مدحت محى الدين يكتب : الكورونا وجشع التجار

شهدنا مؤخرا أزمة ظهور فيروس ” الكورونا ” بداية من الصين وانتشر بالعالم بوقت قياسى ، وشهدنا مواجهة الدول المختلفة للكورونا فهناك الدول التى منعت رحلات الطيران منها وإليها حتى تمنع دخول الفيروس ، وهناك الدول التى حولت بعض مدنها إلى مناطق حجر صحى ، وهناك الدول التى استدعت رعاياها من الدول الأخرى ، وهناك الدول التى علقت الدراسة بالمدارس والجامعات …إلخ .

ونحن كمصريين تابعنا الأخبار مترقبين رد فعل والبيانات الصادرة من وزارة الصحة ، وتباينت ردود أفعال المواطنين حول تصريحات وزارة الصحة من عدم ظهور حالات فى بادىء الأمر لظهور حالات أجنبية خرجت من مصر ، لسفر وزيرة الصحة بنفسهاللصين ، ثم الأنباء بظهور بعض الحالات التى خالطت أجانب ، ثم الإعلان عن مستشفيات الحجر الصحى بمختلف المحافظات والأماكن المخصصة لعمل التحاليل فى حالة الإشتباه .

شهدنا معا عزيزى القارىء اختلاف الآراء بين الناس حول وزارة الصحة والأسئلة الشائعة ؛  ” هل لديهم بالفعل آلية لمواجهة الموقف ؟” ،” هل هناك حالات وهم متكتمون ؟” ، أم ” هل هناك حالات وهم لا يعلمون ؟” ، بغض النظر عن كم الأسئلة ولكن رد الفعل تجاه وزارة الصحة هدأ كثيرا ، عندما علم الناس بأن هناك متابعة من منظمة الصحة العالمية ، لكن المؤلم بحق عزيزى  القارىء هو موقف التجار من الأزمة ؛ بينما هناك دول كسنغافوره والصين وغيرها التى تكاتف فيها الناس لمواجهة الفيروس حيث قاموا بتوزيع الكمامات على مواطنيهم مجانا بالشوارع وحاربوا لتوفير المطهرات بالأماكن العامة لتكون فى متناول أيدى الجميع ، فى مصر استغل التجار الأزمة برفع سعر الكمامات ومستلزمات مكافحة العدوى والمطهرات لأربع وخمس أضعاف سعرها الحقيقى للتربح المسموم !! .

موضوعات ذات صلة : محمد قادوس يكتب : كورونا مصر

 عندما تواردت الأنباء عن ظهور الكورونا بالصين وقبل أن تنتشر لتصل مصر ارتفع سعر علبة الكمامات من 35 جنيه مصرى ل200 جنيه !! ، مما اضطر العديد من الأطباء للتوقف عن شراء الكمامات مما عرض العديد منهم للخطر ولجوء بعض منهم لعمل كمامات مصنوعة من القماش من صنع الترزى !! ، غير عابئين بفكرة أن الكمامة لها طريقة طبية فى الصنع لمنع الميكروبات ، أعرف طبيبا عزيزى القارىء يستخدم كمامة واحدة فقط باليوم وعندما ينزعها يضعها بجيبه ليستعملها مرة أخرى وهو يعلم تمام العلم أن ما يفعله يعرضه أكثر للإصابة بالميكروبات !! ، وضف إلى ذلك عزيزى القارىء نشر الإشاعات والذعر بين الناس ليقبلوا على الشراء وخاصة بين الأمهات على مجموعات الواتس !! .

 صورة غير واضحة لمستلزمات ترتفع سعرها ومستلزمات تنخفض سعرها والبورصة تخسر ، ودعوات بتعليق الدراسة ودعوات لعدم الخروج من المنازل ، ودعوات بعدم الإنسياق وراء الشائعات ، ولكن الجانب المشرق فى الأمر عزيزى القارىء بأن مع انتهاء فصل الشتاء وقرب الربيع بدأنا نسمع أنباء واردة من الصين بأن حالات الكورونا تقل فى الأعداد تدريجيا وأن العديد من المرضى شفيوا تماما ، وأن الأطفال أسرع فى الشفاء من البالغين ، الله _ عز وجل _ وحده  يعلم الآتى وندعوه تعالى بأن يديم ستره علينا وأن تنتهى أزمة الكورونا على خير ، ليتم تسجيلها بالتاريخ على أنها كانت زوبعة فى فنجان ، وليخسر كل تاجر مستغل استحل الحرام وتاجر بأعصاب وأرواح الناس ليجنى حفنة من المال لن تنفعه يوم الحساب الأكبر .

اقرأ للكاتب

مدحت محى الدين يكتب : وزيرة ومديرية قتلوا المرأة بحملة صحة المرأة

شكرا للتعليق على الموضوع