سعاد سلام تكتب: اوراق ضغط لحل ازمه سد النهضة

 اعلن رئيسا وزراء السودان وإثيوبيا عن اتفاقهما على تكليف وزراء المياه بالبدء في ترتيبات العودة للتفاوض بشأن سـد النهضة الإثيوبي بعد ان رفض السودان مقترحا إثيوبيا بتوقيع اتفاق دون مشاركة مصر للبدء في ملء بحيرة السد في شهر يوليو المقبل .

وكان مسار المفاوضات بشأن السد الإثيوبي قد تعطل في فبراير الماضي بعد رفض إثيوبيا التوقيع على مسودة اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة والبنك الدولي لإنهاء الخلافات القائمة بسبب السد .

أن تصرفات إثيوبيا التى تؤكد فيه عزمها في المضي قدما في عمليه مليء وتشغيل السد دون مراعاه الاضرار الناتجه علي دول المصب مصر والسودان ولا يرتبط باتفاق يراعي مصالح الدول والقواعد التي تحكم عملية ملء والتشغيل السد ،هي بذلك مخالفة للقانون والأعراف الدولية واتفاق اعلان المبادىء في 2015 والذي ينص علي الإتفاق على قواعد المليء والتشغيل وعدم الأضرار بدول المصب ، وهي تخالف القانون والأعراف الدولية بعد مرور سنوات في مفاوضات مكثفة بلا فائدة .

وفي كل يوم تظهر فيه إثيوبيا بتصريحات مستفزة بانها ماضية في مليء السد دون إخطار لدولتي المصب كما أوضحت في خطابها لمجلس الأمن ردا علي الخطاب المصرى لمجلس الامن بتطورات الوضع ولا تقيم وزنا لحصه مصر التاريخية في مياه النيل  .

ما يحدث فى ملف سد النهضه هى مسرحيه دراميه تقوم اثيوبيا بدورها الذى رسمته لها اسرائيل ، وما تمارسه اثيوبيا ضد مصر لا يقبله الشعب المصرى ولم يرحمه التاريخ ،فعلى مدار سنوات لم يستطيع المفاوض المصرى الوصول الى حلول رغم تدخل امريكا والبنك الدولي مؤخراواصبح حسن النوايا يفقد حقنا في الحياه لان ضياع حصتنا في المياه معناه الموت لاكثر من مائة مليون فرد من الشعب المصرى .

لماذا نحن فقط مانقدم الكثير من حسن النوايا واثيوبيا لا تقدم حسن النوايا وتوقع على اتفاقيه تضمن حقوق مصر المائيه وعدم الاضرار بنا ، لان هدفها ليس هو التنميه كما تدعى لان اى سد صغيريؤدى نفس غرض التنميه و توليد الكهرباء ويمكن ان تعمل بدل السد ثلاثه سدود صغار بدون هذه التكلفه الباهظه التى تفوق قدرتها وهذا ما اقترحته مصر عليها وخاصه ان اثيوبيا لديها من الانهار اكثر من عشرين نهر وثلاثه انهار اخرى مشتركه مع دول اخرى .

فلماذا هذا النهر بالذات وهو الوحيد الذى تعتمد عليه مصر وانما هناك مخطط لكى تسيطر وتهيمن على مقدرات شعب مصر من خلال تحقيق اجنده اسرائيل فى الهيمنه على مياه النيل واصبح نهر النيل هو نهر اثيوبيا وليس نهر دولى تغلق الحنفيه او تتركها  وتنفذ مخطط نقل المياه لاسرائيل وتحقق حلمها القديم .

واتسائل لماذا مصر تنتظر لكى تتحرك في كل الاتجاهات سواء المحاكم الدوليه والراى العام العالمى بصورة أوسع بضرب اثيوبيا بالاتفاقيات الدوليه عرض الحائط والضغط على اثيوبيا من خلال اشقائنا فى الخليج حيث يوجد العديد من الاستثمارات فى اثيوبيا .

لابد ان يكون لهم دور ليضغطو على اثيوبيا واما سحب المشاريع والاستثمارات والمساعدات الاقتصاديه من اثيوبيا والضغط من خلال جيران اثيوبيا الذى بدونهم تصبح حبيسه مثل جنوب السودان وكينيا والصومال وجيبوتي واريتريا و مشاكل الحدود بينهما بجانب التفاوض و تعزير العلاقات في كافة المجالات مع اثيوبيا .

واتسائل لماذا مصر تنتظر دائما ان تكون رد فعل وليس فعل ، ولماذا لا تمارس ضغوط على اثيوبيا مثل الصومال التى لاتريد لها الاستقرار حتى لا تطالب بإقليم اوجادين التي تستولى عليه اثيوبيا بجانب الاقليات الموجوده لديها وغيرها من اوراق الضغط لمنع تعنتها وتجعلها لا تضر بحصة مصر المائية وحقها في الحياه والمشاركة مع إثيوبيا في إدارة وتشغيل السد والاتفاق على ملئ السد في عشر سنوات حتى لا تضر بمصر والسودان وحل الخلافات لعدم الأضرار بدول المصب وخاصه ان نهر النيل ليس ملك لإثيوبيا وانما هو نهر تشترك فيه كل دول حوض النيل وهناك مواثيق واتفاقيات دوليه لابد أن تحترمها لعدم اضرار اي دوله من دول الحوض علي الاخري وما تفعله إثيوبيا ليس ضرر فقط وانما هو موت محقق لمصر في منع وصول حصتها من المياه وهو النهر الوحيد الذى تعتمد عليه ولا يوجد بديل له لذلك لابد من التحرك السريع حتي نحافظ علي حياه شعب مصر وكفايه حسن النوايا التي تضيع حقوقنا في الحياه.

اقرأ للكاتبة

سعاد سلام تكتب: وداعا عمده المصريين ومحامي خلع

شكرا للتعليق