محمد الفرماوي يكتب: اللقاء المصري الجزائري يكذب المنصات الإخوانية

شهدت القمة العربية رقم 31 والتي أقيمت بالجزائر في الأول والثاني من نوفمبر 2022، لقاءا مصريا جزائريا حارا يكذب المنصات والتقارير الإعلامية التي تناولت علاقات الدولتين المصرية والجزائرية بأنها تسير نحو مقاطعة دبلوماسية بعد استقبال الجزائر لرئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد واتفاقهما علي تصدير الكهرباء المولدة من السد الإثيوبي إلى أوروبا عن طريق الجزائر، فضلا عن خلافا مصريا جزائريا حول تصدير الغاز المصري إلي أوروبا.

فالمنصات الإعلامية الموالية للتنظيم الإرهابي الذي تقوده جماعة الإخوان الإرهابية وبعض مراكزها الإعلامية الغربية الموالية لها ، راهنوا جميعا علي مقاطعة مصرية جزائرية مستشهدين بما تناولناه في السطور السابقة ، ليأتي لقاء الزعيمين الكبيرين لتكذيب تلك الشائعات عمليا ، حيث لا تدرك تلك المنصات عمق العلاقات والأخوة بين قادة الدولتين علي مر التاريخ ، منذ إعلان الجزائر بدء معركة الاستقلال من الاحتلال الفرنسي في النصف الأخير من القرن الماضي ، أرسلت خلالها القاهرة لثوار الجزائر الأسلحة والمعدات العسكرية والغذائية واللوجستية حتي نجح ثوار الجزائر بقيادة أحمد بن بيلا ورفاقه، في إنهاء الغزو الفرنسي لوطن الشهداء، بعد احتلال تجاوز القرن وأكثر من ثلاثين عاما .

وجاءت المواقف الجزائرية لتتفق مع مصر خلال حربي 67 و73 في الربع الأخير من القرن الماضي، بإمداد مصر بالبترول والسلاح والرجال حتى تستعيد العاصمة المصرية تحرير أراضيها من العدو الإسرائيلي.

لتبدأ مصر والجزائر بقيادة زعيمي الدولتين عبد الفتاح السيسي وعبد المجيد تبون، في رسم خطا جديدا بين الدولتين بتحقيق آمال الشعبين المصري والجزائري في انفراجه اقتصادية وسياسية للبلدين.. حيث اتفقتا رؤية الشقيقين السيسي وتبون السياسية على ضرورة إعادة ليبيا إلي مسارها الطبيعي نحو جيرانها وأمتها العربية بضرورة التمسك بانتخابات رئاسية تعبر عن طموحات الشعب الليبي، فضلا عن رفضهما لما تم حول رسم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا وقيام الأخيرة بالاستيلاء علي موارد الشعب الليبي، مع ضرورة إخراج المرتزقة والمليشيات الإرهابية من الأراضي الليبية وعودة الأمن إلي الشارع الليبي.

الملفات المصرية الجزائرية لم تقتصر فقط على قضايا دول الجوار، بل امتدت لتشمل القرن الإفريقي وهي القضية التي نجحت فيها القاهرة مؤخرا في استعادة ريادتها مع قادة وزعماء تلك الدول.. وهو ما أيدته القيادة الجزائرية بزعامة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون في تحقيقها بالتوافق مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهي إحدى النقاط الجوهرية التي شهدتها الغرف المغلقة في اجتماعات قمة الجزائر رقم 31 .

ولعل الزيارة التي قام بها تبون للقاهرة قبل عدة شهور، مقدما للعاصمة المصرية الموفقة والمباركة الكاملة للسياسة المصرية بقيادة الرئيس السيسي نحو الحفاظ على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل والتأكيد علي مباركة الخطوات المصرية في هذا الشأن.. وهي المواقف التي ” كذبت ” الأبواق المعادية لسياسة الدولة المصرية، بوجود خلافات مصرية جزائرية في قضايا مصيرية تهم البلدين.

اقرأ للكاتب

محمد الفرماوي يكتب: رسالة مصرية حاسمة

شكرا للتعليق على الموضوع