“تعرّف إلى فكرك” من د. جوزيف مجدلاني
تقلا إبراهيم – بيروت – التلغراف: هو الكتاب الحادي والثلاثون في سلسلة علم الإيزوتيريك بقلم الدكتور جوزيف ب. مجدلاني (ج ب م)، والحلقة الثالثة في سلسلة “تعرّف إلى…”، السلسلة التي تتوَجّه إلى الحقيقة الخافية في الإنسان. يصدر اليوم “تعرّف إلى فكرك” في طبعته الخامسة، ويضمّ 112 صفحة من الحجم الوسط، منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء – بيروت، لبنان.
“تعرّف إلى فكرك” كتاب تفتقر إليه المكتبة العربية، إذ لا يبدو أنّ أحدًا سبق أن توسَّع في شرح مفهوم الفكر من نواحي الباطن الإنساني المنعكسة في الظواهر، كما يطرحه علم الإيزوتيريك… فمن خلال مؤلفه، يسلط الدكتور مجدلاني الضوء على الفكر بقسميه الإنساني والبشري، موضحًا أنّ الأول هو الجوهر-الأصل؛ والثاني العَرَض-الفرع. وتتتالى الشروحات العلمية الغنية التي يحويها الكتاب، فتكشف أنّ الفكر شاشة العقل التي ينقل عليها ما يدور من أحداث تنتج عن تفاعلات تعبّر عن تفكير، أو تترجم عمل طاقات العقل… وتكشف أيضًا من جملة ما تكشف حقيقة أنّ علاقة الفكر بالعقل فهي علاقة الجزء بالكل، حيث الجزء يُظهر جانبًا معينًا من هذا الكل، يُظهره في تكوين الفكرة، في طريقة عملها، وفي تفاعلها الوظائفي، والدماغ أداة عمل الفكر.
يتوغل الكتاب في عالم الفكر الذبذبي التكوين… حيث لا تفتح باطني ولا تطور ذاتي من دون فهم دور الفكر وأهمية توجيهه السليم عبر كيان الفرد. فالفكر لا يقوم بوظيفته على أكمل وجه إلّا من خلال وعيه الكلي لمكونات الكيان الباطني (الذبذبي) في الإنسان. خاصة وأنّ تفتح الإنسان على مكنون وعيه يتم عبر فهم الفكر لحكمة الوعي في تسيير الذبذبة الفكرية، حيث الوعي هو المقياس في عالم الذبذبة، عبر الخبرة والترقي في عالم المادة.
من جهة أخرى، لا يغفل كتاب “تعرّف إلى فكرك” عن أهمية دور المشاعر في حياة الفكر… فيصور علاقة هذين البعدين كعاشقين متيَّمين، وليس العكس…! لأنّ دور المشاعر إدخال عنصر الشفافية إلى الفكر كوعي متطور، إثر التجارب والاختبارات… ودور الفكر إدخال النضج والإرهاف إلى المشاعر كوعي حياتي. فالتواصل بين الإثنين جوهري، وإلّا جاء نتاج الفكر جافًّا، وعبَّرت المشاعر عن شيء من السذاجة…!
تشكل موضوعات الكتاب فتحًا جديدًا في عالم الفكر، وهي تندرج في أبواب ثلاث. منها ما يحدد عمل الفكر، ومنها ما يشرح حقيقة أنّ الفكر هو أساس الصحة والسعادة… إضافة إلى شرح أقسام الفكر في الدماغ وعلاقتها بمكونات الباطن الإنساني… تأتي هذه الشروحات جميعها بأسلوب علم الباطن، في أدب باطني رفيع يستند إلى منطق حياتي عملاني، لطالما تميز به منهج علم الإيزوتيريك عن غيره. وفي النهاية يقدّم الكتاب تمارين تطبيقية يمكن لأي شخص ممارستها لتقوية الفكر وتطويره والإفادة من النتائج.
“تعرَّف إلى فكرك”، كتاب فريد في مضمونه بعيد عن التنظير والنظريات. إنّه كتاب يقترن بكل ما هو عملي في الحياة، من خلال ما يحويه من معلومات جديدة ووسائل عملية للتحقق. يشعر القارئ بين دفّتيه أنّه داخل مختبر الباطن الإنساني، هناك يتحقق بنفسه أنّ الفكر هو القوة والتفكير الفعل…! ويتحقق أيضًا أنّ اليقين والشك إلزاميان لحياة الفكر، كالشهيق والزفير لحياة الجسد. فالحقيقة لا بدَّ أن تحرّك شيئًا في أعماق النفس، مهما بلغت درجة انغماسها في عالم المادة المتشعب…!
اقرأ ايضاً
جوزيف مجدلاني يكشف: صراع المدارك مع الزمن لتحقيق أسلوب الحياة الواعي