رامي فرج الله يكتب: أزمات غزة للتغطية على سوء إدارتها
خاضت حركة حماس تجربة حكم غزة، وإدارتها، على مدار ١٦ سنة عجاف، حدثت فيها أحداث جسام بين المد و الجزر، وربما أهم ما ميز هذه الفترة عدوان تموز ٢٠١٤، التي خاضتها الحركة و الفصائل المنضوية تحت عباءتها، وعدوان ٢٠١٢، و ٢٠٢١، و التي اختلقتها الحركة ذريعة الدفاع عن الوطن، و الصحيح أن غزة لم تجن ثمارها، بل ما زاد هذه الفترة تعقيدا هدم المنازل على رؤوس أصحابها، ومسح مربعات سكنية بالكامل، و محو عائلات من السجل المدني.
بيد أن قيادة الحركة وعناصرها استفادوا من هذه الفترة بزيادة جيوبهم دون النظر للمواطنين، وهنا أستذكر قول القيادي خليل الحية:” مال حماس لحماس″.
ثم توالت الأزمات تلو الأخرى، حيث لم تستطع الحكومة برئاسة القيادي البارز إسماعيل هنية توفير حياة كريمة لأهالي غزة، و كان المستفيد الأول من هذه الأزمات قيادة حماس و عناصرها، وهناك أناس لا يستطيعون شراء الزيت و الزعتر، فيما هنية يعيش حياة الرفاهية في مخيم الشاطئ، و من ثم في قطر الآن، علما أنه قال في إحدى خطاباته: ” سنأكل الزيت و الزعتر، و لا نزال نحظى بأغلبية”، علما أن حماس لم تعد تحظى بأغلبية بقدر ما تحظى بالمنفعية.
و بعد النجاحات التي حققها الرئيس عباس دبلوماسيا، وبعد اجتياح مخيم جنين الشهر المنصرم، و فضح مخططات حماس الانقلابية بالضفة، وكشف مساوئ الحركة في إدارتها غزة و مقدراتها، افتعلت حماس أزمة الكهرباء، و محاولة منها لتركيب العدادات الذكية لتجبي لجيوبها .
تقول صحيفة نيويورك تايمز:” افتعلت حماس أزمة الكهرباء بغزة تغطية على النهب و السرقة في عصرها”، فيما تقول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية:” بعد تضييق الخناق عليها ماليا ، لجأت حماس لافتعال أزمة الكهرباء تغطية على سوء إدارتها غزة”، على حد قول الصحيفة .
استمعت الى لقاء بين الناطق باسم شركة توزيع الكهرباء والصحفى الناشط حازم ابو حميد عندما ساله اين تذهب الاموال التى تجمعونها ؟، ولم يستطع الناطق باسم شركة الكهرباء الإجابة لأنها ستدخله في متاهة ، بعدما كشف أن جباية الكهرباء لا تصل خزينة السلطة الفلسطينية الشرعية.
صحيفة لوفيغارو الفرنسية بدورها لفتت إلى:” حماس تواجه سخطا اجتماعيا بسبب عدم دفع الرواتب و ارتفاع نسبة البطالة و الإمدادات غير المنتظمة للمياه و الكهرباء “، و بحسب الصحيفة :” حماس تواجه انتقادات لسوء إدارتها قطاع غزة “؛ مضيفة:” سكان القطاع وقفوا لسنوات مكتوفي الأيدي رغم سماع أصوات بإحداث تغيير “.
كما أشارت الصحيفة ذاتها إلى ” الكبتاغون أصبح منتشرا بشكل واسع في قطاع غزة، وحماس ساعدت على انتشاره، و يتعاطوه الشباب الغزي لنسيان همومهم “،حسبما ورد في تحقيق الصحيفة.
ومن كل ذلك، نخلص بالقول:” إن حركة حماس تتحمل كامل المسؤولية بما أنها لاتزال تسيطر على القطاع″.
اقرأ للكاتب
رامي فرج الله يكتب: زيارة الرئيس عباس جنين.. الرسائل والدلالات