نانسى فتوح تكتب : جميلة كيوسف .. وخانك العالم كإخوته

#القدس_عربية

نعلم جميعا أنه وفق أعراف وقرارات العالم الأجمع ومجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة أن القدس هي أرض و مدينة عربية محتلة، وعندما نذكر كلمة قدس ليس المراد بها فقط المسجد الأقصى ولكن الأرض المقدسة التي لها حرمة، ولكنني عندما علمت بخروج دونالد ترامب بإعلانه أن القدس عاصمة لاسرائيل حادثت نفسي مستعجبة .. وهل هناك دولة لاسرائيل حتى تكون لهم عاصمة!!

فما هم سوا صهاينة مجرمين اغتصبوا أرض فلسطين وسيتطردون منها عاجلا أم آجلا  وإن تآمر علينا الكون، ونور الاسلام سيظهر لا محال.

فكيف يخرج هذا الأحمق ظانا نفسه فرعون الثاني ويعلن القدس المحمدية عاصمة لأبناء القردة والخنازير!!

ولكن تعلمون أنا لا أخشى قوة اليهود ولكنني أخشى تخاذل المسلمين .. إن اليهود ما أخذوا الذي أخذوه بقوتهم بل بإهمالنا، فصفحات التاريخ الفلسطيني مسطّرة بالأحزان والآلام، تاريخها مكتوب بالدماء والأشلاء وقد تخلى عنها القريب والبعيد ورائحة الغدر تفوح من هنا وهناك.

صدق الله عندما قال (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ) .

نانسى فتوح تكتب : روح أكتوبر

ولكن مانجده مع الأسف تجاهل الكثير من القادة والساسة من المسلمين تلك الآية وساروا خلف سراب الأكاذيب الأمريكية واليهودية وتملّقوا لهم ظنا منهم أنه سيكون لهم حظوة عندهم.

ولم يعلموا أنهم بذلك ذلوا وأهانوا أنفسهم وشعوبهم وأضاعوا هيبتهم وسلموا رقابهم لعدوهم وتنازلوا عن مقدساتهم.

وكما قال د. مصطفى محمود: “الحرب الخفيّة .. لم يعد أحد يتحدث عن الصراع العربي الاسرائيلي.

لقد احتجب هذا الصراع واختفى وراء صراع آخر غطّى عليه .. هو الصراع العربي العربي .. والصراع الإسلامي الإسلامي .. “

فقد تمزق جسد هذه الأمة وتفككت الدول العربية والإسلامية وجعلوا أبناءها أداة بأيديهم لقتل أنفسهم، وأعانوا الطاغي ليولّى عليهم وأزادوه طغيانا ليجبر على شعبه ويقتلهم.

ظانين أنهم بذلك لن يستطيع أحد منهم أن يتجرأ ويخالف قرار من قراراتهم .

ولكن إذا اعتاد الطغاة على الهوانِ فذكرهم بأن الموت قد دان.

فإنهم نسوا بأن أمة محمد أمة ولادة، ولا يعلو صوت فوق صوت الانتفاضة، وسيجعل الله بعد عسر يسرا ، وسيكون النصر لنا وهذا ماوعدنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال ” لن تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمين اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: ياعبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله .. إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود”

وسيحدث كما أخبرنا به الرسول كما وصف، واليهود أنفسهم يعلمون ذلك.

نانسى فتوح تكتب : شدة البلاء وقرب الفرج..

ولعل مايحدث الآن هو سبب لاجتماع المسلمين على كلمة واحدة، وتمحيص لهم ليعودوا إلى دينهم ورشدهم، وينبذوا الخلافات التي بينهم وراء ظهورهم، وبعدها سيتحقق النصر الذي وعدوا به وستكون لهم السيادة والريادة كما كانوا.

فأقوى أسلحتنا في وجه العدو بعد نصر الله وحدتنا بل هي سبب نصر الله لنا ومعيته.

اللهم أنت القائل “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى” فما نسبت إليك إلا عزيز وماذكرت في كتابك إلا غال فرده إلينا يامتعال.

وأقول للسيد ترامب .. مهما كنت تملك من قوة ومهما حاولتوا أن تغتالوا العرب من صنع الحروب والمؤامرات الممنهجة فلن تستطيع أن تغير ما كتبه الله في كتابه العزيز، وستبقى القدس العاصمة الأبدية لفلسطين، وسيظل النضال العربي قائم إلى يوم الدين مهما كانت التحديات.

اقرأ للكاتبة : 

 نزيف لا يتوقف..

شكرا للتعليق على الموضوع