مدحت محي الدين يكتب : وما الداعى ؟!

ليس هناك أدنى شك فى أن الشذوذ الجنسى محرم ومرفوض من جميع الأديان السماوية التى حثت الإنسان على التمسك بالفطرة السليمة التى خلقنا عليها الخالق عز وجل، كما أننا نعرف جميعا ما حل بقوم لوط من خلال القرآن الكريم وكيف أهلكهم الله فى الدنيا ليكونوا عبرة للبشر ولتكون قصتهم تذكرة للجميع بعدم الإنحراف عن الفطرة وعدم التبجح بإرتكاب المعاصى ودعوة الناس لإرتكابها.

قال تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ}. [الأعراف: 80 -84]

 وامرأة لوط عليه السلام عُدّت من أهل المعصية رغم أنها لم تفعل أفعالهم، وأصابها من العذاب ما أصابهم، حينما تقبَّلت مُنكرَهم، واعتبرته حريةً شخصية.

وقال سيدُنا رسول الله ﷺ في هذه الفاحشة: «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ» .

فى المجتمعات الغربية هناك من لا يتبعون الأديان السماوية وهناك العديد من الملحدين، ونظرا لتعدد الجنسيات والثقافات والأديان والمعتقدات توصلوا أن الحل الأمثل لكى يستوعبوا كل هذه الإختلافات هو أن ينادوا بالحرية فى الممارسات طالما ليس هناك مخالفة للقوانين.

 أينعم يحيدون عن ذلك كثيرا عندما يمارسون العنصرية ضد بعض البشر المختلفين بالعرق أو بالدين والتاريخ شاهد على العديد من تعديهم على الحريات واحتلالهم لشعوب أخرى ولكنهم مازالوا ينادون ويتشدقون بكلمة ” الحرية ” .

 يجيدون تسويق ذلك جيدا من خلال الدراما وأعمالهم السينمائية ويعطون الجوائز لكل فيلم يساعد الشواذ، ولكنهم لا يعترفون بالحقيقة ولا يعكسون واقعهم وهو أن مرض الإيدز أصبح منتشرا بمحتمعاتهم لدرجة أنهم أصبحوا يتعاملوا معه على أنه أمر عادى، ومرض الإكتئاب انتشر بين الناس عندهم كالنار فى الهشيم ومعدلات الإنتحار لديهم أعلى معدلات .

لا يذكرون أبدا الآثار الجانبية السيئة التى تنتج عن الشذوذ والإنحراف، لا يذكرون معاناتهم مع أطفال المدارس والحوامل تحت سن ال١٤ ، فقط يتشدقون بالكلمات الرنانة ويصدرون للشرق الذى كان سيدهم يوما ما صورة للأسف ينخدع بها الشباب الجاهل وينساق من ورائهم عبيد المال اللذين هم على أتم الإستعداد للتضحية بكل المبادئ بمشاركتهم بالدعوة لممارسة الفجور والفواحش من أجل المال .

الذى لا أفهمه لماذا لا نأخذ من المجتمع الغربى الذى يفيد مصلحتنا كالتقدم الإقتصادى والتكنولوجى والبحث العلمى ؟! ، لماذا لا يقلدهم البعض فى تنظيم الوقت واحترام القوانين وتقديس العمل ؟! ، لماذا الإصرار على تقليد السلبيات فقط ؟! ولما ننساق من ورائهم من الأساس لماذا لا نتمسك بهويتنا ؟!  .

اقرأ للكاتب

مدحت محي الدين يكتب: الإبتزاز الإلكترونى والتنمر بين المراهقين

شكرا للتعليق على الموضوع