ياسمينا شاهين تكتب: الحب حاجة والجواز حاجة تانية خااالص !!

الحب حاجة و الجواز حاجة تانية! “

جملة شهيرة ، ذاع صيتها و ذكرها و ترديدها مرارا و تكرارا في جميع البرامج و الأفلام و شتى وسائل الإعلام .

جملة تربى عليها أجيال حتى أصبحت جزءا لا يتجزأ من معتقدات عقله الباطن مما أدى إلى ظهور أجيال حقا لا تعرف ما هو تعريف الحب و المودة و لا تدرك قيمة ميثاق الزواج !!

جيلا استهتر بكل القوانين و التقاليد الدينية و المجتمعية و أصبحت “المعاناة الفكرية ” هي قاعدته الأساسية و دائما ما يبحث عن علاج لهذه المعاناة في “السعادة الناتجة عن المعصية ” !

مما خلف لنا أزواجا و أسرا تفتقر لقيم المودة و الرحمة و تقديس هذا الميثاق الغليظ ، مما أدى إلى ارتفاع نسب الخلافات و المشكلات الزوجية التي تصل إلى حد الطلاق و كأنه أصبح الحل الأسهل و القرار المعتاد !!

ولا أعرف يا عزيزي .. لما يصر هؤلاء على فصل المحبة والمودة عن الزواج ?

و كأنهم يستأنسون بأي فعل أو قيمة خارج نطاق الدين !

ولا أعلم لما يصرون على أن الزواج هو مقبرة المحبة والمودة مع أن الزواج هو نصف الدين !!

وهل هؤلاء الذين يتحدثون عن الحب يدركون أصلا معناه ?!

فالحب بالنسبة لهم هو مجرد “كلمة” لتخفي وراءها معاني كثيرة وأغراض سيئة كالتسلية والتهريج و قضاء وقت الفراغ و فقط ..

أم حتى هؤلاء الذين يتحدثون عن الزواج ، يدركون معنى هذه الخطوة ?!

أم يتخذونه من باب العرف و العادة أو المصير المحتوم لدى الشاب و الشابة  أو كونه سنة للحياة واجب تنفيذها و فقط !!!

وسواء هؤلاء أم هؤلاء ، فكم بالمئة منهم يدرك الغاية الحقيقية و الهدف الأسمى ?!!

والأحرى بالذكر و الدراسة ، بأنه هناك فئة ثالثة عازفة تمامااا عن الزواج و منهم من أصيب فعليا “بفوبيا الزواج “.

و الجدير بلفت الانتباه  ، أن هذا العزوف انتشر بين الفتيات أكثر من الشباب على عكس الملحوظ سابقا !!

بل تحول العزوف إلى قرار و حكم واجب التنفيذ و كثيرا ما نرى العديد من الفتيات آثرن أن يكملن حياتهن دون أي ارتباط ظنا منهن أن هذه الخطوة هي فعلا “مفتاح السعادة الحقيقية و راحة البال “…

فمشكلة عزوف الشباب اليوم لم تعد تقتصر على الضغوطات  المادية فحسب ، و لكن كثيرا منهم لا يريد أن يتحمل مبادئ  المشاركة الزوجية و المسئولية الأبوية .

– ومنهم من يعتقد بأنه باتخاذه هذه الخطوة ، سيقضي على حياة الحرية و التسلية بالفتيات التي هي أجمل عنده بكثير من “عش الزوجية “!!

وكذلك الفتيات ، فمنهن من يردن أن يكملن مستقبلهن المهني و العلمي و لم يجدن من يدعمهن في هذا و يشجعوهن على الاستمرار وسط أعباء و مسئوليات الحياة الزوجية .

– ومنهن من يخفن  من الأقدام على هذه الخطوة لإيمانهن الشديد بأنه “لا يوجد شاب يستحق التضحية “

– ومنهن من فقدن”فطرة الأمومة “و “دورها” في صراع الزمن المتلاحق بل و” أصبحوا كالشباب لا فارق بينهن و بينهم في المشية و الطريقة و اللهجة و التصرفات” !!

وهكذا العديد والعديد من الأسباب بالنسبة للطرفين التي بالطبع لاحظتموها !!

وأنا في الحقيقة لا أستطيع أن ألقي اللوم على أي طرف ، بقدر ما سألقي اللوم على وسائل الإعلام و التواصل الاجتماعي و دور الدين و الرقابة و التعليم و التربية و الأسرة التى أودت بمجتمعنا إلى هذا الحال ..

ولكن قبل أن أناقش الدوافع و الحلول في الجزء الثاني من المقال  ، أحب أن أذكر شبابنا بالآتي :

“ورد لفظ الميثاق الغليظ فى القرآن الكريم ثلاث مرات :

الأول: هو ميثاق النبوة في قول الله تعالى :-“و إذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا” .

الثاني: هو الميثاق أو العهد الذي أخذه الله تعالى بنفسه على بني اسرائيل في قوله تعالى :-

“ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم أدخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعدوا فى السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظا”.

الثالث : هو ميثاق أو عقد الزواج في قوله تعالى :-

“وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطار فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا، وكيف تأخذونه، وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذنا منكم ميثاقا غليظا”.

وليس هناك دليلا على مدى مكانة و شرف و قدسية و عظمة عقد الزواج من تشبيهه بميثاق النبوة و ميثاق الله تعالى الذي أخذه بنفسه على بني اسرائيل ..

فهل بعد هذه المعلومة قد آن الأوان كي نحترم هذا العهد المقدس الذي ينتج عنه الأبناء رمزا لقدسيته و مكانته ..

ولنا في الحديث بقية ، في الجزء الثاني من المقال الجمعة القادمة بإذن الله …

اقرأ للكاتبة

ياسمينا شاهين تكتب: خمس دقائق من النسيان

شكرا للتعليق على الموضوع