محسن عقيلان يكتب : تحالفات السعودية والأخطاء المكررة

أعلنت السعودية بتاريخ 15 ديسمبر 2015 تشكيل حلف عسكري إسلامي بقيادتها مكون من 34 دولة مما آثار عدة تساؤلات عن توقيت الحلف والصبغة الدينية للحلف وتأثير الاختلافات بين الدول المشاركة و ظروفها الداخلية  والرسائل المرجوة واسئلة كثيرة سوف نتناولها للوقف على قوة التحالف ومدى استمراريته.

من النظرة الأولى للتحالف الذي يتكون من دول سنية مستثنيا الشيعة خاصة إيران ظهر أول شرخ في التحالف وإذا عرفنا أن عمان وهي دولة في مجلس التعاون الخليجي لم تنضم فهذا شرخ آخر وإندونيسيا وهي أكبر دولة إسلامية فهذه مشكلة كبيرة ناهيك عن عدم دعوة العراق وسوريا ورفض الجزائر بالإضافة إلى مصر وتركيا دون تقريب وجهات النظر وجسر الهوة بينهما اذن نحن أمام حلف سريع التحضير أمامه كثير من العقبات والمعوقات للتعرف أكثر على الحلف سوف نحلل مواقف الدول المفصلية والمنضمة مثل الباكستان ومصر وتركيا والرافضة مثل عمان وإندونيسيا والجزائر.

أولًا: موقف الدول المفصلية

الباكستان:

كما في تحالف عاصفة الحزم ابدت ترحيبها ومشاركتها وبعد ذلك تنصلت من الاتفاق وأعلنت انها ملتزمة بالدفاع عن السعودية من أي عدوان خارجي أي لم تشارك في عاصمة الحزم والموقف باعتقادي مكرر لأنها أعلنت ترحيبها بالتحالف الإسلامي العسكري ولكنها تنتظر التفاصيل وعند انتظار التفاصيل يبدا التهرب الباكستاني.

مصر:

سوف تشارك في الحلف لكنها لن ترسل قوات برية لأسباب منطقية:

– انها لن ترضى ان تكون القيادة للسعودية على حساب مكانة مصر بالرغم من العرض السخي 8 مليار دولار استثمارات والتزام 5 سنوات من امدادات النفط.

– مصر مشغولة بمحاربة الجماعات الإسلامية المتطرفة في سيناء.

– شكوك وقلق مصري من مشاركة قطر وتركيا بالتحديد.

-مصر تصنف جماعة الإخوان المسلمين حركة إرهابية بعكس السعودية وقطر وتركيا أذن هناك خلاف حول تصنيف الإرهاب بين اعضاء التحالف.

– هذا التحالف يتعارض مع توجه مصر القاضي بحل الأزمة السورية بالطرق السلمية ويتعارض مع تلميح وزير خارجية السعودية الجبير بإرسال قوات لمحاربة قوات بشار الأسد والقاهرة استقبلت وزير الإسكان السوري محمد غزال, في اعتقادي موقف مصر تم تسريبه من خلال تصريح الإعلامي وائل الأبراش خلال برنامج العاشرة مساء على فضائية “دريم 2” ( أن مصدر عسكري ابلغه ان مشاركة مصر ستكون مشاركة جوية ومعلومات استخبارية).

تركيا:

لم تراوغ في هذا الحلف كسابقه في عاصفة الحزم فقد صرحت وزارة الخارجية في خبر عاجل يوم أمس الأربعاء على فضائية “سكاي نيوز عربية” انه لا توجد أي خطط لإنشاء قوة عسكرية في إطار التحالف الإسلامي العسكري وهذه المرة اسرعت بتوضيح موقفها لان ظروف الأزمة مع روسيا وبعد إسقاط طائرة السوخوي 24 لا تسمح لها بدخول قواتها في حلف وهي تعرف ان المستهدف الأول نظام بشار الأسد والقوات الروسية تنتظر أي خطأ عسكري تركي لترد لها الصفعة، بالإضافة لحساسية وجود مصر في الحلف مما سيؤثر على مصداقية أردوغان الذي لا يمل من مهاجمة مصر السيسي.

ثانيًا: الدول الرافضة للانضمام:

إندونيسيا:

السعودية اعتبرت إندونيسيا من ضمن الدول التي على طريق الانضمام للحلف لكن الرد الإندونيسي جاء مخيب للآمال على لسان وزيرة الخارجية ريتنو مرصودي في صحيفة كومباس (أنهم يقولون أننا ندعم هذا أي دعم؟)، واستطردت قائلة إندونيسيا لن تشارك مطلقًا في أي تحالف عسكري.

عمان:

بالرغم من انها عضو في مجلس التعاون الخليجي ووجهت لها دعوة لكنها لم تشارك في الحلف لان سياستها الخارجية دائمًا تأخذ خط وسطي في جميع المنازعات والتحالفات وهي تعتبر نفسها مركز التقاء الفرقاء.

الجزائر:

لا تعتبر نظام بشار نظام معادي بدليل رفضها تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية واصدق تعبير لموقفها رسالة الرئيس الجزائري بوتفليقة لبشار الأسد بمناسبة الذكرى 69 لاستقلال سوريا وإذا عرفنا مسبقًا ان جهد السعودية منصب على إسقاط بشار الأسد عرف سبب الرفض، بالإضافة إلى ان الدستور الجزائري لا يسمح بمشاركة قوات الجيش خارج حدوده.

أذن رهانات السعودية في محيط مضطرب مبني على أسس غير متينة ابتداء من انه تحالف مذهبي سني مستثنيا الشيعة ودولة مثل إيران قوة مؤثرة في المنطقة قادرة على وضع العصي في الدواليب وازعاج الحلف انتهاءًا بان اقوى الدول في الحلف مثل الباكستان ومصر وتركيا كل عنده مبرراته كما ذكرنا في مقالة سابقة بعنوان (رهانات سعودية في يمن مائج)، واضف إلى كم المبررات التي ذكرت في المقالة السابقة ما استجد من أحداث في كل بلد لذلك كنت قاب قوسين أو أدنى أن اسمي المقالة هذه بعنوان (رهانات السعودية في محيط مضطرب)؛ لكثرة التشابه والاخطاء المكررة بين حلف عاصفة الحزم الذي قلص من تحالف دولي إلى عربي إلى خليجي وغير مكتمل أما السيناريو المتوقع لحل التحالف الجديد سيكون أسرع؛ لكن هذا لا يعنى ان السعودية ستخرج خالية الوفاض من ذلك ويكفي انها أرسلت رسالة للغرب انها معنية بمحاربة الإرهاب عكس الاتهامات الموجهة لها وأرسلت رسالة أخرى لإيران انها قادرة على التجييش وعمل التحالفات تحت قيادتها ونسيت انه بالضغط والتبريد تكوّن (وضع شدة على الواو) تحالف ملموس وعند اول محك يرجع لحالته الغير ملموسة (غازية) كغيره من التحالفات.

اخيرًا سؤال ساذج ما تفسير الإرهاب الإسرائيلي في القاموس السعودي؟!.

محسن عقيلان الباحث في العلاقات الدولية

اقرأ للكاتب : 

تفجير أنقرة …مأزق أم مخرج

شكرا للتعليق على الموضوع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *