مصطفى التوني يكتب: إهانة المصريين بالخارج هل تتحملها الدولة؟

لا شك أن الدولة مسئولة عن كل مصري مقيم بها أو بخارجها ومتكفلة برفع الظلم عنه إذا أصابه خاصة المصريين خارج البلاد . وقد شاهدنا تدخلات كثيرة لمصر لحل مشكلات مصريين بالخارج بعد أن عجز المصريون هناك عن حلها .

 إذن هناك مشكلات من المفترض ألا تصل أصلا إلى الدولة ولا يطلب منها التدخل لحلها ، منها اختلافات بين العامل وكفيله أو مشكلة مواطن مع مقيم لتطاوله على عامل كما حدث في الكويت هذه الأمور تحتاج ردود فعل فورية لأنها تتوقف علي شخصية العامل وكرامته ولا تقبل أي مبررات لا لأجل لقمة العيش ولا للعقيدة الكاذبة التي يعتنقها أغلب المغتربين أن المصري ليس له كرامة خارج بلده ،  أنت من تصنع لنفسك كرامتك وتحفظ هيبتك ، أما أن تتحمل الإهانة لأجل المال ثم تطلب من الدولة حمايتك فهذا كلام الضعفاء ومن يسمح لنفسه أن يهان أو يقدم تنازلات  فالخلل فيما تربى عليه ، إن لم تحافظ علي كرامتك فمن تنتظر أن يحافظ عليها لك ؟ .

 ما أدين به لله في هذه القضية أن العامل الذي يقدم تنازلات ويقدم الاستفادة المادية على كرامته هو من يتعرض لمثل هذه الإهانات .

كان لدى المؤسسة التي كنت اعمل بها عامل بنغالي كنت كثيراً ما أرى الكفيل يهينه ويوبخه ولا يتحرك له ساكن فلما سألته قال “انا ما في مشكل كفيل يشتم أم أنا في شيل مائة ريال هو في يشتم أب أنا شيل خمسون ريال ” فهذا قد وضع تسعيرة لإهانته قدم تنازلات  لذلك يتحمل ما يتم معه وهو راض تماماً.

العلاقات بين الدول أكبر من حماقة مواطن وضعف مقيم، فهي تقوم على أسس أكبر من خلافات بين مواطن و مقيم وعدم تقدير بعض المواطنين للعمالة الوافدة هي سوء أخلاق من المواطن وضعف شخصية من المغترب ليس للدول شأن فيها ، يكون للدول شأن وتطالب بالتدخل عند وقوع ظلم بين على المغترب لا يستطيع العامل والجاليات المصرية أو القانون هناك دفعه أما مواطن يضرب مغترب ويصمت هذا المغترب ولا يرد فهذا أمر عن نفسي غير مقتنع به ولا أقبل له أي مبررات ولا لقمة العيش ولا غيرها ،اذكر حينما كنت في المملكة العربية السعودية دخل أحد المواطنين السوق لشراء أغراض وكان قرب آذان العصر ولم ينتهِ من جمع أغراضه حتى الأذان وقتها طلبت من العمال إغلاق السوق ومنعته من التسوق ، اغتاظ هذا المواطن وقال “ايش فيك أنت مصري تمنعني من التسوق ” قلت له القانون هنا يمنع التسوق أثناء الصلاة أنا بشتغل بقانون بلدكم مش من عندي ، في يد المواطن كانز ألقاه عليَّ وربي تلقيته بيدي ورددته عليه فلما وجد العمال رد فعلي قاموا بإخراجه وغلق السوق ، ولم يجرؤ هذا المواطن على اتخاذ أي إجراء ضدي بل اتي أخوه الأكبر وكان يعمل ضابطاً بالجيش واعتذر لي وانتهت المشكلة دون الصياح ومخاطبة السفارات والدولة لأخذ حقي.

الآن قبل أن يتم الإساءة لأي شخص في دولة ما تضج مواقع التواصل ألحقنا ياريس ، المصري ماله كرامة ولا أدري ما دخل الدولة بكرامتك!  رد اعتبارك ودافع عن كرامتك وحينما يقع عليك ظلم وقتها اطلب من الدولة التدخل وستأتي لك بحقك .وقد حدث ذلك في أكثر من موقف مع مصريين في دول مختلفة.

أود أن  أقول لكل دول الخليج عليكم أن تعلموا  أن المصريين ما دخلوا بلادكم هاربين من حروب أو مجاعات أو للتسول إنما جاءوا بعقود عمل بناء علي طلبكم وأن ما يحصلون عليه من أموال هو مقابل ما يقدمون من أعمال ليس جباية أو صدقة منكم. أفيقوا وعودوا إلى رشدكم فلمصر والمصريين مكانتهم التي لن تتزعزع والتاريخ حافل بأفضال مصر علي الجميع لكن لا نتحدث لأننا نعتبر أن واجب مصر الحفاظ علي الهوية العربية.ولقد شهد الراحل صدام حسين بذلك حين قال” إذا جاع العرب اطعمتهم مصر و اذا جاعت مصر لن يقدر العرب على اطعامها، وإذا سقطت مصر سقط العرب و إذا نهضت مصر نهض العرب”.

اقرأ للكاتب

مصطفى التوني يكتب: من ذكريات يوم عرفة

شكرا للتعليق على الموضوع