نانسي فتوح تكتب: هكذا أنا حواء

في جملة غريبة بتتقال من بعض الرجال لما تنفجر زوجاتهم فيهم وبتحصل مشاكل، فيكون رده متعجبا ..

– انتي زعلانة ليه هو أنا حارمك من حاجة !

أو

– أنا عمري ما قصرت في أكل ولا شرب.

في ستينات القرن الماضي الدكتور”هاري هارلو” عمل تجربة نفسية علشان يوصل لإجابة السؤال الأبدي، هل الأكل والشرب يُغني عن الحاجة للعاطفة والرفق ولا لأ..

التجربة كانت إنه بياخد قرد حديث الولادة ويحطه في قفص فيه هيكلين لقردة

الهيكل الأول في جزء شبيه بصدر الأم بس باقي الجسم معدن وجاف وقاسي جدا، والهيكل الثاني كان لقردة ماعندهاش طعام للقرد بس جسمها كان مريح ودافيء.

وساب القرد الصغير وبدأ يتابع النتيجة…

إللي حصل إن حاجة القرد الصغير للطعام طبعا لا يمكن الاستغناء عنه، فكان بيقرب بحذر جدا من الهيكل إللي فيه اللبن ويشرب لحد ما يرتوي، وبعدها يبعد عنه ويروح ينام في حضن الهيكل الدافيء المريح ,,, واستمر على كدة لفترات طويلة.

الجزء التاني من الاختبار هو معرفة” هل الكائن المُطعم هو ممثل الأمان والحماية للقرد الصغير، ولا الكائن اللي بيمثل الدفيء والرفق والحنان؟”

تجربة إنه فجأة الطبيب هاري هارلو دخّل هيكل شكله مخيف جدا بيتحرك للقفص وبدأ يراقب القرد هايتصرف ازاي.

المفاجأة إن القرد الصغير هرب بسرعة ناحية الهيكل إللي بيمثله الدفيء والراحة علشان يحتمي بيه مش الهيكل إللي بيقدمله الطعام !

ومع تكرار التجربة كانت دايما بتظهر نفس النتيجة..

لحد ما تم وقف التجربة لوحشيتها..

فالمرأة كذلك مثل الزجاجة الشفافة كلما مسحت عليها بيدك وأعطيتها الدفء والحنان يظهر بريقها بشكل أكبر وتزداد لمعان وبريق ، ولكن العنف معها يكسرها ويجرحها ويعطي نتيجة عكسية تماما..

والرجل الذكي هو اللي بيعرف يتعامل مع البنت في كل حالاتها :

تعب ، قريفة ، عصبية ، غيرة ، حتى في عِندها .. يعرف ازاي يحتويها مش يعند قصادها .. فالمرأة كائن حنين بيتراضى بكلمة حلوة، وكل ماكانت البنت اللي في حياته مبسوطة ده بيثبت انه راجل عارف يحتويها وبيعكس مدى تربيته وثقافته وتوازنه النفسي .

ولكن للأسف كثير من الرجال في دولنا العربية لا يعرفون ثقافة معاملة المرأة فهناك من هو قليل الذكاء مهما كان مركزه ومهما كانت درجة تعليمه ..

فالبعض منهم يعتقد أن العنف ضد المرأة هو فقط العنف الجسدي ولكن العنف مش بس ضرب وإهانة ..العنف ضد المرأة بقدراتها استهانة أو حرمان واساءة …العنف كمان ممكن يكون في احباطها، في عندك معاها، في محاولة كسرها .. …احترامك للمرأة مهما كان وصفها زوجة، حبيبة، ابنة، اخت احترامك ليها مش مجرد كلمة تقولها من غير ماتحسها ..  مش مجرد وجود ليك في حياتها من غير تواجد فعلا يدعمه بالحب والاحترام والعطاء والحنية .. احترامك ليها يكون في احترامك لشخصيتها احترام لخصوصيتها ،احترامك للي بتحبه، احترامك للي بتكرهه ، احترامك لألمها وتفهمه.. رجولتك تعني قوامتك وده تكليف عليك مش تشريف ليك.. تكليف يعني مسؤولية انك تكون مسؤول عنها وانها كزوجة تكفيك، انها تكون مسؤولة منك وتفضل في حياتك شايلها في عنيك ..

وإنفاقك على زوجتك مش بس بالمال لكن إنفاق الحنان، وإنفاق الرعاية والاحتواء فلو نقص جانب منهم حدث خلل في علاقتك بيها وحدث خلل أيضا لنفسية الاولاد فيصبحوا غير أسوياء حتى تجدها قد انفجرت أو نفرت أو ابتعدت بعد وقت لغير سبب ظاهر.

فأكثر ما يهم المرأة هو الشعور بالاهتمام والحنان مع من تعيش معه ، وهي لن تكتفي ولن تكف عن الاحتياج والمطالبة للحصول والبحث على هذا الاهتمام فهو غذاؤها النفسي واليومي ، وإن لم تحصل عليه فستصاب بالاكتئاب والعصبية الزائدة لأتفه شيء.

وتأكد ان سلامة القلب تأتي من صحة البصيرة…

فرفقا بالقوارير..

اقرأ للكاتبة

نانسي فتوح تكتب: انت تمتلك مسافات وحدود نفسك

شكرا للتعليق على الموضوع