ياسمين مجدي تكتب: ارحموا من في الارض

أكتب مقالي هذا يا قرائي وأنا في منتهى الفخر وخصوصا بعد أن سمعت أن هناك العديد من الأطباء الذين أصبحوا يسيروا على نهج طبيب الغلابة الراحل الدكتور مشالي الذي رحل عن عالمنا منذ شهر تقريبا ولكن مازلنا نتذكره بكل الخير لأنه طبيب الخير وكان لا يكل ولا يمل من عمل الخير فكان واهب حياته المهنية لهؤلاء اللابة المطحونين ولذلك كان الكل يأتي لعيادته البسيطة في طنطا من كل حدب و صوب لأنه لا يأخذ سوى أجر رمزي لأنه يعرف مدى معاناو هؤلاء البسطاء الذين لا يملكوا سوى قوتهم اليومي الذين يحصلوا عليه بالكاد حتى أنه كان يعيش ويأكل مثلهم الفول والطعمية وكان لا يشتهي أي شيء مما يشتهيه الاطباء في الأونة الأخيرة بالرغم من أنني أعلم أن الطبيب مثله مثل كل الناس لديه العديد من الالتزامات والاحتياجات التي يحتاجها أسرته واولاده من طعام وشراب وأشياء أخري مثل التعليم والصحة وغيرها .

ولكن يا سادة يا أطباء ما ذنب المواطن المطحون إذا  أردت أيها الطبيب أن يلتحق أبناؤك بمدارس ذات مصاريف باهظة أو أن يكون لديك سيارة فارهة او منزل بحديقة في أحد المنتجعات السياحية؟ .

ألا تفكر أيها الطبيب في هذا المطحون من أين سيأتي بثمن الكشف الباهظ وفلذة كبده في حاجة للعلاج ؟ فلماذا لا تكونوا مثل هؤلاء الاطباء الغلابة الذين علمونا معنى التكافل والتراحم والاحساس بآلام واوجاع هؤلاء الغلابة .

ألم تفكروا في لحظة تأمل يا سادة يا أطباء ، لماذا لم يمتلك الدكتور مشالي رحمه الله شقة كبيرة واسعة او سيارة فارهة يذهب بها للزيارات المنزلية بدلا من السير على الاقدام بهذا الجسد النحيل وهو لا يستطع السير؟ ، فقط لأنه يحمل هم هؤلاء البسطاء الذين لا يملكوا حتى الخمس جنيهات ثمن الكشف ولا يستطعوا الذهاب إليه فيذهب اليهم .

هل هناك يا سادة من يفعل ذلك الأن إلا هؤلاء الغلابة ؟ ، لماذا لم تكونوا أيها الأطباء رمزا حقيقيا للرحمة والتكافل والانسانية؟ لماذا لم ترحموا من في الارض ليرحمكم من في السماء؟ .

اقرأ للكاتبة

ياسمين مجدي تكتب: لا مستحيل في هذا الزمن

شكرا للتعليق على الموضوع