مجد الوادية يكتب: نحن لسنا ثورة بالمعاش
بعد كل هذه السنوات التي مرت وما رافقها من أزمات وتحديات كبيرة ومنعطفات خطيرة على قضيتنا، أخرها صفقة القرن الأمريكية التي تسلب حق الشعب الفلسطيني الكامل حتى بعد موافقة الفلسطينيين على دولة بمساحة ٢٢ بالمائة من مساحة فلسطين التاريخية المقدسة.
ذلك أعطى الغرور الامريكي والصهيوني مساحة أكبر من البطش والظلم، ليمنح الأمريكان الصهاينة القدس كهدية معترف بها، نقل الأمريكان سفارتهم إلى القدس بكل عنجهيه وسط تخاذل وضعف العالم وخاصة الإسلامي والعربي، هذه المصيبة ضربت بعرض الحائط أدنى حقوق الشعب الفلسطيني بدولة على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧م، وضربت بعرض الحائط كل ما صدر عن الأمم المتحدة من قرارات تؤيد حق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة وحق تقرير مصريه كسائر الشعوب، بالإضافة إلى نسف حل الدولتين الذي هو بالأساس من إقتراح حل الإتحاد الاوروبي في محاولة لإنهاء الصراع القائم.
كما قال الرئيس محمود عباس ” رضينا بالبين والبين ما رضي فينا ” وبرغم هذا كله يترافق ذكرى الانقلاب الأسود الذي قامت به حركة حماس على إثر الانتخابات التي إتخذتها وسيلة لتحقيق الغاية وهي الاستفراد بالحكم وبعد أن حصلت على نسبة أصوات أعلى، وسجلت فوزاً إعترف به الجميع، وشكلت حكومة وحدة وطنية مع حركة فتح وسرعان ما انقلبت على هذه الحكومة بهدف الغاية الدفينة في صدرها، ونكلت وقتلت من أبناء الشعب الفلسطيني المئات وأحدثت شرخ بين شقي الوطن وإنقلبت على مكونات المجتمع وأحدثت جراح عميقة أليمة في الشعب الفلسطيني المكلوم، جراح بحاجة إلى سنوات طويلة كي تلتئم.
هذا كله أدى الى الحالة التي وصلنا لها اليوم من تراخي وتفتت للمشهد الفلسطيني وعدم وحدة الموقف وهجرة الشباب واعدام جيل كامل وضياع حقة في الفرص والتوظيف والعيش بحياة كريمة.
يسجل لحركة فتح بهذا أنها انتصرت للدم الفلسطيني ليس عليه، وحقنت الدماء ولم تهدر نقطة دم واحدة، وحافظت على طهارة السلاح الذي لم يرفع الا بوجه الاحتلال بعكس من قتل ونكل وضيع أجيال وساهم أيضا بضياع القضية والانفراد بالضفة بعدما كانت هم واحد يجمعنا تفرقنا بسبب الانقلاب والأغرب أنه حتى الأن لم تعتذر للشعب بل ولليوم تطرح نفسها كبديل عن منظمة التحرير وكأن المنظمة شركة وليست ممثل الشعب الفلسطيني الشرعي المعترف به، الاعتراف جاء بإنتزاع قوة الحق ودفع ثمنه الألاف من الشهداء والتضحيات.
وهذا يفتح باب السؤال الخطير… هل الهجوم على منظمة التحرير في هذا الوقت عمل وطني ؟
ما أحوجنا في هذا الوقت الى التكاتف والتعاضد وتوحيد الجهود لمواجهة هذا الاحتلال البربري ومن خلفه الادارة الامريكية.
إننا في مرحلة يصعب علينا أن نواجه كل التحديات بدون وحدة حقيقية، فإذا اردنا ان ننتصر لا بد من وحدة شعبنا الكاملة، فدائماً ما كانت حركة فتح تدعو إلى الوحدة الوطنية، ولكن هذه الظروف التاريخية هي بمثابة فرصة لحماس أن تتراجع عن الانقلاب وتدعو للمصالحة على قاعدة أن تاتي متأخرة خيراً من أن لا تأتي فهل تجرؤ على ذلك ؟
فإن شعبنا يستحق أن نعتذر له ونتوحد من اجله الذي خرج في أنبل فكرة وهي مسيرات العودة الكبرى بداية إلى أن تم تحويلها إلى مسيرات تحرك حسب الحاجة إلى المال والحسابات الضيقة، ودفع ثمنها الشباب بأن تم إستنزاف جزء كبير منهم، من بتر أقدامهم وإعاقات دائمة.
لقد اصبح الألاف منهم جرحى دون ان تحقيق الهدف النبيل الذي خرجت من أجله هذه المسيرات الذي يستحق التضحية، إن الواقع يقول أن المسيرات تم توظيفها لأهداف أخرى غير الهدف الأساسي، مع أن هذه المسيرات قد بددت الرواية الصهيونية وبدأت تساهم في تشكيل رأي عام عالمي مناصر للشعب والفلسطيني عند بدايتها ولكن مع الأسف كما أسلفت… تم حرفها عن الهدف الأصيل تحولت إلى مشروع إذلال الشعب اكثر وصورت نهايتها الشعب كمتسول ينتظر مال.
لقد جُرب كل شيء وفشلت الخيارات والحسابات الضيقة كافة.. وأما آن الوقت إلى وقفة حقيقية أمام هذه التصفية التاريخية التي تتعرض لها القضية ؟؟
أما عن الوضع الحالي ان ثورتنا لا نريد لها أن تكون ثورة بالمعاش أي رواتب فقط تدفع للموظفين في كل أخر شهر نحن أصحاب قضية سياسية وليس إنسانية نحن نريد وطن ولا نريد المال وإننا لا نريد أن نقايض بالمال لمواقف سياسية.
ولكن كلي يقين بأنه يجب أن يعيش المواطن لكي يحيا الوطن يجب أن نستثمر كل جهدنا من أجل بناء الإنسان لكي نقاتل ونحرر الأوطان على اساس شريف ووطني ويجب أن ندعم صمود المواطن، وكثيراً ما طلبنا من الانظمة العربية أن تمدنا بشبكة أمان عربية لنتخلص من إبتزاز الاحتلال ولكن لا حياة لمن تنادي.
الأفضل اليوم هو ان نتواصل مع الشعوب وندعوها لأن تقف معنا وكلي ثقة اننا لن نخذل مع أن إحتمال منع ومحاربة الحكومات العربية لذلك إحتمال قائم.
وبما أننا الشعب الاخير في هذا العالم الذي لازال تحت الاحتلال لا أريد القول أن شعبنا لو طلب للقتال سيكون أول من يلبي وسيقاتل بنفسية السفن المحروقة ولكن نحن لا نقاتل لأجل القتال نحن نقاتل لأجل هدف نريد تحقيق هدف سياسي الأكيد هو أننا سنستمر في النضال بكل الوسائل وبقوة الشرعية الدولة لإنهاء الاحتلال وعلينا أن نستمر بتحشيد الراي العام العالمي لمناصرة حقنا بالاستقلال والتحرر فكما اخذ الاحتلال الأرض من خلال.
الدعاية العاطفية يجب أن نستخدم كل الوسائل امام هذا الرأي العالمي الذي شاهد العدو الذي مال له عاطفية وهو ينكل ويهجر الشعب الفلسطيني ويرتكب المجازر والمذابح دون اي إدانة.
علينا تحشيد هذا العالم وعلينا العمل بكل الوسائل لكسب ذلك، مع فرق المطالبة والحقوق فإننا نطالب بحقنا بوطننا وأرضنا ولا نستجدي تعاطف لنحتل أرض غيرنا نحن نريد حقنا المسلوب نريد ان نكون مثل كل الشعوب.
أخيراً أقول ما قاله الشهيد صلاح خلف:
” نحن عازمون على البقاء وسيكون لنا ذات يوم وطن”.
اقرأ ايضا
العربية الفلسطينية: نرفض صفقة القرن جملة وتفصيلا