يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

أقبل العام الجديد … وظل يحثنى الكثيرون ممن حولى على كتابة مقالة تبعث التفاؤل والأمل فى القلوب …

مقالة مبهجة كتلك اللاتى كنت اكتبها فى الماضى القريب واعتبرنى القراء على أثرها مصدرًا للطاقة الإيجابية !!!

أصروا جميعًا على ان أتوقف عن السلبية التى يقرأونها بين سطورى فى الآونة الاخيرة … فهى لا تتواءم إطلاقًا مع اشراقة عام جديد …

وعلى الرغم من اتفاقى الكامل مع وجهة نظرهم ، الا ان ردى لذلك المطلب الغالى كان فى حد ذاته سلبياً ، حيث أوضحت بصراحة ووضوح انى لم أعتد الكذب أو الادعاء … فكيف اكتب عن التفاؤل وانا لا اشعر به داخلى … من أين أتى بكلمات تعبر عن مشاعر لا وجود لها بداخلى … كيف !!! وانا التى لم تعتد الكتابة الا لتعكس ما بداخلها ؟! كيف وانا التى مر عليها العام الماضى ثقيلاً خانقاً وحمل اليها نصيبًا لا بأس به من الخيبات والإحباطات  والأوجاع ….

ربما كان هذا دليلاً قاطعًا على افتقارى الى الحرفية ككاتبة ، لان الكاتب المحترف باستطاعته الكتابة عن كل شئ وأى شئ حتى ان لم يكن قد مر به أو شعر به بشكل أو آخر …

لكن لا بأس فأنا لم أدع يوماً اننى ارتقى لتلك المكانة الجليلة …

فأنا هاوية … مجرد هاوية … إمرأة تهوى الكتابة … تعشق الحروف والكلمات والعبارات … تجد راحتها فى البوح بما يجول بخاطرها ويملأ صدرها دون تزيين او تحريف أو تزييف ….

ولكن هيهات … فها نحن فى اليوم الثانى من العام الجديد ولا يزال الالحاح مستمراً والمطلب الجماعى لا يتوقف … يريد الجميع مقالاً متفائلًا بمناسبة العام الجديد ….

وعليه فقد رحت أفتش فى كل مكان عن الإلهام وعن وحى الكتابة !!!

رحت أقرأ كتاباتى السابقة لعلى اخطف منها خاطرة جديدة  ، اتطلع الى صورى القديمة لعلى استعيد ذكرى ما ، أتفقد  منشوراتى ومنشورات أصدقائى على الفيسبوك لعلى استوحى منها شيئا  ، واقلب قصاصات الكتابات التى لم يكتمل نموها بعد … لعلى أعثر فيهم وبينهم على ضالتى المنشودة …. وقد كان …

فقد وجدت بين سطور  كتاباتى الاولى ، ما جعلني استعيد ذاكرتى الضعيفة ، لأدرك اننى كنت شخصاً ينعم بكم هائل من البهجة والسعادة والتفاؤل

و كان لدى من مخزون الطاقة الإيجابية  ما يكفى ويفيض، مكننى من كتابة العديد والعديد من الخواطر المبهجة المنعشة …

فإذا كانت هناك أسباب وراء تلك ال “أنا” فى الماضى ، فعلى الارجح سأعود يوماً لتلك ال”أنا ” لأسباب أروع …

تطلعت الى صورى القديمة … فوجدتنى ابتسم تلقائياً عندما وقع نظرى على صور جمعتني بأهل وأصدقاء وأخوة قد اهدتنى الحياة اياهم ولم تبخل على بهم ….

كانوا بجانبى دوماً ، فى أوقاتى العصيبة  …. ابتسمت لانه وبرغم كل شئ ، كانوا أحد اهم اسباب قوتى وثباتى وصمودى فى عام اكتظ بالصعاب والتحديات والنكسات المتتالية

وابتسمت أكثر لحقيقة انى سوف أصطحبهم معى الى أعتاب العام الجديد … ليظلوا سندًا لى مهما حدث … سأجد دوماً من اتكأ عليه واحتمى به ….

ثم رحت أتصفح منشوراتى ومنشورات أصدقائى على الفيسبوك فوجدت من بينهم منشوراً  لفت انتباهى رغم انه  لم يكن له صلة على الإطلاق بما كنت أفتش عنه …. هكذا ظننت للوهلة الاولى …

لقد كان منشورا للقاء فى برنامج صاحبة السعادة ، جمع بين إسعاد يونس وأحد المطربين الذين يمتلكون حنجرة استثنائية وهو بهاء سلطان  …

كان ينشد تواشيح دينية للشيخ محمد عمران … من بينها واحدة بعنوان ” فكم لله من لطف خفى ” قال فيها …

فكم لله من لطف خفى

يدق خفاه عن فهم الذكي

وكم يسر أتى من بعد عسر

ففرج كربة القلب الشجي

وكم أمر تساءُ به صباحاً

فتأتيك المـسرة بالعشي

إذا ضاقت بك الأحوال يوماً

فثق بالواحد الفرد العلي

ولا تجزع إذا ما ناب خطبٌ

فكم لله من لطفي خفي

وما ان انتهيت من سماعها وتكرار سماعها عدة مرات ، حتى أدركت انها بكل تأكيد ما كنت أفتش عنه وأنها اكثر ما كنت بحاجة اليه فى تلك اللحظة

فإن لم تكن تلك الأنشودة وتلك الكلمات مصدرًا للتفاؤل والأمل مع بداية العام الجديد. … فماذا يكون !؟

لقد وجدت ضالتى ،،،، لقد هدانى الله اليها

فكم لله من لطف خفى

دينا ابو الوفا
دينا ابو الوفا

اقرأ للكاتبة

يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

شكرا للتعليق على الموضوع