يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

ستمر بنا الحياة بمواقفها ولحظاتها العصيبة …

هذه هى الحياة وتلك سنتها … علينا ان ندرك تلك الحقيقة ونتقبلها … فليس هناك بديل لها…

لن تخلو يوماً من العناء والمشقة والصعاب …

لن تخلو من الضيق والضجر والألم

ستظل تحمل لنا كل هذا واكثر … شئنا ام أبينا

الم يقل الله جل جلاله فى كتابه الكريم وقول الله حق “وخلقنا الإنسان فى كبد”

لماذا إذن نحياها ونحن ننتظر منها ان تهدينا كل يوم أكاليل الورود ونهاب ان تلامس أصابعنا الأشواك !! لماذا نترقب لحظات الفرح بشوق كبير ونستنكر لحظات الكرب حين تدق أبواب قلوبنا ؟

لماذا ننتظر منها على الدوام ان تدق بكفيها الطبول احتفالاً بانتصاراتنا وننهرها حين تنفخ فى البوق معلنة انهزامنا !؟

لماذا !؟ لماذا نخدع أنفسنا ونظل ننتظر ما لا وجود له … لماذا ننتظر الجنة على الارض !؟ لماذا !؟

حقاً لا ادرى !؟

على الرغم من ان التعايش والتعامل مع الحياة بعقباتها وانكساراتها وأحزانها أمر ليس بالصعب …

يحتاج فقط الى من لديه القدرة والشجاعة الكافية لتخطي كل تلك الأشياء والمضى قدماً دون النظر الى الخلف …

وربما من اصعب اللحظات التى قد نمر بها فى هذه الحياة ، هى لحظات الخذلان …. حين يخزلنا احدهم

حين يخلف كل توقعاتنا ويهدم كل أمنياتنا فيه

فقد يأتى علينا يوم يخوننا فيه من كنا نظنه صديق …

وربما تأتى علينا لحظة ندرك فيها ان من كنا نراه حبيباً ليس بحبيب …

وسيأتى يوم على من أأتمناه على أنفسنا ،ليطعننا فى ظهرنا بلا تردد

وسيأتى حتماً من يخدعنا ويتلاعب بنا فقط من اجل التسلية لا اكثر

ثم يأتى من يذبح أحلامنا بسكين بارد دون رحمة

سيأتى من يخوض معنا حروباً ومعارك لم نكن مستعدون للانخراط فيها

وسيأتى من يستبيح قتلنا ليشاهدنا راقدين جثثاً هامدة ، لا لشئ سوى المتعة السادية !!!

وغيرهم من أمثلة الخذلان الكثير والكثير …

ولكن يبقى الخذلان الأعظم هو خذلاننا لانفسنا حين سمحنا لمن حولنا بإلحاق كل هذا الضرر بنا

وتركناهم يستبيحون لأنفسهم إيلامنا

والسؤال هنا ماذا نفعل حينها !؟

والإجابة فى حقيقة الامر فى منتهى البساطة

أمامنا احد الخيارين لا ثالث لهما….

إما ان نقف عند تلك اللحظات مكتوفو الأيدى دون حراك ، تتأمل روحنا العالقة بين السماء والأرض ، جثتنا السابحة فى دمائها

ونظل نجتر ما قد حدث ونعيد على مسامعنا وأذهاننا كل تفاصيل قصتنا المؤسفة وحينها نكون قد أضفنا على ألمنا آلام أخرى وعلى حزننا أحزاناً اخرى وكأن ما مررنا به ليس كافياً وكأن ما نشعر به ليس كافياً …

وإما ان نجمع اشلاءنا وما تبقى منا سريعاً ، ندير ظهرنا لكل ما حدث

ونرحل …. فلا يكون رحيلنا هروباً بقدر ما هو قرار بالاكتفاء … قرار برفض المزيد من الخذلان … قرار بالرحيل بعيداً عما يوجعنا …. قرار بالرحيل بعيداً …. بعيداً عن مسرح الجريمة

دينا ابو الوفا
دينا ابو الوفا

اقرأ للكاتبة

يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

شكرا للتعليق على الموضوع