الأطفال ولهيب الصراعات (صور) و(فيديو).. “الحلقة الثانية”

كتب: محمود العربي

في ظل كل الكوارث والحروب الإقليمية التي يمر بها عالمنا اليوم يظل المصير الأسوء دومًا في انتظار الأطفال، فالأفضل حظًا بينهم هو من يتم قتله أما الأخرون فتتوزع أنصبتهم في تلك الحروب والصراعات ما بين التشريد والاستغلال الجنسي والاستغلال في الحروب والتشوهات النفسية وفقدان الأهل ومحاولات اللجوء والفقر والجوع تتشوه طفولتهم وتتدمر حياتهم.

يواجهون مشاكل سياسية من القرن العشرون إلى القرن الحادي والعشرون ليس لهم يد فيها ولم يختاروها ليدفعوا أثمان باهظة لجرائم ارتكبها السياسيين لم يعرفوا هم عنها شيء قط.

يرصد موقع “التلغراف” في مجموعة من الحلقات أشهر الحوادث التي كان الأطفال ضحايا لها بسبب الحروب في القرن العشرون والحادي العشرون.

العراق:

في الفترة بين 1986-1989، أجرت الحكومة العراقية بناءا على أوامر صادرة من صدام حسين حملة إبادة جماعية تعرف بحملة (الأنفال)، عرفت أيضًا باسم الإبادة الجماعية الكردية، وذلك في محاولة للقضاء أو على الأقل تقليص نسبة كبيرة من الشعب الكردي من سكان العراق الذي كان يبلغ حينها حوالي 18 مليون نسمة.

في ذلك الوقت قتل حوالي 200,000 رجل وامرأة وطفل. بعضهم ذبحوا باستخدام أسلحة كيماوية مما يجعل العراق حتى الآن الحكومة الوحيدة التي استخدمت أسلحة كيماوية ضد مواطنيها المدنيين.

احدى جرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في نظام صدام حسين كانت الهجوم الكيماوي على حلبجة يوم 16 مارس 1988. عندما أمر صدام حسين القوات الجوية بقصف قرية حلبجة المدنية الكردية باستخدام اسلحة كيماوية. ما لا يقل عن 10,000 رجل وامرأة وطفل لقوا مصرعهم خلال هذا الهجوم.

وفي عام 1991 عندما كان عدد سكان العراق حوالي 19 مليون نسمة، خرج الشيعة والأكراد (الذين كانوا يشكلون حوالي 75٪ من سكان العراق) في انتفاضة شعبية ضد صدام في كل من جنوب وشمال العراق. وفي غضون شهر واحد قضى صدام حسين على حياة حوالي 200,000 عراقي لكي يسحق الانتفاضات ويحافظ على السلطة.

وأثبتت دراسة أجراها أطباء نفسيون عراقيون عام  2006 بدعم من منظمة الصحة العالمية، بان 30   بالمئة من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع في مدينة الموصل يعانون من اضطرابات نفسية، فيما تعرض 47  بالمئة منهم في بغداد إلى صدمة نفسية شديدة أدت إلى معاناة 14بالمئة  منهم باضطرابات نفسية شديدة كالاكتئاب والكوابيس والقلق.

وتقدر الأمم المتحدة عدد العراقيين المشردين، وبضمنهم آلاف الأطفال، داخل العراق وخارجه، بأكثر من 4  ملايين نسمة، أي ما يوازي 15  بالمئة من مجموع سكان العراق. في وقت تعجز فيه الجهات ذات العلاقة في العراق من تقديم المساعدة القانونية والإدارية للأطفال والشباب المتضررين من النزاعات المسلحة في مناطق العراق المختلفة، وكذلك عجزها عن العمل على إعادة تأهيل الأطفال والشباب المتضررين في مناطق النزاعات المسلحة من النواحي الفكرية والتربوية والتعليمية، والصحية والاقتصادية بما فيها تحسين أوضاعهم المادية، وغيرها.

سوريا:

زادت أوضاع الأطفال السوريين اللاجئين سوءا سنة بعد أخرى، ويمثّل حرمان أغلبهم من التعليم وجهاً آخر من وجوه المأساة السورية، حيث يستوي في هذا الوضع الصعب الأطفال السوريون في مختلف دول الجوار، كما تظهر أرقام بعض الهيئات الدولية.

وتشير الأرقام إلى أن مئات الآلاف من الأطفال السوريين اللاجئين في كل من لبنان وتركيا والأردن والعراق، محرومون من التعليم.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف، فإن أكثر من 40% من الأطفال اللاجئين ليسوا على مقعد الدراسة.

وقال مكتب مفوضة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، إنه وثق مقتل أكثر من 1700 طفل تحت سن العاشرة.

الطفل إيلان:

جسد الطفل الصغير للسوري آيلان كردي الذي قذفت به أمواج البحر إلى سواحل تركيا التي هرب منها صفع وجه العالم الغارق في غيبوبة المصالح المادية والتعصبات الطائفية ليعيد اليه بعض شعوره الانساني ولو للحظات وما نسمعه ونشاهده اليوم من تبادل للاتهامات والهروب من مسؤولية قتل ايلان بين اصحاب القرار المهيمن على العالم  إلا بعض هذه الصحوة الانية للضمير الانساني.

البحر كان رحوما بآيلان، فقد قذف به إلى الساحل، وهو بكامل ملابسه، قميصه الاحمر وبنطالنه الأزرق القصير حتى حذاءه الصغير مازال في قدميه الصغيرتين كما البسته له أمه.

شكرا للتعليق

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *