ناصر اللحام يكتب: ما حدث في جنين سوف يحدث في جميع مناطق الضفة، ولكن..

يقف الاحتلال كثيرا عند ما حدث صباح الاثنين في مخيم جنين. العبوات الناسفة ليست هي الوحيدة التي تقلق الاحتلال، وانما الأهم هو الجيل الجديد من الشبان في الضفة والذين يحملون معهم مرحلة جديدة قادمة لا تستطيع إسرائيل تحمّلها.

الروح القتالية عند الفدائي الفلسطيني لفتت انظار المحللين العسكريين، ويعتقد الاحتلال ان 150 مقاتلا فلسطينيا أوقفوا اليوم نحو ألف جندي إسرائيلي ومعهم سلاح الهندسة والطيران والكوماندوس، والسيارات المصفحة والدبابات والجرافات. وهذا مؤشر مقلق عند الجندي الإسرائيلي عموما. فقد رسم المقاتل الفلسطيني سقفا عاليا يمكن الاهتمام به مستقبلا. فالجندي الذي يحتمي بمضادات الرصاص من رأسه حتى أخمص قدميه ويختبئ في دبابة مصفحة يجد صعوبة في مواجهة مقاتل يلبس جاكيت رياضي ويقفز من حي الى حي لملاحقته ببندقية بسيطة.

المراسلون العسكريون في قنوات التلفزة الإسرائيلي وصفوا ما حدث أنه تعاظم قوة المقاومة. ونقلوا عن جنرالات عسكريين تهديدهم بشن عملية واسعة ضد جنين. لكن المخابرات الإسرائيلية والمحللين الأكثر خبرة ودراية وعمق لهم رأي مغاير تماما.

ايهود يعاري الذي واكب الانتفاضات الثلاث وكتب عنها، له رأي مغاير تماما. ويقول ان الانتفاضة الحالية في الضفة ليس لها قيادة ولا غرفة عمليات ابدا. وقال للقناة 12 ان ما حدث في جنين يثبت:

– ان هناك ضح أموال كثيرة الى جنين والى الضفة الغربية بشكل غير مسبوق.

– ان هناك ضخ سلاح للضفة غير مسبوق ، وان هناك سلاح ليبي وصل الى الضفة وسلاح امريكي وسلاح سوري أيضا. وان عمليات نقل وتهريب السلاح عن طريق الحدود الأردنية لا تتوقف.

– ان هناك جيل تحت عمر العشرين عاما وليس معهم تصاريح عمل في اسرائيل ولا يكترثون لذلك ، يتلقفون السلاح بكل رغبة ويحصلون على المال كما يريدون مقابل حمل السلاح. وان ايران وحزب الله وحماس والجهاد تغرق الضفة بالمال والسلاح دون توقف.

– ان هناك دعم ورغبة في تعليم شباب الضفة الغربية تصنيع قذائف وصواريخ وان كانت بدائية الصنع وانها مسألة وقت حتى تتحول الضفة الى منصة لإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.

أمّا الجنرال إسرائيل زيف وهو قائد سابق لعمليات الجيش. فكان له موقف ثالث حيث ينظر بازدراء لدعوات الجيش شن عملية واسعة ضد جنين، ويقول ان اجتياح اّخر للضفة مثل عام 2002 لن يفيد إسرائيل بشيء وقد يوقع خسائر زائدة.

ويقول ان جنين ليست مثل جنوب لبنان وحزب الله فهذا خطأ. بل انها الان مثل الشجاعية وانها سوف تصبح مثل غزة قبل انسحاب الجيش منها. وان الحل يجب ان يكون استراتيجيا وذلك مستحيل من دون دعم السلطة وإعادة قوتها اللازمة لها.

ولكن على ارض الواقع تواصل إسرائيل تدمير السلطة، فقد اعلن الاحتلال عزمة بناء اكثر من أربعة الاف شقة استيطانية، ويواصل ذلك.

اقرأ للكاتب

ناصر اللحام يكتب: هزيمة 67 انتهت بانبعاث جيل عربي فلسطيني حر وجديد

شكرا للتعليق على الموضوع