أنفاسُنا باللّون والصورة…. رواية جديدة ل “شربل معوّض”
تقلا إبراهيم – بيروت – التلغراف : صدر حديثًا ضمن سلسلة علوم الإيزوتيريك رواية إيزوتيريكيّة بعنوان “أنفاسُنا باللّون والصورة” بقلم المهندس شربل معوّض، وهو مؤلّفه الثاني بعد “أسرار النفس البشرية”. يضمّ الكتاب 96 صفحة من الحجم الوسط، منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت-لبنان.
كتاب “أنفاسُنا باللّون والصورة” هو بحث في أبعاد النفس البشريّة لاستنباط بعض من رموزها ودلالاتها. حقّق الكاتب هذا البحث في ضوء ما قدّمته علوم الإيزوتيريك من معرفة عذراء، شرّحت النفس البشرية وتوغّلت في عالم الذات، فشارفت عرش الروح، لترسم مسار عودة الإنسان إلى وحدته في كماله أوّلًا، ومن ثمّ اندماجه بخالقه.
فصول الكتاب هي أشبه بمعرض لوحات بريشة الكاتب. بعضها ينقُل مشاهد روائية، وبعضها يقدّم مشاهد تصويرية، وأخرى شاعرية… من دون أن تخلو من المقاربات العلمية… عنوان هذا المعرض المتنوّع “رحلة الحياة من النَفَس الأول حتّى النَفَس الأخير” كما يراها المهندس معوّض. لذا، اتّشحت معظم “لوحاته” بألوان النَفَس وبما يؤجّجه في كيان المرء كالإرادة الصلبة والحبّ الواعي والشغف المتجدّد… لأنّ النَفَس هو رمز الحياة، وما لم يسعَ الإنسان إلى تنمية إرادة الحبّ في كيانه إلى حدّ الشغف، يبقى على هامش الحياة… فالإنسان عمومًا، استعذب عالم المادّة، فتملّكت عليه… وغارت فيه خصائص النَفَس الإلهي وانطوت في باطن لاوعيه، حتّى غاب عن أصله ونسيَ هدفه وأضاع السبيل إلى اكتشاف حقيقة كيانه… ولعلّ ذلك ما حوّل النَفَس إلى لهاث، لهاث مَن يركض وراء لقمة العيش، غير مدرك أنّ هكذا عيش لا يليق بسليل الألوهة! بل إنّ الحياة نفسها تأبى أن يستمرّ وليدها بالعيش على هامشها بنَفَسٍ متقطّع، لا يضبطه إيقاع الوعي…
على هذا الأساس جاء “أنفاسُنا باللّون والصورة” كدعوة للقارئ حتّى يلتفت إلى داخله، إلى المحور في نفسه ليعي كينونته ويدرك وجوده ويتحسّس نبض النَفَس وإيقاعه… ليتشبّع النَفَس حالة الوعي الجديدة…
إنّه التفاتة لنا جميعًا كي نُبقي جوهر الحياة يقظًا في داخلنا، فلا يخبو نبضها عبر التمادي في المسلك السلبي وإن كنّا غير مدركين لأفعالنا ونتائجها! فعسى أن نجعل الحياة تزهر فرحًا ووعيًا في نفوسنا، وتتفتّح حبًّا ومحبّةً في قلوبنا، وتثمر خيرًا وعطاءً في أفكارنا، فنتنفَّس نَفَس الحياة، نَفَسًا ينبض إرادة ويتوسّع حبًّا ويتفاعل شغفًا، فتنتعِش الأرض ومخلوقاتها بأنفاسِنا…