منير الحردول يكتب: نهاية أحاسيس البشر والعد العكسي صوب المجهول
لا أحد في هذا العالم الغريب بطبعه، يمكن له أن يتنبأ بمستقل بشرية آخذة في الضمور والعناد المستعصي على الفهم! كيف لا! وجل دول العالم تتبجح بكلمات ومفاهيم حقوقية تمجد جبروت أنانية الإنسان، بل وترسم معالم خبيثة مخالف تماما لكل القيم الإنسانية التي تعد منبعا لاستمرارية الحياة بطبيعتها الفطرية على وجه الأرض.
فما الصراعات والحروب ونسج التحالفات ونهج سياسات قائمة على استعباد الأفراد والجماعات والدول، بعناوين متناقضة مع المساواة في الحياة الهادئة، من قبيل التخلف والتقدم، الغرب والشرق، الدول النامية ودول العالم الثالث والدول الصاعدة والمتقدمة، إلا دليل على فكر مجهول يدفع باتجاه خنق الإبداع القائم على العيش المشترك بين الشعوب والثقافات والحضارات بعيدا كل البعد عن سياج الحدود والقوميات والأعراق التي خلفت بأنانيتها الوهمية في السمو وإبراز الذات، ملايين الضحايا عبر العصور، فلم تخلو حضارة من الحضارات من الاقتتال والدمار والخراب بفعل الرغبة الجامحة في السيطرة وحب الوصول لمراكز القرار ولو كان على حساب دماء أقرب الأقربين من أبناء وزوجات وآباء..والتاريخ شاهد على مانقول.
هذا دون الحديث عن خطر داهم يتم تجاهله عمدا بأنانية مفرطة، هي العيش وكفى! فما التغير المناخي وتقلص سمك طبقة الأوزون والتغيرات العميقة لباطن الأرض، وظهور خلل بنيوي في التوازن البيولوجي، لدليل آخر على أن عهد المجهول قد بدأ فعلا! بدأ في ظل غفلة إنسان جاهل يسعى لتلبية رغباته البهيمية ليس إلا. وما جنوح البشر للملاهي وتطوير الذكاء الاصطناعي والاهتمام بالاستنساخ وتغيير الجنس البشري حسب الميولات والأوهام الغريزية، مع ضرب مفهوم الأسرة ونمو الكراهية وتزايد حلات الإجرام وزحف العنصرية ومحاولة التحكم في رقاب الناس بأشكال مختلفة، إلا دليل على أننا حقا في اتجاه صوب المجهول وكفى!
اقرأ للكاتب
منير الحردول يكتب: المملكة المغربية… أزمات الصمود والطموح الدائم