوب مهما إن وثقت في ذاتها فهي في النهاية إنسان، والإنسان ضعيف الروح.
فعليك طرق الباب المغلق كما ذكرت… هل من وتر وربما أوتار تعمل خلاف ما تفكر ؟! لذا افتح باب الصوت الآخر وابحث عن ما يكنه لك…. ربما هناك وتر مخادع يعشق الاعتراض للاستعراض فيبدو الصوت المسموع في الأسماع منافقاً، والنفاق خداع.
والآن أعود مجدداً للصوت الخال من كل سوء أن يعلو عالياً ليسمع من لم يسمع، وليتيقظ من في سبات للقضاء على وجه الفساد وما يجول في عقول متآمرة لاستقطاب من يجهل ما يُحاك لهم من مؤامرات لانهيار الكيان شتات إساءة لتاريخ أمه مُشرفة.
بينما اللاهثون خلف خراب مصر يدركون يقينا عبر التاريخ أو من خلاله أن مصر أمة ثابتة ثبوت الأكام. شامخة شموخ الأهرامات فلن تنهار.
ولو تكاتف العالم ضدها – فستظل مصر قوية. ولو تجاسر أيضا المتجاسرون للمساس بكرامتها سيجدون جسور من البشر أشد من السدود المنيعة. ما قد ذكرني بوهم الأعداء في حرب أكتوبر المجيدة وأسطورة السد المنيع الذي انهار، وطمس الخجل رؤوس الأعداء في الرمال، وكان الانتصار…
ما يجعلني بأن أعود لذات الجملة.. القوة لا تتمثل في الثرثرة والاستعراضات الهشة. بل في الصمت والحكمة.
فمن يريد العيش بكرامة فليتمسك بها ويتمثل بأُناس كرامتهم من كرامتها. أُناس يعملون لليوم بجهد خارق لاسترجاع ما قد تناثر جهلاً للأصوليات وجشعاً للمال الملوث بدماء الأبرياء يعملون لإصلاح ما قد أفسده المفسدون والفاسدون القاقزون من بطن الجيم لضياع مصر…. حقاً أنكم شرفاء ونادرون في عصر تخلى عن ثوابته عصر فقير الفكر والإيمان ما قد أغاب الشمس عن سمائنا وأنزل غضب الله على الأرض جرار الفكر الأسود التابع والنابع من صوت الشيطان.
نعم .. انهارت الأسس مع سقوط الأخلاقيات وانحدار البشر بأفعال تتعجب لها العقول السوية.
نعم إنني أُدرك ولا أنكر بأن لكل عصر سلبياته وأفكاره المضادة للصالح العام، ولن أنكر بأن هناك فارق كبير بين الحاضر والماضي في كل شيء نعم هناك فارق بين حاضر نعيشه، وماضي له عطر معطاء حب الناس والتسامح والرحمة… والدليل على ذلك لليوم نتحاكى به عشقاً وظماً لرحيقه العطر.
فأما اليوم لا نرى سوى فساد وتكسير عظام لركوع الضعيف بضمائر التهمها شيطان الجحيم…. إذا لِماَ لم يتقاطر الدمع حزنا على ما سلف من أخلاقيات وحب الناس لبعضهم.
وعن ذاتي تعلمت منه الأصوليات والأدبيات والتعاملات الحسنة دون تفرقة، وتعلمت منه معنى التسامح والمحبة، وأعيدها لما لا تبكى العين على سحر كان وجمال في الأخلاقيات.
والسؤال .. ولِما لم نغار منهم ونتمثل بهم قبل تآكل العظام كليه، وسقوط الجسد متناثرا كالغبار الأسود الذي به اليوم نختنق.
ولِما لم نتغير نحن ليتمثل بنا الصغار ليستنشقوا الهواء نقياً وتلتئم الجروح التي أحدثتها الأعوام السوداء فيتجمع المتناثر ويبات الجسد واحد قبل أن تترك الجروح بصماتها في النفوس.
تابعونا …. الجزء الثانى

اقرأ للاديبة